ارشيف من :آراء وتحليلات
الشعب والجيش والمقاومة

كتب مصطفى خازم
نحن على أعتاب اليوم الاخير من عدوان تموز/ آب 2006، هذا اليوم الذي فضح كل المتعاونين مع العدو في حربه على الشعب والجيش والمقاومة.. وفي "كنف" "المجتمع الدولي" و"الامم المتحدة".. واستراتيجية "الدبلوماسية" للبعض في لبنان..
في نظرة سريعة نجد أن "الدبلوماسية" اختارت الاجتماع مع ممثلة "الشيطان الاكبر" و"الممول الرئيسي" للعدو خلال حربه، بالطائرات والفيول والصواريخ والقنابل الذكية والاموال.. في المقابل، كان الشعب والجيش والمقاومة يخوضون أشرس المعارك دفاعاً عن "الحرية والسيادة والاستقلال" بالدم وبما توافر من سلاح..
وفي مثل هذه الأيام كان العدوان يشتد وكانت الضاحية والجنوب والبقاع والشمال تتعرض إلى قصف "غب الطلب" بحسب الموقف الذي كان الشعب والجيش والمقاومة يتخذه او الانتصارات التي يحققها في الميدان، فيما "دبلوماسية" عوكر وثكنة مرجعيون تتناول "السندويشات" مع رايس وتقدم الشاي للعدو..
لم تقم "الدبلوماسية" بشراء صاروخ واحد للجيش اللبناني من أجل الدفاع عن نفسه..، ولم تقم بتقديم ليتر ماء واحد من جيبها للشعب الذي بات في العراء أحياناً أو في "مدارس الدولة" أحياناً أخرى.. أما من كان يملك قوت يومه فكان يدفع إيجار غرفة تؤويه وعائلته أضعافا مضاعفة..
أما المقاومة، مقاومة البدريين والخيبريين والحيدريين فكان سلاحها الدعاء الذي رفعته ألسنة أهلها من المحيط إلى الخليج.. وثقتها بالله القادر الجبار.. وبعد ذلك بسواعد مجاهديها وما بين أيديهم من قواذف وبنادق ونية صادقة في الصمود لصد العدوان ومنعه من عبور أمتار قليلة باتجاه وطنها..
وبالعودة إلى "الكنف" وبمراجعة بسيطة للقواميس والمعاجم نكتشف ان من يحمل صفة "الكنف" يجب ان يمتلك القدرة على لمّ الشمل والحماية والدفاع، وفي التفسير العربي:
يضَع علـيه كنَفه: يعنـي يستره..
والسؤال اليوم: أين هي الدولة التي تستر شعبها؟
وفي تكملة للتفسير، كنَفه يَكنُفه كِنْفا وأَكنَفه: حَفِظه وأَعانه..
والسؤال كذلك: أين كان الحفظ والإعانة طيلة سنوات من الاحتلال من العام 1948 إلى عدوان 2006..
لا مخفر يحمي الناس من اعتداءات العصابات الصهيونية، لا سلاح للجيش اللبناني يدافع به عن نفسه اولاً وعن سيادة الوطن تالياً..
هل تذكرون النقيب في الجيش اللبناني محمد زغيب وهو شهيد معركة المالكية الشهيرة.. لم يتمكنوا من نقله الى مستشفى قريب لاجراء نقل الدم له، فحصلت العملية في أرض الميدان، والمتبرع يومها كان معروف سعد المصري.. هل تذكرونه.. قائد مسيرة البروتين التي أستشهد فيها.. برصاص ما زال حتى اليوم مجهول المصدر.
هي همروجة مسرحية يرتكبها كل المتحدثين باسم "الشعب" و"المواطن"..
والسؤال الاخطر أي "كنف" يتحدثون عنه؟
"كنف" من يريد سلب لبنان اوراق القوة الوحيدة التي يملكها في مواجهة العدو.. فأين الحماية والستر، وهل يمتلك أصلاً القدرة عليهما..
لا تزال فضيحة تقديم الشاي في ثكنة مرجعيون بقرار سياسي ماثلة أمامنا.. فما المانع من أن يأتي نفس القرار السياسي ويفتح الباب لقتلنا فرداً فرداً.. نحن "الشعب".. ولاحقاً "المقاومة".. فضلاً عن كشف ظهر الجيش وتركه بلا سلاح..
نحن الشعب لا نرضى ان تتحدث باسمنا من وصلت الى كرسيها في الماضي عبر الدبابة الاسرائيلية، ولا نرضى ان يتحدث باسمنا من سلّم شبابنا بعد اعتقالهم إلى العدو الاسرائيلي، ولا نرضى ان يتحدث باسمنا من سقط في منطقته فرشح في منطقة أخرى لا صلة له بها الا اموال من دعمه ليصل بحجة يساريته القديمة ليقدم نفسه انه تقدمي..
أين الديموقراطية يا أدعياء الديموقراطية..
نحن لم ننتخبكم ولم نوكلكم للحديث باسمنا فتحدثوا باسم من انتخبكم فقط..
لكم سيدكم الذي تعملون عنده لمصالحه ومصالح ربيبته. ولنا سيدنا.. الذي يعمل من اجل لبنان وشعب لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان.
فأين الثرى من الثريا..
الانتقاد/ العدد 1289 ـ 12 آب/أغسطس 2008