ارشيف من :أخبار عالمية
اسرائيل تسرق مصطلحات عربية بالية: أصبحنا أقوياء ولا أحد قادر على إيقافنا

كتب يحيى دبوق
عكس ضابط سلاح المدرعات الرئيسي في الجيش الإسرائيلي، اغاي يحزكال، قبل ايام قليلة، ما اعتادت الأذن العربية والاسرائيلية على سماعه، مؤكدا ان "حزب الله سيتفاجأ كثيرا من مستوى استعدادنا، وقدرتنا على مواجهته". وفصّل أعلى مسؤول في سلاح المدرعات رتبة، معنى كلامه، بأن "الإجراءات التي نفذها الجيش منذ الحرب، بما فيها من استعدادات وتدريبات، وضعتنا في مكان آخر، ولا اعتقد ان حزب الله قادر على إيقافنا".
في الأسابيع القليلة الماضية، تكثف الحديث الإسرائيلي عن تزايد القدرات التسليحية والعملياتية لحزب الله، بل جرى التشديد على أن قوته وصلت إلى حد "كسر التوازن" مقابل الدولة العبرية، وهو ما أعلنه وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك من واشنطن في الأسبوع الماضي.
في السياق نفسه، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تطورات عملياتية تحدث في الجانب الاخر من الحدود، تشكل قلقا كبيرا للدولة العبرية، ويتمثل ذلك في طروء عنصر قوة جديد يراكم على قوة حزب الله، وهو منظومة دفاع مضادة للطائرات، المفترض انها ستحد من قدرة إسرائيل على جمع المعلومات، وفي مرحلة لاحقة الحد من قدرتها على مهاجمة سوريا وحزب الله، ما يشير الى "تغيير جوهري في التوازن الاستراتيجي للقوات".
اذاً، كلام اغاي يحزكال كلام شاذ، وهو لافت لأنه شاذ، ما يستلزم البحث في دوافعه وسياقاته، منعا من الانزلاق نحو فهم خاطئ.
يعاني سلاح المدرعات الإسرائيلي، منذ نهاية الحرب عام 2006، تراجعا ملحوظا في نسبة المتجندين الإسرائيليين الى السلاح، فمشاهد وحكايات صيد الدبابات في اكثر من منطقة من مناطق الجنوب اللبناني خلال الحرب، أبعدت الإسرائيليين عن دبابة الميركافا، بعد ان كانت عنصر جذب واطمئنان وامان للمتجندين. ومع الحديث عن تزايد القدرات الدفاعية لدى حزب الله، كما يؤكد الاسرائيلي، اقله، وتحديدا ما يتعلق بتعاظم منظومات الصواريخ المضادة للدبابات التي اثبتت نجاعتها في مواجهات 2006، فان ضغطا غير مسبوق يثقل على سلاح المدرعات الاسرائيلي، ويزيد من دافعية المجندين الاسرائيليين للابتعاد عنه، ما يلزم المسؤولين العسكريين الاسرائيليين استعادة الثقة بالدبابة الاسرائيلية.
بحسب المعطيات الاسرائيلية، التي تُوصف بـ"المشجعة جدا"، هناك تحسن طرأ على التجند لمصلحة المدرعات، تحسن لكنه يبقى في اطار التراجع، اذ يشير يحزكال نفسه امام متجندين جدد، ان "الجهد المتواصل من قبل السلاح، ادى الى تحسين ملحوظ في الدوافع للخدمة في الدبابات، وتبين انه يوجد 0.7 مرشح عن كل موقع شاغر، خاصة بعد ان تواصلنا مع الشبان في منازلهم كي نشرح لهم عن انجازات الدبابة والتكنولوجيا الموجودة فيها، مع وعود بان احدهم سيكون قائدا للمدرعات في غضون عشرين عاما". بعبارة اخرى، فان نسبة المترشحين لسلاح الدبابات، برغم الاشارات المشجعة الاخيرة التي شدد عليها ضابط المدرعات الرئيسي، ما زالت دون السقف المطلوب لتشغيله كما يجب.
واذا كان السلاح غير قادر على تشغيل نفسه نتيجة لتواصل الابتعاد عنه، كما تشير المعطيات الاسرائيلية، فالاولى بكبير ضباط السلاح ان لا يهدد، على شاكلة التهديدات العربية سابقا، من ان "حزب الله سيتفاجأ كثيرا في الحرب المقبلة، وانه لن يستطيع ان يمنعنا".
في سياق ذلك، تشير معطيات الجيش الاسرائيلي، وهو ما اكده يحزكالي ايضا في اطار تصريحاته الاخيرة، ان "لواء المدرعات الرئيسي (اللواء 401 )، قد انهى تقريبا عملية تجهيزه بدبابات الميركافا من الجيل الرابع، وهي الدبابة الاكثر تطورا لدى اسرائيل"، وتشير هذه المعطيات الى ان "دراسة تجري حاليا في الجيش لتحديد هوية اللواء الاضافي الذي سيزود بالجيل الحديث من الميركافا".
واذا ما اشير الى ان اللواء 401، كان مزودا بالميركافا الحديثة منذ ما قبل العدوان الاخير على لبنان عام 2006، ما خلا عددا من الكتائب التابعة له، فان المعطيات المتباهى بها تشير الى ان وتيرة التجهيز قاصرة عن اتمام المهمة في السنوات المقبلة، هذا إن جرى الانتهاء منها اساسا، نظرا الى ان الجيش وفي بيانات مختلفة منذ انتهاء الحرب، شدد على انه لن يطلب من شركات التصنيع العسكري الاسرائيلية، العمل على مواصلة صناعة الدبابة من الجيل الرابع.
