ارشيف من :أخبار عالمية

بايـدن وفييـون فـي بغـداد: سـياسـة وتجـارة

بايـدن وفييـون فـي بغـداد: سـياسـة وتجـارة

بدأ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة مفاجئة إلى بغداد، أمس، بعد يومين من إنهاء القوات الأميركية انسحابها من المدن وإعادة التموضع في قواعد ضخمة خارجها، وبالتزامن مع تصريحات لمسؤولين عراقيين عن عودة الاحتلال إلى المدن إذا تدهور الوضع الأمني، واحتمالات تأجيل الاستفتاء على «المعاهدة الاستراتيجية» بين بغداد وواشنطن، والتي كان من المتوقع إجراؤه نهاية تموز الحالي، وسط معارضة شعبية لها.
وقبل ساعات من وصول بايدن غادر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون بغداد، بعد توقيعه مع نظيره العراقي نوري المالكي مذكرات تعاون في مجالات التجارة والأمن والدفاع والثقافة. وتسعى باريس إلى عودة اقتصادية قوية إلى العراق بعيد انسحاب القوات الأميركية من مدنه وبلداته، وبعدما كانت باريس رفضت المشاركة في الغزو في العام 2003 (تفاصيل صفحة17).
وجاءت زيارة بايدن وفييون فيما فتح العراق للمرة الاولى منذ السبعينيات، حقوله النفطية والغازية امام الشركات الاجنبية.
وفي أول أعمال عنف منذ انسحاب قوات الاحتلال من المدن العراقية، قتل 5 عراقيين، وأصيب 32. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن جنديا قتل، وأصيب 10 أشخاص، بانفجار عبوة في شارع أبو نواس في وسط بغداد. وأوضح أن الهجوم هو الأول ضد قوات الأمن منذ إعلان انسحاب القوات الأميركية من بغداد. وقتل عراقيان، وأصيب 15، بانفجار سيارة في اليوسفية جنوب بغداد. كما قتل عراقيان، وأصيب 7، في انفجار سيارة في كركوك وعبوة في الفلوجة.
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أن بايدن سيكرر، في بغداد، تعهد واشنطن بتنفيذ خطة الرئيس باراك اوباما لسحب قوات الاحتلال نهاية العام 2011، كما انه سيضغط على قادة العراق من اجل إحراز تقدم في عملية المصالحة السياسية.
وتأتي زيارة بايدن، التي تستمر ثلاثة أيام، بعدما كلفه اوباما المساعدة في تنسيق السياسة بشأن العراق. وقال بايدن انه متفائل بشأن مستقبل العراق لكن لا يزال يلزم القيام بكثير من العمل. وأضاف «هذه لحظة ينبغي علينا أن نتأكد فيها من أن العراقيين لا يصرفون أبصارهم عن الجائزة الأسمى».
وقال اوباما، في مقابلة مع «اسوشييتد برس»، انه يحتفظ دائما بحق تعديل مواعيد انسحاب قوات الاحتلال من العراق، وذلك بناء على تغير الأوضاع، لكنه عبر عن ثقته بان واشنطن تستطيع الالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها مع العراقيين. وأشار إلى انه يعتقد أن العراقيين لا يريدون العودة إلى دوامة العنف، لكنه أوضح انه لم ير أي تقدم كاف على صعيد المصالحة بين الجماعات السياسية في العراق.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي، في مقابلة مع قناة «العربية»، إن «استدعاء القوات الأميركية من قبل الحكومة العراقية للدخول إلى المدن العراقية مجددا أمر وارد في حال خروج الوضع الأمني عن سيطرة القوات العراقية».
إلى ذلك، يبدو الاتجاه العام في العراق هو تأجيل الاستفتاء على «المعاهدة الاستراتيجية» بين بغداد وواشنطن، وهو الخطوة الرئيسية التالية في الانسحاب التدريجي للقوات الاميركية من العراق.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» جلال الدين الصغير إن «المشكلة مشكلة وقت أولا، حيث لم تصل مسودة مشروع القانون من الحكومة إلى البرلمان بعد». وأضاف «حتى إذا كانت المسودة في طريقــها الآن إلــى البرلمان فإن الأخير يحتاج إلى شهر لإقرارها واعتقد أن الأمر سينتهي بتزامن الاستفتاء مع الانتخابات البرلمانية» في كانون الثاني العام 2010.
وقالت النائبة عن التيار الصدري أسماء الموسوي إن التيار سيصر على إجراء الاستفتاء منفصلا. وأوضحت «نعتقد انه في حال عمل البرلمان والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بجد وقدمت الحكومة كافة المتطلبات، فمن الممكن أن يجرى الاستفتاء في أيلول».

السفير
2009-07-03