ارشيف من :أخبار عالمية
سوريا ردت على تقارير تحدثت عن رفضها حصول زيارة ثانية: اتفقنا مع وكالة الطاقة الذرية على زيارة موقع الخُبَر دون سواه ولمر

دمشق ـ راضي محسن
في أول تعليق رسمي من جانبها على زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش أحد مواقعها مؤخراً، أكدت سوريا رسمياً أنها "نفذت ما التزمت به" من اتفاق مع الوكالة الدولية وأبدت استعدادها مجدداً لتلقي "أسئلة استيضاحية" من الوكالة "للإجابة عنها".
وتعقيباً على ما تناولته بعض وكالات الأنباء بشأن زيارة الوفد للبلاد أواخر شهر حزيران الماضي، وفيما بدا أنه رد سوري على إمكانية قيام الوفد بزيارة مماثلة قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية: إن سوريا "توصلت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مذكرة تفاهم نصت على قيام وفد الوكالة المذكورة بزيارة موقع الخُبَر (في محافظة دير الزور، شمال شرق بالقرب من الحدود مع العراق) الذي قصفته إسرائيل دون سواه ولمرة واحدة". مشدداً في الوقت نفسه على أن "سوريا نفذت ما التزمت به (...) وكانت قد أكدت أيضاً أنه إذا كان لدى الوكالة بعد قيام وفدها بزيارة الموقع أسئلة استيضاحية أخرى فبإمكانها تزويد الجانب السوري بها للإجابة عنها".
وكانت بعض وسائل الإعلام نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن سوريا رفضت طلباً للوكالة الدولية للسماح لفرق التفتيش بزيارة الموقع مجدداً.
وقام الوفد بزيارة الموقع الذي دمرته غارة للطائرات الإسرائيلية في أيلول الماضي، وتزعم الولايات المتحدة وإسرائيل أن الموقع هو منشأة نووية تبنيها سوريا بالتعاون مع كوريا الشمالية وهو الأمر الذي نفته سوريا وأكدت أن الموقع عبارة عن منشأة عسكرية قيد البناء.
ومن المتوقع ان يقدم مفتشو الوكالة الدولية تقريراً لمجلس محافظي الوكالة قبل اجتماعه في أيلول القادم.
وانتقد المصدر المسؤول في تصريحه لوكالة الأنباء السوريا سانا الولايات المتحدة واتهمها "بالترويج لمزاعم باطلة" لمنع سوريا من الحصول على عضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولتبرير العدوان الإسرائيلي على موقع الخُبَر وقال المصدر "إن كل المزاعم التي تروج لها الولايات المتحدة بهذا الوقت تحديداً بهدف تبرير العدوان الإسرائيلي على موقع الخبر من جهة ولثني بعض الدول عن دعم ترشيح سوريا لمقعد بمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة اخرى هي مزاعم باطلة"، ونفى أن تكون سوريا عملت "على إقامة مفاعل نووي بالتعاون مع جمهورية كوريا الديمقراطية أو سواها" قبل أن يؤكد "التزام سوريا بمعاهدة منع الانتشار النووي وسجلها في التعاون مع الوكالة بهذا الصدد يشهد على ذلك".
وقال مصدر في وقت سابق لوكالة الأسوشيتد برس إن الولايات المتحدة عممت مذكرة بين أعضاء مجلس الوكالة الدولية، تبدي فيه معارضتها لمساعي سوريا للحصول على مقعد في مجلس الوكالة، بزعم أن "ترشيح سوريا يأتي في وقت يجري فيه تحقيق حول بنائها سراً مفاعلاً نووياً غير معلن عنه، يتنافى والأغراض السلمية".
واتهم المصدر السوري واشنطن بفقدان مصداقيتها وقال: لو كانت الولايات المتحدة تتمتع بالحد الأدنى من الصدقية للفتت الأنظار إلى ما تملكه إسرائيل من سلاح نووي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
يُشار إلى أن السلطات السوريا هي من دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إرسال وفد لزيارتها للتحقق من الادعاءات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك بهدف تعرية هذه الادعاءات وكشف كذبها وزيفها، علماً أن سوريا لم توقع على البروتوكول الإضافي لمنع انتشار الأسلحة النووية في 1997 الذي يمنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بتفتيش مفاجئ في الدول الموقعة على الملحق من دون إخطار مسبق.
وكانت سوريا أعلنت مباشرة عن حصول العدوان الإسرائيلي على موقع الخُبَر وهو ما أربك إسرائيل وأوقعها في حيرة من أمرها ما دعاها إلى المراوغة فترة من الزمن قبل أن تتحدث وتعترف بقيامها بعدوانها.
ولا يستبعد المراقبون أن تلجأ الولايات المتحدة إلى "الضغط على سوريا نووياً لتحقيق مكاسب سياسية" وذلك من خلال اتباع سيناريو جديد معها شبيه بذاك الذي اتبعته مع العراق قبل عزوه عام 2003 حين اتهمته بحيازة أسلحة نووية ثم تبين فيما بعد كذب وزيف هذه الاتهامات.
يذكر أن سوريا انضمت منذ عام 1963 إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهي تمتلك مفاعلاً صغيراً مخصصاً للأبحاث العلمية، يخضع لعمليات تفتيش دورية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حسب الإجراءات المرعية أصولاً.