المشكلة الاسرائيلية في كل ذلك، هي المكابرة واستصحاب المنعة والقوة السابقة، التي ظهرت في مواجهات الدولة العبرية مع العرب، في حروب نسي فيها قادة الدول العربية هويتهم او تناسوها.. ان المكابرة الاسرائيلية عقيمة، في ظل ادراك عدوها لها، وهي لن تجدي نفعا.
الانتقاد/ العدد1289 ـ 12 آب/أغسطس 2008

في الأسابيع القليلة الماضية، تكثف الحديث الإسرائيلي عن تزايد القدرات التسليحية والعملياتية لحزب الله، بل جرى التشديد على أن قوته وصلت إلى حد "كسر التوازن" مقابل الدولة العبرية، وهو ما أعلنه وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك من واشنطن في الأسبوع الماضي.
في السياق نفسه، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تطورات عملياتية تحدث في الجانب الاخر من الحدود، تشكل قلقا كبيرا للدولة العبرية، ويتمثل ذلك في طروء عنصر قوة جديد يراكم على قوة حزب الله، وهو منظومة دفاع مضادة للطائرات، المفترض انها ستحد من قدرة إسرائيل على جمع المعلومات، وفي مرحلة لاحقة الحد من قدرتها على مهاجمة سوريا وحزب الله، ما يشير الى "تغيير جوهري في التوازن الاستراتيجي للقوات".
اذاً، كلام اغاي يحزكال كلام شاذ، وهو لافت لأنه شاذ، ما يستلزم البحث في دوافعه وسياقاته، منعا من الانزلاق نحو فهم خاطئ.
يعاني سلاح المدرعات الإسرائيلي، منذ نهاية الحرب عام 2006، تراجعا ملحوظا في نسبة المتجندين الإسرائيليين الى السلاح، فمشاهد وحكايات صيد الدبابات في اكثر من منطقة من مناطق الجنوب اللبناني خلال الحرب، أبعدت الإسرائيليين عن دبابة الميركافا، بعد ان كانت عنصر جذب واطمئنان وامان للمتجندين. ومع الحديث عن تزايد القدرات الدفاعية لدى حزب الله، كما يؤكد الاسرائيلي، اقله، وتحديدا ما يتعلق بتعاظم منظومات الصواريخ المضادة للدبابات التي اثبتت نجاعتها في مواجهات 2006، فان ضغطا غير مسبوق يثقل على سلاح المدرعات الاسرائيلي، ويزيد من دافعية المجندين الاسرائيليين للابتعاد عنه، ما يلزم المسؤولين العسكريين الاسرائيليين استعادة الثقة بالدبابة الاسرائيلية.
بحسب المعطيات الاسرائيلية، التي تُوصف بـ"المشجعة جدا"، هناك تحسن طرأ على التجند لمصلحة المدرعات، تحسن لكنه يبقى في اطار التراجع، اذ يشير يحزكال نفسه امام متجندين جدد، ان "الجهد المتواصل من قبل السلاح، ادى الى تحسين ملحوظ في الدوافع للخدمة في الدبابات، وتبين انه يوجد 0.7 مرشح عن كل موقع شاغر، خاصة بعد ان تواصلنا مع الشبان في منازلهم كي نشرح لهم عن انجازات الدبابة والتكنولوجيا الموجودة فيها، مع وعود بان احدهم سيكون قائدا للمدرعات في غضون عشرين عاما". بعبارة اخرى، فان نسبة المترشحين لسلاح الدبابات، برغم الاشارات المشجعة الاخيرة التي شدد عليها ضابط المدرعات الرئيسي، ما زالت دون السقف المطلوب لتشغيله كما يجب.
واذا كان السلاح غير قادر على تشغيل نفسه نتيجة لتواصل الابتعاد عنه، كما تشير المعطيات الاسرائيلية، فالاولى بكبير ضباط السلاح ان لا يهدد، على شاكلة التهديدات العربية سابقا، من ان "حزب الله سيتفاجأ كثيرا في الحرب المقبلة، وانه لن يستطيع ان يمنعنا".
في سياق ذلك، تشير معطيات الجيش الاسرائيلي، وهو ما اكده يحزكالي ايضا في اطار تصريحاته الاخيرة، ان "لواء المدرعات الرئيسي (اللواء 401 )، قد انهى تقريبا عملية تجهيزه بدبابات الميركافا من الجيل الرابع، وهي الدبابة الاكثر تطورا لدى اسرائيل"، وتشير هذه المعطيات الى ان "دراسة تجري حاليا في الجيش لتحديد هوية اللواء الاضافي الذي سيزود بالجيل الحديث من الميركافا".
واذا ما اشير الى ان اللواء 401، كان مزودا بالميركافا الحديثة منذ ما قبل العدوان الاخير على لبنان عام 2006، ما خلا عددا من الكتائب التابعة له، فان المعطيات المتباهى بها تشير الى ان وتيرة التجهيز قاصرة عن اتمام المهمة في السنوات المقبلة، هذا إن جرى الانتهاء منها اساسا، نظرا الى ان الجيش وفي بيانات مختلفة منذ انتهاء الحرب، شدد على انه لن يطلب من شركات التصنيع العسكري الاسرائيلية، العمل على مواصلة صناعة الدبابة من الجيل الرابع.
المشكلة الاسرائيلية في كل ذلك، هي المكابرة واستصحاب المنعة والقوة السابقة، التي ظهرت في مواجهات الدولة العبرية مع العرب، في حروب نسي فيها قادة الدول العربية هويتهم او تناسوها.. ان المكابرة الاسرائيلية عقيمة، في ظل ادراك عدوها لها، وهي لن تجدي نفعا.
الانتقاد/ العدد1289 ـ 12 آب/أغسطس 2008