ارشيف من :أخبار عالمية
إزالة الاستيطان وليس تجميده
صحيفة "الخليج " الاماراتية
هل كان بمقدور “إسرائيل” أن تتحدى الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لو لم تكن واثقة بأن الدعم الأمريكي والأوروبي لها يمكنها من أن تمارس هذا الرفض، ولو لم تكن متأكدة بين المواقف الأمريكية والأوروبية لن تتجاوز الكلام اللفظي أو البيانات الإعلامية.
توحي المواقف المتناقضة بين “إسرائيل” من جهة والولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة أخرى وكأن هناك “أزمة” بين الجانبين، وأن هذه “الأزمة” يمكن أن تتصاعد وتتحول إلى ضغوط غربية سياسية واقتصادية لإجبار “إسرائيل” على الالتزام بالقرارات الدولية لتسهيل تحقيق تسوية للقضية الفلسطينية.
والحقيقة أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على الفلسطينيين وليس على “إسرائيل” لحملهم على تقديم المزيد من التنازلات التي ترضي “إسرائيل”. والحصار المفروض على قطاع غزة، وهو حصار اقتصادي وسياسي يمثل ذروة هذه الضغوط ويكشف ازدواجية في المعايير تفضح الانحياز الغربي ل”إسرائيل” على حساب الحقوق الفلسطينية.
لقد فقدت الدول الغربية صدقيتها في تعاطيها مع الاحتلال الصهيوني للأرض العربية، وكذلك صدقيتها مع العرب والفلسطينيين، لأنها طوال تاريخ الصراع العربي - “الإسرائيلي” ومنذ استهلت مؤامرتها في إقامة كيان صهيوني على الأرض العربية، لم تتخذ موقفاً عادلاً ينم عن التزام هذه الدول بمعايير العدالة الدولية أو حتى بقرارات الشرعية الدولية التي شاركت هي نفسها في صياغتها، وكانت باستمرار تعمد إلى دعم السياسة العدوانية “الإسرائيلية” وتوفر لها كل مستلزمات القوة التي توفر لها القدرة على أن تكون دائماً فوق القانون.
المشكلة في الواقع ليست تجميد الاستيطان، لأن في ذلك اختزالاً أو اختصاراً للقضية الأساسية وهو التخلي عن المستوطنات وإزالتها، لأن لا مقومات لأية دولة فلسطينية ممكنة مع وجود مستوطنات تمزق الأرض والشعب وتمنع أي تواصل جغرافي بين أجزاء هذه الدولة.
يبدو أن الدول الغربية تمارس لعبة إيهام الفلسطينيين والعرب أنها متعارضة مع “إسرائيل” حول “تجميد” الاستيطان، فإذا وافقت على “التجميد” تكون الأزمة قد حلت لكن الاستيطان يبقى.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018