ارشيف من :أخبار لبنانية
هل تطيح زيارة رايس ايجابيات لقاء عون ـ سليمان في قصر بعبدا؟


وجاء في هذا السياق دخول رئيس الجمهورية ميشال سليمان على خط الاتصالات لتذليل العقبات من خلال اللقاء الذي جرى بينه وبين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون في قصر بعبدا ظهر الاثنين، والذي جرى الحديث خلاله في تفاصيل التشكيلة الحكومية.
وجاء هذا اللقاء بعد المخرج الذي اقترحه العماد عون للأزمة الحكومية، والذي يقضي بأن يسمي رئيس الجمهورية وزيرين لحقيبتين سياديتين من الطائفتين المسيحية والاسلامية، لا أن يكون الاثنان من الطائفة المسيحية، وهو اقتراح أحدث حراكا سياسيا وأعاد تفعيل الاتصالات بعدما كانت أفخاخ فريق السلطة بشأن الحقائب السيادية قد ارتطمت بالحائط المسدود ولم تحقق هدفها بإحداث شرخ داخل المعارضة أو دق إسفين بين المعارضة ورئيس الجمهورية.
وعليه فإن أوساطاً مقربة من الرئيس نبيه بري رأت أن اقتراح عون هو اقتراح جيد من شأنه أن يوفر مخرجا مقبولا للجميع. فيما قالت مصادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة انه يدرس الاقتراح بإيجابية، لكنه يحتاج الى توضيحات حول موقف رئيس الجمهورية منه، وكذلك موقف المعارضة.
وما أكد أن الأمور كانت تشير الى امكانية انفراج الأزمة الحكومية خلال الأيام المقبلة دون حاجة الى تدخل قطر راعية اتفاق الدوحة، هو ما عبر عنه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بعد زيارته الى الرئيس سليم الحص، حيث تحدث عن حركة مكثفة متوقعاً أن تعطي دفعاً كبيراً في المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتسهيل ولادتها، معرباً عن تفاؤله الكبير في انجاز التشكيلة دون تحديده أي موعد لذلك، وتشديده على أنه لا ضرورة لتدخل الراعي القطري في تفاصيل التشكيلة الوزارية، لأن الحل في الداخل.
"مفاجأة رايس"
الا ان جميع هذه المعطيات الايجابية باتت محل اختبار جديد بعد الزيارة المفاجئة التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس إلى بيروت ظهر الاثنين، حيث التقت رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة في السراي ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري في قريطم بحضور النائب وليد جنبلاط ورئيس القوات سمير جعجع.
وتتخوف المصادر المتابعة من عراقيل اضافية قد تكون وضعتها رايس أمام تشكيل الحكومة من خلال مطالب أو إملاءات معينة بشأن بعض الحقائب التي كان العمل جاريا لتذليل المصاعب بشأنها، وخصوصا حقيبة الدفاع، حيث كان جرى الحديث مؤخرا ان الأميركيين يريدون وزيرا للدفاع يكون على تواصل معهم ومتجاوبا مع "مشاريعهم" التي ينسجونها منذ مدة تجاه ملف الجيش اللبناني ودوره.
وعليه باتت الأنظار الآن تتركز على معرفة ما حملته رايس الى لبنان، وهل عملت على وضع مزيد من العصي في دواليب السعي لتشكيل الحكومة؟ وهل تكون رايس التي زارت قصر بعبدا قبل اللقاء الذي جمع الرئيس سليمان بالعماد عون قد عطلت النتائج الايجابية التي كانت ستخرج عن هذا الاجتماع، وهو الاجتماع الذي كان الجميع ينتظر ان يسفر عن نتائج ايجابية على صعيد اخراج التشكيلة الحكومية من المأزق؟ فهل زيارة رايس الى قصر بعبدا أفشلت اللقاء الثاني بين الرئيس سليمان والعماد عون، ام ان نتائجه ستسلك نحو الايجابية؟ التصريح الذي أدلى به العماد عون بعد اللقاء اتسم بالإيجابية في اطاره العام، لكن بدا ان الاجتماع لم يحدث اختراقا كبيرا، وهو ما اتضح من خلال ما قاله عون من ان اللقاء حدد اطار الخلاف، وأن "المشكلة ليست بالأسماء، انما في توزيع الحقائب".
على أي حال الساعات المقبلة ستحدد اتجاه الرياح، إن نحو تذليل العقد الحكومية وهو ما كان سائدا خلال الساعات الأخيرة الماضية، أو باتجاه مزيد من التعقيد. وإذا كان الاتجاه الثاني هو الغالب، فبالتأكيد يكون سببه "زيارة الشؤم" لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى بيروت.
هلال السلمان
الانتقاد/ العدد1273 ـ 17 حزيران/ يونيو 2008