ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: هل بدأ اللوبي الإعلامي الصهيوني يضيق ذرعاً بمعارضيه

خاص الانتقاد.نت: هل بدأ اللوبي الإعلامي الصهيوني يضيق ذرعاً بمعارضيه

صوفيا ـ جورج حداد
ألغت المحكمة العليا في روسيا الاتحادية الاحكام الصادرة بتبرئة المتهمين بقضية اغتيال الصحفية الروسية آنـّا بوليتكوفسكا، وبذلك تكون المحكمة العليا قد استجابت لطلب النقض من قبل المدعي العام، الذي اصر على الغاء الاحكام واعادة النظر في القضية.

خاص الانتقاد.نت: هل بدأ اللوبي الإعلامي الصهيوني يضيق ذرعاً بمعارضيهوكان اعضاء هيئة المحكمة البدائية قد اجمعوا في شباط/ فبراير الماضي على تبرئة المتهمين الثلاثة بهذه القضية. ولكن الحكم لم يدخل حيز التنفيذ، لان المدعي العام اعترض عليه. ومع ذلك فإن الاخوين ابراهيم وجبرائيل محمودوف والمتعاون السابق مع وزارة الداخلية (الشرطة) سيرغيي حجيقربانوف، كان قد اطلق سراحهم. ولكن بعد فترة وجيزة تم توقيف حجيقربانوف مجددا بتهمة ابتزاز الشاهد الرئيسي في القضية دميتريي بافليوتشينكو بمبلغ 350 الف دولار.

والمعلوم ان آنـّا بوليتكوفسكا كانت صحفية مغمورة تحمل الجنسية الاميركية وتعمل في صحيفة "نوفايا غازيتا" لصاحبها الملياردير الصهيوني العالمي المعروف جورج سوروس. وكانت على علاقة وثيقة بالملياردير اليهودي الصهيوني (اللاجئ الى بريطانيا) بوريس بيريزوفسكي الذي كان يقوم بتمويل وتسليح المتمردين "الاسلاميين!!!" المزيفين في الشيشان.

وقد اشتهرت آنـّا بوليتكوفسكا بالمقالات التي كتبتها في جريدة سوروس دفاعا عن "حقوق الانسان" في الشيشان، والتي انتقدت فيها بشدة سياسة بوتين في الشيشان وشمالي القوقاز. وفي 7 تشرين الاول/ اكتوبر 2006 وجدت مقتولة باطلاق النار عليها في مصعد البناية التي تسكن فيها. وتجندت الصحافة الغربية لشن حملة عالمية لاجلها. واتهمت الاوساط الغربية السلطات الروسية باغتيالها، وكذلك باغتيال عميل الكا جي بي السابق، المعارض لبوتين، الكسندر ليتفيننكو وذلك في لندن في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006.

وفي حملتها المحمومة دفاعا عن "حرية الصحافة" في عهد بوتين، نسيت الاوساط الغربية والصهيونية انه في عهد يلتسين تم اغتيال 120 صحفيا من ابرز الصحفيين الروس، المعارضين لسياسة نهب روسيا التي مارستها العصابات الصهيونية المرتبطة بالادارة الاميركية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وحتى بعد ازاحة يلتسين، لا تزال العصابات الصهيونية والاجهزة الغربية والاسرائيلية تواصل اغتيال الصحفيين والاعلاميين الروس المعارضين لها؛ ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:

1ـ النجم التلفزيوني الشعبي فلاديسلاف ليستيف، الذي كان مخرج برنامجي "فزغلياد" (نظرة) و"تشاس بيك" (ساعة ذروة) في التلفزيون الروسي ORT (التلفزيون الاجتماعي الروسي) الذي اصبح مديره، كان نجما تلفزيونيا حقيقيا وذا شعبية كبرى وتأثير كبير على الرأي العام في روسيا وكل اوروبا الشرقية، تم اغتياله باطلاق النار عليه امام مدخل بيته في 1 اذار/ مارس 1995، وفور اغتياله تمت خصخصة التلفزيون واصبح مالكه الاوليغارشي اليهودي الصهيوني بوريس بيريزوفسكي، الصديق المقرب لابنة يلتسين تاتيانا دياتشينكو. ولم تعر اجهزة الاعلام الغربية او الاوروبية الشرقية المأجورة اي اهتمام لاغتيال ليستيف.

2ـ وفي 9 تموز/ يوليو 2004 تم في موسكو اغتيال الصحفي الروسي الذي يحمل جنسية اميركية بول خليبنيكوف (وهو سليل عائلة ارستقراطية روسية)؛ وكان يشغل منصب المحرر الرئيسي لمجلة "فوربس" لمدة 15 سنة. وهذا الصحفي المستقل هو الذي قام بالتحقيقات حول عمليات الخصخصة المشبوهة في التسعينات في روسيا. وبيّن خليبنيكوف بالادلة الملموسة ان الغرب مرتبط بشكل وثيق بالشبكات الاجرامية، وان "رجال الاعمال" الذين كانت اميركا وبريطانيا تناديان بهم بوصفهم "مناضلين من اجل حرية الكلمة" (ومثال ذلك بيريزوفسكي، الذي نال اللجوء السياسي في بريطانيا)، هم ليسوا فقط اوليغارشيين، بل وقتلة عديمي الرحمة.

خاص الانتقاد.نت: هل بدأ اللوبي الإعلامي الصهيوني يضيق ذرعاً بمعارضيهوخليبنيكوف بالتحديد هو الذي خلال سنة 1996 وضع صورة بيريزوفسكي في الصفحة الاولى من مجلة "فوربس" تحت عنوان "عراب الكرملين". وفي المقال المرفق بالصورة في هذا العدد كتب خليبنيكوف وقائع فضح فيها قيام بيريزوفسكي بقتل ليستيف، كما اتهمه بجرائم قتل اخرى، وبعلاقاته الوثيقة ـ اي علاقات بيريزوفسكي ـ ببارونات المخدرات والغنغسترات الشيشانيين، واستند خليبنيكوف في هذه الاتهامات الى مقابلة اجراها هو شخصيا مع احد هؤلاء المجرمين ونشرها تحت عنوان "محادثة مع بربري".

لسنا بحاجة للتأكيد من جديد على المعايير المزدوجة للدوائر الغربية في التعامل مع القضايا السياسية الكبرى، ومنها موضوع "حقوق الانسان" و"حرية الصحافة".

وفيما خص هذه الجرائم الاربع بالتحديد، اي اغتيال ليستيف وخليبنكوف، من جهة، وبوليتكوفسكا وليتفيننكو، من جهة ثانية، فهناك خيط مشترك مؤكد هو:

بيريزوفسكي. فهذا الاوليغارشي الصهيوني المختبئ في بريطانيا، هو المتهم الاول بقتل الصحفيين الاولين، وكان المغدوران الآخران يعيشان على فتات مائدته؛ وتحوم شكوك كبيرة حول قيامه بتصفيتهما لانهما كانا يعرفان "اكثر من اللازم"، وكان من الضروري اسكاتهما قبل ان يقعا في ايدي الاجهزة والقضاء الروسيين.

ويتوقع بعض المراقبين ان تكتسب محاكمة قضية آنـّا بوليتكوفسكا اهمية كبيرة وان تتحول الى محاكمة سياسية كبرى للنشاط الاجرامي ـ اللصوصي ـ التخريبي للدوائر الامبريالية الغربية والصهيونية ضد روسيا دولة وشعبا.

2009-06-27