ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص الانتقاد.نت: موفاز يقود كديما نحو الانضمام إلى حكومة نتنياهو او الانشقاق عنه
كتب المحرر العبري
لم يكن مفاجئا اعلان الرجل الثاني في حزب "كديما" شاؤول موفاز تبنيه خطة سياسية تهدف إلى ادخال حزبه في حكومة نتنياهو. وهو الذي سعى منذ البداية إلى الضغط على رئيسته تسيبي ليفني، لإقناعها بالموافقة على المشاركة في الحكومة.
وطوال الفترة السابقة كان التقدير ان موفاز سيتحين فرصة سياسية ما للمبادرة اما إلى الانشقاق عن "كديما" او رفع لواء المشاركة في الحكومة وهو الامر الذي رفضته ليفني مرارا وبشكل نهائي، في رهان منها على فشل نتنياهو وحكومته وتبلور "كديما" كخيار بديل. الا ان مسار الاحداث سار في غير الاتجاه الذي كانت تقدره رئيسة "كديما"، بعدما لبى نتنياهو جزء من مطالب الادارة الاميركية بالموافقة على الدولة الفلسطينية، التي كان رفضه لها، سببا لليفني لعدم المشاركة في الحكومة. الامر الذي دفع موفاز للانتقال، من مرحلة الانتقادات الدائمة لرئيسة حزب "كديما" إلى مرحلة التحدي، عبر تقديم خطة سياسية، سماها "خطة موفاز لتطبيق رؤيا الدولتين لشعبين".
وتنطوي الخطة في مرحلتها الاولى على اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وخلال ثلاث سنوات تصبح حدودا دائمة، على ان تتم خلال هذه الفترة مفاوضات حول الترتيبات الامنية، ويبرر موفاز اقتراحه بالقول أن على "إسرائيل" ان تقدم خطتها قبل ان يتم فرض خطة اخرى على "إسرائيل" تضر بمصالحها الامنية والوطنية. موضحا انه "من اللحظة التي تسند فيها هذه الخطة بضمانات دولية سأقود مؤسسات كديما لاتخاذ قرار للانضمام الى حكومة وحدة لغرض تطبيق الخطة"، ومعبرا عن قناعته بأن "اغلبية اعضاء كتلة كديما سيؤيدون الخطوة".
امام ما تقدم يبدو جليا ان موفاز اراد ان يقتنص الفرصة السياسية التي سنحت في اعقاب اعلان نتنياهو الموافقة على اقامة دولة فلسطينية، لتطبيق ما كان يدعو اليه سابقا بانضمام "كديما" إلى الحكومة او الانشقاق عنها، رغم نفيه انه ليس في هذا الوارد على الاطلاق، لكن تجربة موفاز تبين انه اخر رجل يمكن ان يؤخذ بتعهداته. وكجزء من تعبيد الطريق امامه ومؤيديه للإنشقاق عن "كديما" يتم في الكنيست مناقشة تعديل القانون الذي يسمح لثلث اعضاء أي كتلة الانشقاق وتشكيل كتلة مستقلة. بحيث يصبح بامكان الثلث او سبعة اعضاء من الكتلة مهما كان يمثل هذا العدد من مجموع الكتلة.
وبناء على ما تقدم يمكن القول ان حزب "كديما" دخل مرحلة جديدة قد تترك اثرها على مستقبله وقد تصل، في حال مضى موفاز في خطته وهو المرجح، اما إلى الانشقاق عن "كديما" او انضمام الحزب إلى حكومة نتنياهو.
وفي هذا السياق يعزز موفاز حججه بالقول ان "كديما" سيفقد في الانتخابات المقبلة، ما لا يقل عن عشرة مقاعد اذا ما بقي في المعارضة ولم يشارك في الحكومة.
في مقابل رهان ليفني على تعزيز مكانة "كديما" في حال بقي في المعارضة والوصول إلى الانتخابات المقبلة وقد تبلور كخيار بديل عن الحكومة الفاشلة التي يترأسها بنيامين نتنياهو.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018