ارشيف من :أخبار عالمية
هندوراس.. تحت الإنقلاب العسكري
توالت الانتقادات لليوم الثاني على التوالي للانقلاب العسكري الذي حصل فجر أمس في هندوراس، والذي أطاح برئيس البلاد اليساري مانويل زيلايا ، ردا على الاستفتاء الذي كان مقررا حصوله أمس لتعديل الدستور بما يسمح للرئيس زيلايا الترشح لفترة انتخابية ثانية لأربع سنوات جديدة .
فقد استفاق المواطنون الهندوراسيون على نبأ محاصرة مئات الجنود لمقر الرئاسة، والذين تمكنوا من تجريد حرس القصر الرئاسي من سلاحه، واقتياد زيلايا بقوة السلاح إلى قاعدة عسكرية في البلاد ومن ثم طرده إلى كوستاريكا .
وفور وصوله إلى مطار سان هوزيه، أعلن زيلايا رفضه التنحي عن الرئاسة قبل انتهاء ولايته، وطالب المواطنين بالاحتجاج سلميا من اجل عودة الديمقراطية الى البلاد .
و كرد فعل اولي على الانقلاب، تجمع المئات من المواطنين في الشارع الرئيسي خارج بوابات القصر احتجاجا على ما جرى، ملقين الحجارة على الجنود الذين قاموا بتفريقهم بالغازات المسيلة للدموع .
ولمنع الفراغ في البلاد، وحسب الدستور الهندوراسي يتولى رئيس الكونغرس مهام القائم بأعمال الرئيس لحين إجراء انتخابات جديدة .
هذا وقد قام الرئيس الجديد للبلاد روبرتو ميتيلشي بدعوة الكونغرس للاجتماع ظهر الأحد، وقد اتفقوا على إقالة زيلايا بعد أن تلوا رسالة الاستقالة المزعومة والتي نفى زيلايا توقيعها .
كذلك قام ميتيلشي بتعيين إيريك اورتير كولينيس وزيرا للخارجية بدلا من باتريسيا روداس التي اعتقلت مع مجموعة مسؤولين بالحكومة .
ردود الفعل :
فور إعلان نبأ الانقلاب دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما لحل الامور بالطرق السلمية، في وقت اتهم فيه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الولايات المتحدة بالضلوع بالانقلاب وهذا ما نفته واشطن مباشرة .
من ناحية اخرى هدد ، شافيز بعمل عسكري إذا ما تعرض سفير بلاده في هندوراس لأي أذى ، جاء ذلك بعد أنباء عن احتجاز سفراء فنزويلا، كوبا ونيكاراغوا في هندوراس . فيما جرى الإعلان عن إطلاق سراح سفير فنزويلا في وقت لاحق دون ذكر إذا ما أفرج عن السفرين الآخرين أم لا! .
من جهته امتنع رئيس نيكاراغوا عن الدخول بأي عمل عسكري ضد حكومة هندوراس إلا إذا تعرض سفير بلاده للاذى .
بدوره ، ادان وزير خارجية تشيكيا الانقلاب واعتبره اختراق غير مقبول للنظام الدستوري .
أما المجلس الدائم لمنظمة الدول الاميركية فقد اعلن ان المنظمة لن تعترف بأي حكومة باستثناء حكومة زيلايا .
وفي اول تعليق دولي على الاحداث الجارية في هندوراس ، اعلن المتحدث باسم بان كي مون ان الاخير " يشعر بقلق عميق ازاء ما احدث التطورات في هندوراس ويدين اعتقال الرئيس الدستوري للبلاد" .
في مقابل ذلك رفض الرئيس المؤقت لهندوراس ميتشيلي ، الدعوات العالمية لانهاء الانقلاب قائلا " اعتقد انه ليس من حق احد هنا لا باراك اوباما ولا هوغو شافيز ان يأتي ويهدد هندوراس" ، ودعا لحوار وطني يفضي لحكومة تتقاسم السلطة فيها كل الاطراف .
من جهة ثانية اعلن زيلايا انه قرر المشاركة اليوم في قمة روساء دول اميركا الوسطى في مانغوا، التي ستخصص للوضع في بلاده، مجددا التأكيد على انه الرئيس الدستوري للبلاد ، وانه لن يوقع على خطاب استقالته من مصبه .
تجدر الاشارة الى ان هندوراس هي دولة فقيرة في اميركا الوسطى، وعدد سكانها لا يتجاوز سبعة ملايين نسمة وهي تصدر البن والموز، كما ان هذا الانقلاب ليس الاول في البلاد الا انه الاول منذ انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي سابقا .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018