ارشيف من :ترجمات ودراسات
بيلين: السعودية تعيد ترتيب المنطقة ورسم الشرق الاوسط من جديد
سأل نائب وزير الخارجية الصهيونية الاسبق واحد مهندسي اتفاق اوسلو يوسي بيلين في مقالة له نشرها اليوم في صحيفة "يسرائيل هيوم"، هل هذا عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك السعودية ابن التسعين عاما الذي قرر تحريك العالم واعادة تنظيمه؟ وهل هذا الرجل المريض القادر على العمل فقط لساعات قليلة إن لم يكن خارج البلاد للعلاج، قادر على زعزعة المنطقة وترتيبها حسب رغبته؟ وهل يوجد هناك في هذه المملكة الغريبة التي تعيش في أعماق العصور الوسطى، شخص آخر يُحرك الملك، يبادر ويخطط من جديد للشرق الاوسط؟ من الصعب أن نعرف.
وقال "كل ما نسمعه هو تقديرات عن حروب آلاف الأمراء الذين لم ينقلوا بعد تاج السلطة من جيل أولاد سعود الى جيل أحفاده، نظرا لأنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك".
وتابع بيلين بسبب نظام ردود الافعال، تحولت السعودية الى مكان نشوء كائنات مثل القاعدة التي توقعوا لها خطر كبير على خلفية الربيع العربي الذي خيب الآمال. في حين أن جارتها البحرين وقعت في المشكلات، ولم تتردد السعودية في ارسال قوات عسكرية اليها، وبقيت هذه القوات فيها لمنع الثورة. وعندما رفعت قطر رأسها وقررت تأييد الاخوان المسلمين الذين تكرههم السعودية، لم تتردد المملكة في دعوة دول الخليج والطلب منها اعادة سفرائها من امارة قطر الصغيرة والغنية، حتى فهم الأمير الشاب أنه لا يقدر على السعودية. وقد مدح المملكة، وبعد أن أثبت أنه يتصرف بطريقة جيدة أمرت السعودية دول الخليج باعادة السفراء الى قطر.

يوسي بيلين
واشار الى ان الخطوة الاخيرة في الوقت الحالي هي المصالحة بين قطر ومصر. الامر الذي كان قبل بضعة ايام غير قابل للتطبيق، تحول الى صداقة جديدة في الصراع بين مصر وقطر. الدولة الاكبر والاكثر فقرا خضعت للدولة الصغيرة والاكثر غنى. الأمير القطري تميم بن حمد أرسل مبعوثيه الى القاهرة حيث التقوا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بوجود ممثل سعودي كبير. وتم الاتفاق على أنه منذ الآن سيتم تنسيق كل ما يخص مصر وغزة بينهم، وأعلن القطري باسم الأمير أن قطر تعتبر مصر زعيمة العالم العربي.
ويختم بيلين "من ناحيتنا هذا يعتبر تطور ايجابي: مبادرة السلام العربية التي تستند الى مبادرة السلام السعودية، هي تحقيق حلم قديم لاسرائيل بأن تحظى باعتراف جميع الدول العربية والدول الاسلامية. وادخال قطر في الصف من شأنه كبح تأييدها لحماس، والمساعدة السعودية لمصر هي مساعدة لطرف تهنأ اسرائيل من التعاون معه، وتخفيض اسعار النفط هو تخفيف اقتصادي علينا، بالضبط كما لم نذرف دمعة واحدة حين تبين أن مكانة بوتين ظهرت كفقاعة، وبعد كل ذلك يجب أن أعترف أن الدولة التي تقف وراء كل ذلك التي تقطع أيدي السارقين ولا تسمح للنساء بقيادة السيارات، من الصعب أن أصفق لها".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018