ارشيف من :ترجمات ودراسات

هآرتس’: القيادة الشمالية تستعد لمواجهة عدو صعب جداً وهو حزب الله لبنان

هآرتس’: القيادة الشمالية تستعد لمواجهة عدو صعب جداً وهو حزب الله لبنان

نشرت صحيفة "هآرتس" تقديرات الاستخبارات العسكرية "الاسرائيلية"، والتي تناولت الحلبة السورية، وحزب الله في لبنان. وكتبت الصحيفة تقول: "في الحرب الاهلية السورية هناك تعادل استراتيجي، لا أحد قادر على اخضاع خصمه في هذه المرحلة، والحرب في انحاء الدولة تتركز على معارك محلية للسيطرة، ولا تستطيع ترجيح كفة أحد الاطراف. نظام الرئيس بشار الاسد سيكتفي في المستقبل القريب بسوريا الصغيرة، العاصمة دمشق والممر الذي يصلها مع المدينة الكبرى حلب والمنطقة العلوية شمال غرب الدولة. النظام لا يريد مواجهة عسكرية مباشرة مع "اسرائيل"، لكن هذا الخطر يتزايد من المعسكرين المتشددين، حزب الله من جهة النظام، والمنظمات الجهادية من جهة المتمردين، اللذين سيبادران الى عمليات في هضبة الجولان".

وتنقل "هآرتس" عن التقديرات الاستخبارية، أن "حزب الله بنى عدة شبكات مسلحة في منطقة الجولان بمساعدة ايرانية وسورية".

وتقول الصحيفة "هي باختصار تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية حول ما يحدث في سوريا، التي ستتم في آذار القادم اربع سنوات على اندلاعها والتي خلقت الكارثة الانسانية الاخطر في المنطقة".

تتابع صحيفة "هآرتس" القول "إن أحد الاسباب الاساسية للتعادل في الميزان بين الاطراف يتصل بالتحول الذي حدث لدى الغرب تجاه هذا الصراع، من التهديد الامريكي بمهاجمة النظام كعقاب لاستخدامه السلاح الكيميائي في آب 2013، الى الاعلان عن ضربات جوية ضد عدو النظام السوري الاخطر وهو تنظيم "داعش" بعد عام. حتى وإن لم تعترف الولايات المتحدة بذلك فإن سياستها تتسبب فعلياً بازدياد قوة الاسد في وجه أعدائه".

هآرتس’: القيادة الشمالية تستعد لمواجهة عدو صعب جداً وهو حزب الله لبنان
مجاهدو حزب الله

وتذكر صحيفة "هآرتس" انه وبالتدريج، خلال عام 2013، حقق معسكر الاسد نجاحات تكتيكية في كبح تقدم المتمردين. وانتقل النظام للتركيز على الدفاع عن سوريا الصغيرة التي فيها المصادر الأكثر أهمية بالنسبة له.
وتقول الصحيفة:"اذا كان الاسد يسيطر اليوم بشكل فعال على ربع أو ثلث اراضي الدولة، فهذا يكفيه من أجل البقاء"، وتضيف إن "تأثيرات الصراع في سوريا مستمرة في الامتداد الى الدول المجاورة وبالذات لبنان والعراق، حيث لا يوجد أي حاجز فيزيائي بينها وبين جاراتها".

اما بالنسبة للحدود اللبنانية، تكتب الصحيفة، فقد "اضطر حزب الله الى نشر خط من المواقع العسكرية، حيث يوجد باستمرار نحو من ألف مقاتل بهدف منع ادخال الامدادات للمسلحين من سوريا الى داخل لبنان". وتشير الصحيفة الى ان "إقامة خط المواقع الذي يقوم مقاتلو حزب الله بتسيير دوريات على طوله كان رداً على موجة العمليات في لبنان، بعضها في معاقل حزب الله في الضاحية في بيروت قبل أكثر من عام". وتنقل الصحيفة عن "الجيش الاسرائيلي" قوله إنه "يلاحظ تحسناً في المستوى التنفيذي لحزب الله بسبب الخبرة التي اكتسبها عناصره في سوريا".

وبحسب صحيفة "هآرتس" فإنه بالمقابل هناك تراجع دراماتيكي للتهديد التقليدي على "اسرائيل" من قبل سوريا. فوفقاً للصحيفة فان "أكثر من 80% من الصواريخ والقذائف لدى الجيش السوري تم استخدامها حينما أطلقت باتجاه أهداف المسلحين. ولم يبق في الجولان مخازن قذائف موجهة نحو "اسرائيل"، ومناورة عسكرية سورية في "اسرائيل" غير قائمة والتهديد الكيميائي تمت ازالته بسبب تفكيك هذا السلاح. وهكذا حدث تغير اساسي في التوازن بين "اسرائيل" وبين من اعتُبرت عدوتها خلال اربعين عاماً.

وحول المخاطر، تقول "هآرتس"، فان هناك خطرا لعمليات في هضبة الجولان من قبل المعسكرين المتشددين. تنظيمات متطرفة تنتمي لـ"القاعدة" موجودة بالقرب من الحدود أكثر مما في السابق، وقد تقوم بتنفيذ عمليات مشابهة لعمليات حدثت في مناطق أخرى.

وتتابع الصحيفة "حزب الله يبني ايضاً شبكات مسلحة هناك، وقد سبق أن أطلقت هذه الشبكات "الكاتيوشا" من عيار 107 ملم باتجاه الجولان خلال الحرب في غزة في الصيف الماضي".

تضيف "هآرتس" :"يُقدرون في "اسرائيل" أن حزب الله وبموافقة الاسد سيستغل المنطقة الصغيرة التي تحت سيطرة النظام شمال الهضبة من اجل المبادرة الى عمليات ضد "اسرائيل"، مثلما فعل خلال عملية الثأر للضربات الجوية المنسوبة لـ"اسرائيل" داخل لبنان وسوريا.

وتشير الصحيفة انه "بالرغم من أن الاسد بقي صامداً في الحرب الاهلية الفظيعة إلا أنه حدث في الآونة الاخيرة تحول كامل في نظرة "اسرائيل" وتعاملها مع الجبهة الشمالية. قبل عقدين من الزمن كان قلق "اسرائيل" وقادة المنطقة الشمالية مثل عميرام لفين وغابي اشكنازي، هو عملية ممكنة من قبل حزب الله. ولكن الاحتمالية الاكثر اقلاقاً من ناحيتهم كانت احتمالية اندلاع حرب مع سوريا، لكن اليوم انقلبت الأمور، قائد المنطقة الشمالية، "أفيف كوخافي"، "قلق من عمليات محتملة في الجولان، لكنه يستعد من أجل مواجهة مستقبلية مع عدو صعب جداً، وهو حزب الله في لبنان".
2014-12-24