العمليات الاستشهادية بالاسلحة الفردية قفزة نوعية


حققت العملية الجريئة في القدس المحتلة الأحد الماضي عدة أهداف على الصعد الأمنية والعسكرية، فعلى الصعيد الأمني، استطاع الاستشهادي حاتم الشويكي الوصول الى تقاطع طرق استراتيجي وسط القدس المحتلة حاملاً سلاحه الآلي متخطياً حواجز واجراءات مكثفة في هذه المنطقة التي شهدت عمليات متنوعة للمجاهدين بينها تصفية الوزير المتطرف رحبعام زئيفي وتمكن المجاهد حاتم الشويكي من افراغ رصاص مخزنه بهدوء مسدداً ببراعة على الهدف الذي اختاره والاصابات التي حققها تدل على مدى مهارته في التسديد بالرغم من الاجراءات الوقائية التي اتخذها المستوطنون داخل الباص.

وتكرّس هذه العملية اتجاهاً لدى الانتفاضة يتمثل باعتمادها على الاسلحة الفردية لتنفيذ عملياتها النوعية، وهذه ليست العملية الاولى ولن تكون الأخيرة، ففي شهر آب /اغسطس الفائت استطاع استشهادي الوصول الى محيط وزارة الحرب في "تل ابيب" واصاب عشرة جنود لدى خروجهم من معسكر هكرياه - مركز أعصاب الأمن الاسرائيلي - وفي اواخر الشهر الماضي تمكن مجاهدان من الوصول الى محطة الباصات في الخضيرة وكان الجنود الهدف المحدد.

ويفيد مصدر عسكري بأن الانتفاضة تبنت هذه الاستراتيجية الجديدة وركزت على نقطة ضعفه وهو العنصر البشري. وقد لجأت الى هذا المنهاج الناجح للاسباب التالية:

1 - توافر الهدف الاستيطاني (العنصر البشري) على مدار الساعة وبكثرة.

2 - توافر السلاح الفردي والذخيرة وبكميات كبيرة.

3 - مقدرة المجاهدين على التنكر والتنقل بين الأهداف واختيار الانسب منها وهو ما أكدته الوقائع في أكثر من عملية.

4 - فشل الاجراءات الأمنية والعسكرية للاحتلال في الحد من عمليات الاختراق، أما من حيث النتائج فإضافة الى الخسائر الجسيمة التي تنجم عن اطلاق مخزن واحد ومن بندقية واحدة فقط (قتيلان وخمسون جريحاً)، وهي تفوق ما قد تحققه سيارة مفخخة او استشهادي بالمتفجرات، فإن الاحساس بانعدام الأمن وتنقل الموت بسهولة بين شرائح العدو المختلفة من عسكريين ومستوطنين ترك اثراً نفسياً سلبياً بتزايد مع مرور الزمن وخصوصاً ان ترسانة السلاح المتوافرة لدى الكيان الصهيوني ستكون عاجزة عن التصدي لهذا النوع من العمليات الاستشهادية الاقتحامية بالاسلحة الفردية.

عدنان علامة