ارشيف من :أخبار عالمية

الامام الخامنئي:تدخلات بعض الدول الغربية في الشأن الإيراني سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات معها

الامام الخامنئي:تدخلات بعض الدول الغربية في الشأن الإيراني سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات معها

أكد الامام السيد علي الخامنئي على "فصل المشاغبين عن افراد الشعب"، مشددا على ضرورة "عدم اعتبار الصديق عدوا لارتكابه خطأ ما". وكان سماحته يتحدث اليوم في حسينية الامام الخميني (رض) حيث تجمع الآلاف من المواطنين لمناسبة الذكرى العطرة لمولد أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع).

وأشار الامام الخامنئي الى "الاهتمام الخاص الذي كان يوليه الامام علي (ع) لنشر العدالة والمحافظة على وحدة المجتمع الاسلامي"، معتبرا ان "الحاجة الماسة للعالم الاسلامي وخاصة الشعب الايراني في الوقت الحاضر هو وحدة الكلمة وتوخي اليقظة تجاه مؤامرات الاعداء لبث الفرقة".

ووجه سماحته تحذيراً شديد اللهجة الى "زعماء بعض الدول الغربية في ما يتعلق برد الشعب والحكومة الايرانية على تدخلاتهم السافرة في القضايا الاخيرة"، وقال: "يجب على هذه الدول ان تراقب ادعاءاتها وتصرفاتها العدوانية لان الشعب الايراني سيرد على ذلك. وأضاف: "سنأخذ بنظر الاعتبار تصريحات وتصرفات هذه الدول المنطوية على التدخل، وبالتأكيد سيكون لها تأثير سلبي على مستقبل علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية".

واعتبر "ان الشكر على حركة الشعب الايراني العظيمة والرائعة في 12 يونيو واقبال نحو 40 مليون شخص على صناديق الاقتراع، هو الحفاظ على الوحدة والمحبة والنظرة الرؤوفة والحيوية واستمرار التحرك الثوري بين اوساط الشعب والنخب وعدم الخلط بين الصديق والعدو".

واشار الامام الخامنئي الى دور الاسلام والثورة الاسلامية في وحدة الشعب الايرانية، منوها بضرورة المحافظة على الوحدة والوفاق، مضيفا: "ان انتخابات 12 يونيو الحماسية بمشاركة 85 بالمائة من الشعب تدل على ان الثورة وبعد مضي 30 عاما لديها القدرة على جذب الشعب، وعلى هذا الاساس فان الاعداء تآمروا لبث الفرقة بين الشعب بحيث نجحوا الى حد ما ولكن الشعب اجهض هذه المؤامرة".

وتطرق سماحته الى السياسة الواضحة لنظام الجمهورية الاسلامية معتبرا "التنافس بين مرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية هو تنافس داخل الاسرة"، واضاف: "ربما يؤدي هذا التنافس داخل الاسرة الى التعصب ولكن هذه القضية ليس لها علاقة بالاجانب".

واوضح سماحته ان "هدف الاعداء من التدخل بقضايا البلاد هو بث الفرقة وايجاد التشتت"، مضيفا: "ان بعض زعماء الدواء الغربية على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية تدخلوا صراحة في القضايا الداخلية للشعب الايراني والتي لا صلة لهم بها، ومن ثم ادعوا انهم لا يتدخلون بشؤون ايران في حين انهم شجعوا على اعمال الشغب وعرفوا الشعب الايراني على انه شعب مشاغب".

واكد ان "مثيري اعمال الشغب هم قلة يستفادون من الاموال التي رصدتها بعض الدول الغربية"، مضيفا: "ان يشعر البعض بالاحباط والانزعاج من ان مرشحهم قد خسر فهو امر طبيعي وهذا لا يعني القيام باعمال شغب، لانه وفقا لنتائج الانتخابات هناك اغلبية واقلية في البلاد وقواعد تحكم ذلك، وعلى هذا الاساس فان تسمية ابناء الشعب الايراني في وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية الخاضعة لهيمنة الصهاينة على انهم مشاغبون هي اساءة الى الشعب".
ووصف الامام الخامنئي الشعب الايراني بانه "شعب مقتدر والنظام الاسلامي بانه نظام متجذر وراسخ"، مؤكدا ان "المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية متحدون في مواجهة العدو والمحافظة على استقلال البلاد".

واضاف: ان "على جميع زعماء الدول الاستكبارية ان يدركوا انه اذا تدخل الاعداء فان الشعب الايراني بالرغم من وجود بعض الرؤى المختلفة سيقف صفا واحدا ضد الاعداء".

