ارشيف من :أخبار عالمية
التقى الرئيس الأسد ونائبه ورئيس مجلس الشعب ووزير الخارجية: رئيس البرلمان الأوروبي يتماهى في مواقفه مع ثوابت السياسة السو

دمشق ـ راضي محسن
أظهرت مباحثات الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بوترينغ في دمشق أمس وجود اتفاق في آراء الجانبين "على معظم النقاط" التي تطرقا إليها خلال لقائهما والذي أكدا خلاله على أن "الحوار هو الأساس بين سورية وأوروبا".
وأشارت التصريحات المتعددة التي أدلى بها بوترينغ بعد لقاءاته مع المسؤولين السوريين إلى تفهم واضح من قبل الاتحاد الأوروبي لمواقف سورية إزاء مختلف قضايا المنطقة، ما يعني أن ثمة تغييراً مهماً في طريقة تعاطي أوروبا مع سورية ينطوي أولاً على الاعتراف بالدور السوري في المنطقة، والتأكيد ثانياً على أهمية الحوار بين الطرفين.
وتأتي زيارة بوترينغ لدمشق كمؤشر على الانفتاح الأوروبي على سورية والذي بدأ مع زيارة الرئيس الأسد إلى باريس والقمة التي جمعته مع نظيرة الفرنسي نيكولا ساركوزي في الثاني عشر من الشهر الماضي.
وتعزيزاً لهذا الانفتاح، سيزور ساركوزي دمشق في الرابع والخامس من شهر أيلول/ سبتمبر القادم.
بوترينغ للأسد: سياسة سورية بقيادتكم أثبتت صوابيتها ولا سلام في المنطقة بدون سورية |
ويقوم بوترينغ بزيارة رسمية إلى سورية تستمر حتى الثلاثاء، وهو التقى الأحد الرئيس الأسد، ونائبه فاروق الشرع، ورئيس مجلس الشعب محمود الأبرش، ووزير الخارجية وليد المعلم.
ومن المنتظر أن يلتقي لاحقاً نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري وسماحة مفتي الجمهورية الدكتور الشيخ أحمد حسون وشخصيات دينية بارزة أخرى.
ونوه المسؤول الأوروبي بأهمية "إجراء حوار سوري أوروبي"، وتحدث عن اهتمام البرلمان الأوروبي بضرورة "توطيد العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي"، وضرورة "تحقيق السلام في الشرق الأوسط" مشيراً إلى "الدور السوري المهم في هذا المجال".
وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي عن اعتقاده بأن اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية المجمدة منذ العام 2005 "سيتم المصادقة عليها بشكل نهائي في الشهور القادمة"، وأشار في تصريحات للصحفيين إلى أنه ناقش مع المسؤولين السوريين "الأمور العريضة الكفيلة بالتوصل إلى مثل هذا الاتفاق" وقال "لابد لجميع السياسيين من تشجيع توقيع هذه الاتفاقية والدفع إلي الأمام في هذا المجال ومواصلة الحوار، وأعتقد أن توقيع هذا الاتفاق يحتاج إلى دعم من الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي".
ووقعت سورية بالأحرف الأولى اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي في عام 2004، لكن الاتفاق جُمَّد بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري واتهام سورية بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته دمشق بشدة.
وسورية هي الدولة الوحيدة من دول "إعلان برشلونة" التي لم توقع بشكل نهائي على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى إنشاء سوق حرة بين الدول المتوسطية بنهاية الفترة الانتقالية المحددة في سنة 2010.
الرئيس الأسد: تحقيق السلام يحتاج إلى رعاية دولية جادة |
وقال بيان رئاسي سوري إن الأسد وبوترينغ بحثا "العلاقات الأوروبية المتوسطية وأهمية مبادرة الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي لتحسين العلاقات الأوروبية مع الدول المتوسطية وضرورة العمل من قبل جميع هذه الدول لإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط".
ونقل البيان عن الأسد "رغبته في أن تلعب أوروبا دوراً أهم في منطقة الشرق الأوسط وأن تتفهم حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وحقوق العرب في أرضهم وبلدانهم وحقوق اللاجئين في العودة إلى ديارهم والتي ضمنتها جميع القرارات الدولية ذات الصلة مشيراً إلى معاناة شعوب المنطقة بسبب الاحتلال والحروب والعدوان".
وفيما أكد بوترينغ للرئيس الأسد أن "سياسة سورية بقيادته قد أثبتت صوابيتها وأن العالم برمته يفهم اليوم أن لا سلام في المنطقة بدون سورية" فإن الرئيس السوري أكد بدوره أن بلاده "سعت ومنذ بداية التسعينيات من أجل إحلال السلام العادل والشامل في منطقتنا" قبل أن يعتبر أن "تحقيق السلام يحتاج إلى جدية جميع الأطراف وإلى الرعاية الدولية الجادة".
وقبل بدء زيارته، أعرب بوترينغ في تصريح صحفي عن أمله في أن "تساهم هذه الزيارة في إعادة التأكيد على الالتزام السياسي للبرلمان الأوروبي بإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وإبرام اتفاق سلام شامل يشمل جميع دول المنطقة، والاتحاد الأوروبي شريك يمكن الاعتماد عليه وبإمكانه أن يؤدّي دوراً تسهيلياًً" في هذا المجال.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي إلى "إعادة النظر في مسألة إعادة إحياء الشراكة الأوروبية المتوسطية الحالي، لا سيما في ضوء إنشاء "الاتحاد من أجل المتوسط" في باريس في منتصف شهر تموز كفرصة على هذا الصعيد".
وخلال لقائهما، بحث بوترينغ ووزير الخارجية وليد المعلم عملية السلام واتفاق الشراكة السورية الأوروبية.
بوترينغ: سيتم المصادقة على اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية في الشهور القادمة |
كما بحث بوترينغ مع رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش العلاقات البرلمانية بين سورية والاتحاد الاوروبي وسبل تطويرها وتعزيز التعاون في المجالات كافة.
وبعد اللقاء، أكد بوترينغ أنه اتفق مع الأبرش على ضرورة توطيد العلاقات بين مجلس الشعب السوري والبرلمان الأوروبي لاسيما في المجالات التقنية.
كما شدد على أهمية الدور السوري في التوصل إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه "سيتم عقد اجتماع في تشرين الأول المقبل في العاصمة الأردنية عمان وسيكون الموضوع الأساسي لهذا الاجتماع السلام في الشرق الأوسط، وسورية تُروَّج لهذه العملية كما يُروَّج البرلمان الأوروبي في هذا الاتجاه، ونأمل أن يكون هناك المزيد من الحوار والتعاون".
من جانبه، أكد الأبرش أن ما تطلبه سورية من الاتحاد الأوروبي هو نقل الصورة الحقيقية لسورية التي ترغب في تحقيق السلام العادل والشامل، وأوضح أن سورية تعول على الدور الأوروبي في دعم سعيها لتطوير اقتصادها الوطني، مؤكداً رفضها لمبدأ الحوافز.