شباط - الجمعة 09/02/2001 انتخاب
شارون يثير قلقاً دولياً |
تلاقت
ردود الفعل العالمية الاوروبية الاميركية
وغيرها على الحذر والتخوف من وصول ارييل
شارون الى رئاسة الوزراء في حكومة العدو،
وسارعت واشنطن الى محاولة امتصاص الصدمة من
خلال اتصالٍ اجراه الرئيس الاميركي جورج
بوش بشارون لتنهئته بالفوز بعد عدة دقائق
فقط من الاعلان غير الرسمي لفوزه غير ان ذلك
لم يفلح في ازالة حالة القلق التي سادت ما
دفع وزير الخارجية الاميركية كولن باول الى
تجديد تعهد بلاده الاضطلاع بدور في ما
اسماه صنع السلام في الشرق الاوسط، موجهاً
نداءه الى زعماء المنطقة بضبط النفس «وضمان
عدم تجدد العنف»، معتبراً انه «وقت للتحلي
بالصبر واعطاء الفائز فرصة ليقرر ما هو نوع
الحكومة التي ستتألف». وحثت
كل من روسيا والصين وبلجيكا والمانيا
وتركيا رئيس وزراء العدو على الاستمرار
قدماً في عملية التسوية، مؤكدة استعدادها
للمساعدة في هذا الاطار، فيما اعرب رئيس
الوزراء الدانماركي بول يزوب راسمونسن عن
قلقه الشديد، واعرب وزير خارجيته موغينز
ليكيتوفت عن «خيبته العميقة» من نتائج
الانتخابات قائلاً «انه قلق ينتاب العديد
من بيننا في كامل اوروبا». من
جهته قال وزير الخارجية النروجية ثوربيورن
ياغلاند ان لديه «ما يكفي من الاسباب التي
تدعو الى التخوف على الوضع في الشرق الاوسط
اذا ما وضع شارون برنامجه الانتخابي موضع
التنفيذ». اما
رئيس الحزب الاشتراكي الدانماركي هولفر
نيلسن فقال لقناة «تي.في.2» الدانماركية «ان
ايدي شارون ملطخة بالدماء، انه مسؤول عن
مجازر آلاف الفلسطينيين في مخيمي صبرا
وشاتيلا سنة 1982». وقال
«يجب علينا ان نضغط على شارون في كل الظروف
ليتمسك بخط واقعي في عملية السلام، وان
نقدم دعماً أكبر للفلسطينيين»، مضيفاً «اذا
لم نتوصل الى استئناف عملية السلام فيجب ان
نستعد لفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على «اسرائيل».
يجب علينا ان نتعامل مع شارون كرجل خطير
جداً، انه حسب اعتقادي مجرم حرب ويجب ان
نتعامل معه كذلك». واذا
كانت التعليقات والمواقف الرسمية قد اتسمت
ببعض التحفظ فإن تعليقات الصحف لم تكن
كذلك، اذ وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» شارون
بأنه «احد رجال السياسة الاسرائيليين
الاقل ليونة» ودعته «الى مزج تصلبه المعهود
بشيء من الليونة لتفادي تدهور الوضع الذي
هو متفجر أصلاً في الشرق الاوسط». ووصفت
صحيفة «لاستاميا» الايطالية شارون بأنه «زارع
الحقد» فيما وصفته صحيفة «ايل مانيفيستو»
بأنه «أشرس عدو للسلام» وانه «يجر وراءه
عار صبرا وشاتيلا». ورأت
صحيفة «لاريبوبليكا» ان فوز شارون هو «انتصار
الخوف والحقد». وتحدثت
الصحف اليونانية عن دور شارون في مجازر
صبرا وشاتيلا معربة عن تخوفها من وقوع «انفجار»
في المنطقة، اما الصحف الاسبانية، فاعتبرت
ان انتخاب شارون يشكل ابتعاداً عن عملية
السلام في الشرق الاوسط، و«انتصاراً
كاسحاً للتعنت». واذا
كان هذا هو رأي العالم في شارون، فلنا ان
نتساءل عن رأيه في القاعدة الشعبية التي
انتخبته آخذة بعين الاعتبار ماضيه
الاجرامي وحاضره التعنتي المستند الى
برنامج العدوان والقتل والحقد، وهو ما يكشف
مجدداً تأصل طبيعة العدوان والعنصرية في
هذا الكيان المصطنع. طبعاً
فإن العالم لن يدين اليهود الاسرائيليين
بسبب اختيارهم لشارون لكن في استنكاره
لوصول مجرم حرب الى رئاسة حكومة اكثر من
ادانة مبطنة لمن أوصله، واذا كانت هذه هي
الفكرة فعلى العرب العبرة.
|