ارشيف من :أخبار عالمية

الاستيطان شيء والتسوية شيء آخر

الاستيطان شيء والتسوية شيء آخر

المحرر الاقليمي + وكالات 


في لقاء وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في نيويورك، كان الحوار على ما يبدو من جانب واحد هو الجانب “الإسرائيلي”، أما الجانب الأمريكي فلم يخرج بموقف ولم يحدد هدفاً، فالبيان المشترك الذي صدر بعد الاجتماع جاء وكأنه محاولة للترضية من خلال الاشارة إلى أنه كان “طيباً ومجدياً”، وهي عبارة لا تعني في مضمونها شيئاً، لكن الحديث عن لقاء خلال أسبوعين بين ميتشل ونتنياهو يعني أن الجانب “الإسرائيلي” تمكن من تليين الموقف الأمريكي الذي كان رافضاً لمثل هذا الاجتماع احتجاجاً على مواقف الأخير الرافضة لما يسمى تجميد الاستيطان.


إلا أنه من خلال ما نشرته الصحف “الإسرائيلية” عما دار في المحادثات يمكن التوصل إلى استنتاج بأن “إسرائيل” تحاول الالتفاف على مسألة الاستيطان والتهرب من الالتزام بتجميده عبر “ابتداع” ذرائع توحي بأن لا علاقة بين الاستيطان وعملية التسوية، أو أن البناء العمودي في المستوطنات بدلاً من البناء الأفقي يلبي المطالب الأمريكية.


ووفقاً لصحيفة “معاريف”، فإن ايهود باراك أبلغ ميتشل بأنه “في العام 2000 كنت رئيساً للوزراء الذي اتخذ الخطوات الأكثر شجاعة لتحقيق السلام، وفي ذات السنة كان العدد الأكبر من بدايات البناء “الإسرائيلي” في المناطق”.


يريد باراك هنا أن يقول إن بناء المستوطنات ومصادرة أراضي الفلسطينيين شيء والتسوية شيء آخر، كما أنه يريد أن يقول إن “إسرائيل”سوف تمضي قدماً في توسيع الاستيطان وتهويد المزيد من الأرض الفلسطينية، كذلك فإنه يريد من الولايات المتحدة أن تتجاوز مسألة الاستيطان إذا كان لجهودها حظ في النجاح.


بل، الأدهى والأخطر، أن “إسرائيل” تطلب من الولايات المتحدة أن تضغط على الفلسطينيين والعرب لينفذوا خطوات في اتجاهها، وخصوصاً بعد خطاب نتنياهو الأخير في جامعة بارايلان باعتبار أنه طرح مبادرة ويريد جواباً عنها، وهي الشروع في مفاوضات من دون شروط مسبقة.


هل هناك بعد ذلك من يزعم أن التسوية ممكنة بغير الشروط “الإسرائيلية” الآن، وهي التي ستكون شروطاً أمريكية بعد وقت قليل؟.
 

2009-07-02