واصل وفد من حزب الله زيارته التضامنية الى الخرطوم والتقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي اعرب عن تقديره لمواقف الحزب قاعدة وقيادة تجاه السودان .
فقد خرج الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن المراسم البروتوكولية في استقباله وفد حزب الله الى السودان وعامله معاملة الرؤوساء، وحضر اللقاء امين عام المنظمات في المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور قطب المهدي، ومسؤول العلاقات العربية محمد حسب الرسول. البشير نوه بتجربة المقاومة في لبنان واكد ان استهداف السودان يأتي في سياق استهداف المنطقة وقوى الممانعة فيها مؤكداً ان المشروع الاميركي في المنطقة فشل وان الظروف العالمية لم تعد في مصلحة الاميركيين. واضاف الرئيس السوداني ان المحكمة الجنائية اداة سياسية في يد الغرب والاميركيين مثلها مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وكشف البشير امام وفد حزب الله عن تطور النمو الاقتصادي السوداني هذا العام بنسبة 11 بالمئة مقابل ناقص واحد بالمئة خلال وجود العلاقات السودانية الاميركية. ورأى الرئيس السوداني ان من حسنات الحصار المفروض على السودان توحد ابنائه حول حكومتهم والاعتماد على الذات اقتصادياً وصناعياً.
وقال عضو وفد حزب الله الى السودان النائب حسين الحاج حسن لقناة المنار: "ان هذه الزيارة تأتي للتضامن مع الشعب السوداني ومع الدولة في السودان وبالتحديد مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير. ونحن هنا لنتضامن ولنستنكر ولنشجب هذا القرار ولنقول للشعب السوداني من موقع المقاومة في لبنان اننا معاً في مواجهة مخطط واحد، معاً في مواجهة المستكبر الاميركي، ومعاً لندافع عن مصالح امتنا وعن مصالح شعوبنا".
وفد حزب الله التقى رئيس المجلس الوطني (البرلمان) ابراهيم طاهر بحضور اركان المجلس ورؤساء اللجان النيابية الاساسية ووصف طاهر الزيارة بذات القيمة التي لا تقدر قائلاً ان لحزب الله ديناً عليناً لا نعرف كيف نرده.
وقال رئيس المجلس الوطني السوداني احمد ابراهيم طاهر: "نحن نرحب ترحيباً حاراً بوفد حزب الله الى السودان، ونعتقد انه هذا النوع من التأييد نحن نعتز به للمواقف التي يقفها حزب الله بقوة في لبنان".
لقاء النضال والجهاد كان حميماً بين وفد المقاومة وقيادة قوات الدفاع الشعبي السوداني حيث شرح منسق عام القوات كمال الدين ابراهيم عمل واهداف القوات التي تضم متوطعين تجاوز عددهم المئة وخمسين الفاً وسقط منهم شهداء في معارك السودان نحو عشرة الاف.
وفد حزب الله التقى مندوبي الدفاع الشعبي في الولايات الست والعشرين وكان اللقاء مميزاً.
زيارة وفد حزب الله الى السودان تركت ارتياحاً ايجابياً عالياً في الاوساط الشعبية والسياسية واظهرت في المقابل حجم التأييد الكبير للمقاومة في لبنان في هذا البلد الاكبر مساحة بين الدول العربية. من جهة اخرى بدا السودانيون اكثر اصراراً على مواجهة التحديات التي يتعرضون لها.
اليوم الاول للزيارة
وفي اليوم الاول للزيارة استقبل السودان وبحفاوة وتكريم بالغين وفد حزب الله الذي زاره متضامناً ومشاركاً إياه في مواجهة التحديات التي يتعرض لها وآخرها قرار مدعي عام المحكمة الجنائية ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير. الوفد الذي ترأسه النائب حسين الحاج حسن ضم النائبين حسن حب الله وأمين شري، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين. وكان في استقباله عند الساعة الواحدة فجراً على ارض المطار مسؤول العلاقات العربية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم محمد حسب الرسول.
وفي حديث لقناة المنار قال عضو وفد حزب الله النائب حسين الحاج حسن، "نحمل رسالة من قيادة حزب الله ومن سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله تضامنية مع السودان، وتضامنية مع الرئيس السوداني. البلد الشقيق الذي يتعرض لحملة من بعض الدول الغربية ظالمة وحاقدة، تريد التدخل في شؤون السودان الداخلية تحقيقاً لغايات غربية، وهذا أمر مستنكر ومرفوض ومستهجن".
وأكد مسؤول العلاقات العربية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم محمد حسب الرسول "بكل تأكيد أن هذه الزيارة هي زيارة  هامة وزيارة نوعية جداً، وان الخرطوم التي سبق ونظرت  اللاءات الثلاث، قبل 41 عاماً من الان، تحتضن هذا الوفد الذي جاء من ذلك الحزب الذي رفع جبين ورأس الأمة عالياً في كل الانتصارات التي حققها".
وفد المقاومة التقى مستشار الرئيس السوداني، رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني البرلمان غازي صلاح الدين الذي وجّه تحية اكبار للمقاومة وسيدها.
وقال مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين:" تباحثنا حول السبل الكفيلة بضرورة العمل الجاد و المسؤول من قبل الجميع بما يشكل قوة وقدرة على الاستمرار في مواجهة مشاريع الهيمنة الأمريكية على منطقتنا".
اللقاء مع أمين عام العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني مصطفى عثمان إسماعيل كان ودياً جداً حيث اعتبر زيارة وفد المقاومة تأكيداً للتأكيد على موقف حزب الله الداعم للسودان وقضاياه معتبراً أن الاثنين في خندق واحد.  
الموقف نفسه عبر عنه نائب رئيس مجلس الولايات عبدالله الحردلو، وهو مجلس يشبه في عمله، عمل مجلس الشيوخ وقد حضر اللقاء أركان المجلس.
وقال الحردلو: "نحن نفخر بهذه الزيارة ونعتقد أنها ستزيدنا قوة و ستزيدنا منعة، وستقوي من موقفنا بإذن الله تعالى".
وأكد النائب حب الله عضو وفد حزب الله إلى السودان أنه "كحركة مقاومة نقف إلى جانب السودان  المظلوم، الذي يتعرض اليوم إلى هذه الهجمة، ونقول له بموقف واضح وصريح نحن إلى جانبك، إلى جانب كل المظلومين، معركتنا واحدة".
وختم الوفد يومه الأول بتلبية دعوة  رئيس المجلس الوطني البرلمان احمد إبراهيم طاهر إلى العشاء في نادي النفط.
يؤكد المسؤلون السودانيون أن استهداف الرئيس عمر البشير ومن خلفه السودان له أبعاد سياسية وثقافية واقتصادية، بدليل أن الذرائع المساقة في الادعاء الدولي لا أساس لها من الصحة. فالوضع في دارفور آمن ومستقر والمصالحات تمم على قدم وساق. الا ان الاعلام الغربي يصر ويحرض ويصور الواقع هناك على غير حقيقته.