وتطرق سماحته الى تجربة الشعب الايراني طيلة العقود الثلاثة الماضية في التصدي لمؤامرات الاعداء، موجها كلامه الى بعض الدول الغربية: "لا تتصوروا انكم اذا دافعتم عن احد التيارات او ذكرتم اسماء بعض الاشخاص، فان هذا التيار سيميل اليكم، فهذا الامر لن يحدث مطلقا لان اكاذيبكم قد انكشفت امام الشعب الايراني، وانه يعرف ان هدفكم هو ايجاد سوء الظن بين الشعب والنخب، واستمرار الحقد تجاه النظام الاسلامي".

واشار الى ان "الدول الاستكبارية تمني نفسها بالقضاء على النظام الاسلامي المستقل والمقاوم لغطرستها"، مضيفا: "ان دعم الدول الغربية لبعض الاشخاص او معارضتهم لآخرين هو خداع، لان من وجهة نظرهم كل من يتمسك بالنظام الاسلامي والدستور واهداف الشعب الايراني يعتبر عدوا بالنسبة لهم".

واضاف الامام الخامنئي: "ان ثلاثين عاما من تجربة صمود النظام الاسلامي وتحدي الشعب الايراني لزعماء الانظمة المتغطرسة والعدوانية، ما زالت لم توقظ بعض الدول الغربية، ومازالت لديها اطماع تجاه البلاد والشعب، في حين انهم يرتبكون خطأ وسيرون نتيجة هذا الخطأ". واكد ان "الابواق الدعائية المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية لايهمها مصلحة الشعب وانها تسعى الى تحقيق مآربها المشؤومة فقط".

واشار سماحته الى "بعض اذناب وسائل الدعاية المعادية لنظام الجمهورية الاسلامية"، مضيفا: "ان مثل هؤلاء الاذناب كانون موجودين دوما في السنوات الماضية، ولكن على هؤلاء الافراد ان يدركوا ان الاعداء والذئاب المفترسة تستفاد من الاذناب الى حين تستوجب مصالحهم، من ثم تلفظهم كخرقة".
واكد على "اهمية المحافظة على اليقظة والمعرفة الصحيحة للصديق والعدو"، مضيفا: "ان هؤلاء القلة من الذناب المضللين يعطون اشارات خاطئة بحيث ان الاعداء ايضا ينخدعون بهذه الاشارات، ولكن يجب على الشعب والنخب وجميع التيارات ان تراقب ولا تخلط بين الصديق والعدو، وان لا تتصرف مع الصديق كتصرفهم مع العدو".

وشدد الامام الخامنئي على "ضرورة الفصل بين مثيري اعمال الشغب والاخلال بامن الشعب مع باقي الافراد". واكد ان "اية فتنة مقابل الحق والشعب الواعي سيقضى عليها، وبعون الله فقد انتهت الفتن التي كان يعولها عليها العدو في القضايا الاخيرة".

وأوضح أن "اصل القضية هو الذي يبقى بعد انتهاء الفتنة وتداعياتها"، مضيفا: "ان الحقيقة الاصيلة والخالدة هي اقامة الانتخابات الرائعة بمشاركة قرابة 40 مليون شخص من الشعب الايراني والتعبير عن ثقتهم بالنظام الاسلامي بعد مضي 30 عاما وانتخاب رئيس جمهورية باكثر من 24 مليون صوت".
واكد سماحته على "تحرك الشعب الايراني خلافا لما يخطط له العدو، وهو المحافظة على الوحدة واليقظة والرؤية الرؤوفة والحيوية واستمرار التحرك الثوري، وهو ما سيدخل السرور على قلب الامام المهدي (عج)".

واشار سماحته في جانب آخر من كلمته الى مكانة الامام علي (ع) لدى الرسول الاكرم (ص)، واصفا حياة امير المؤمنين (ع) بأنها "أنموذج رفيع للتربية الاسلامية يتضمن دروسا هائلة من اجل سعادة وكمال الامة الاسلامية"، واضاف: "ان بين دروس الحياة لهذا الامام العظيم، هي دعوته الحقة لنشر العدالة والمحافظة على الوحدة داخل المجتمع الاسلامي، حيث تحمل في هذا الدرب تضحيات وتجارب صعبة، حتى انه في بعض الحالات تغاضى عن حقه من اجل مصالح الاسلام".

وتطرق الامام الخامنئي إلى محاولات الاعداء لشق صفوف المسلمين والايقاع بين الشيعة والسنة، مضيفا: "ان العالم الاسلامي بحاجة ماسة اليوم واكثر من السابق الى وحدة الكلمة نظرا الى احتياجاته واهدافه الكبرى، واكد انه اذا حافظ المسلمون على وحدتهم فان الاعداء لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم".

وكالة مهر للانباء
2009-07-06