ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص ـ "الانتقاد.نت": انفجار طرابلس يودي بحياة 11 شخصاً ويصيب 50 آخرين/ تقرير مفصل

انفجار طرابلس: 11 شهيداً بينهم 9 من عناصر الجيش اللبناني و50 جريحاً / تقرير فادي منصور
دوى إنفجار قرابة لثامنة الا عشر دقائق في محلة المصارف في مدينة طرابلس قرب مطعم "البيغ بايت" وقد أحدث الانفجار حفرة بعمق 30 سنتمترا وأدى الى مقتل 11 شخصا على الاقل 9 منهم من العسكريين هم محمد أبو بكر، محمد العمري، حبيب بطش، عبد الرحمن زريقة، عمر خضر عايشة، محمد مصطفى مرعي، محمد خضر، محمد الدهيبي، زياد عبد الكريم، فواز خلف، حسين الزعبي, بالاضافة الى جرح 50 بينهم 33عسكريا , وكانت العبوة الناسفة قد وضعت أمام موقف بنك بيروت في شارع المصارف، وقد إنفجرت بينما كانت الحافلة متوقفة على بعد 5 أمتار بمحاذاتها في إنتظار صعود عناصر الجيش اليها لنقلهم الى العاصمة بيروت والى الجنوب اللبناني قادمين من عكار . وقد نتج عن الانفجار اصابة جميع العسكريين الذين كانوا في داخلها ويبلغ عددهم 30راكبا ومن كانوا بالقرب من الحافلة وأحدثت أضرارا كبيرة في السيارات والفانات المتوقفة على جانبي الطريق, وقد ضرب الجيش طوقا أمنيا حول المكان الذي تفقده المدعي العام العسكري جان فهد.
العبوة التي إنفجرت تزن 1500 غرام من مادة TNT، وهي مربوطة بكريات الحديد، وقد وضعت الى جانب حائط من الباطون المسلح وقد تسببت بارتداد معاكس في اتجاه الطريق
وفي معلومات خاصة بموقع الانتقاد أفدنا من مصادر خاصة عن توقيف ثلاثة أشخاص على خلفية الانفجار الذي وقع في شارع المصارف في طرابلس وحصلت جهات التحقيق على الاشرطة التي سجلتها كاميرات المراقبة التابعة للمصارف المنتشرة بكثرة في مكان الانفجار في وقت تعمل القوى الامنية على اجراء مسح شامل في المنطقة تحت اشراف مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف الريفي كما ثمة تعليمات مباشرة من قائد الجيش بالنيابة اللواء شوقي المصري .
كما وصل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الى سراي طرابلس و اجتماع امني موسع واطلع الوزير بارود على الملفات التي جرى تحليلها منذ ساعات الصباح الاولى على خلفية التحقيقات كما استمع الى تقارير شفهية من الضباط المشاركين في الاجتماع ..
بدوره كشف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف الريفي ان الجيش اللبناني اوقف شخصاً مشتبهاً به في الانفجار واضاف ان التحقيقات الاولية تشير الى ان العبوة التي اتضح انها موجهة كانت موضوعة خارج الباص وعلى الارجح قد تم تفجيرها لاسلكياً عن بعد واكد اللواء الريفي انه لا يستطيع ربط الجريمة بالوضع السياسي في المدينة ولا تحديد هوية الفاعلين قبل انتهاء التحقيقات وقال ان تقرير الخبير العسكري لم ينتهي بعد ولا تزال الاجهزة الامنية والقضائية تعمل على رفع الادلة من مسرح الجريمة .
مستشفيات مدينة طرابلس اعطت أمرا باستقبال جرحى كما طلبت من الاطباء المراقبين ومراكز اصدار بطاقات الاستشفاء تسهيل أمور ذوي الجرحى لجهة اصدار موافقات الاستشفاء على حساب وزارة الصحة العامة.
وكانت عاصمة الشمال طرابلس قد شهدت على مدى عدة اسابيع توترات امنية نتجت عنها اشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة وقد ظل الوضع محافظا على توتره وتسمع يوميا في فترات المساء اصوات دوي قنابل يدوية ورشقات قنص تطال المنطقتين المذكورتين أضف الى الظهور المسلح وانتشار الاجهزة اللاسلكية بأيدي الواطنين والتي تساهم في عملية الاحتقان والتعبئة .
مواقف
الرئيس نجيب ميقاتي قال في بيان له
إن الرسالة الدموية التي وجهت اليوم من قلب طرابلس تقتضي من الاجهزة الرسمية إعادة النظر في الاجراءات الامنية والمعلوماتية المتخذة لكشف الفاعلين بسرعة وتطويق نار الفتنة. كما يقتضي من القيادات المعنية في المدينة رفع الغطاء عن كل مخل ومسيء ،مهما كانت خلفياته وأسبابه ، وإعطاء الاولوية للتوحد في ظل الظروف الخطيرة التي تشهدها مدينتنا ووطننا.
الوزير والنائب السابق اسطفان الدويهي وصف جريمة طرابلس بانها "ارهابية بامتياز وتستهدف ارهاب اللبنانيين عموما وجيشنا الباسل خصوص لدوره الرائد في حماية مسيرة الاستقرار والامن والامان".
النائب مصطفى الحسين قال ان هذا الجيش الذي استهدف اليوم هو من ابناء الوطن واسأل لماذا لا تكون لدى هذا الجيش العتيد حافلات تنقله الى المركز وانا اعتبر ان هذا الانفجار هو رسالة موجهة الى رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية ونتمنى حماية المواطنيين واخذ كل التدابير اللازمة لنشر الامن والاستقرار وربما سمعنا في الايام القليلة الماضية اخبار عن انفجارات بين منطقتي التبانة وجبل محسن ولكن الشعب الطرابلسي لا يقتل الجيش ولن يستهدفه لذلك اعتقد ان من قتل المواطنيين والعسكريين اليوم في طرابلس ليسوا من اهلها بل هم فئات خارجية اقليمية قريبة ربما او بعيدة والجيش يعلم من هي ".
واضاف :" لا اعتقد ان هذا الانفجار سيؤثر على زيارة الرئيس ميشال سليمان لسوريا واتمنى ان يعود بنتائج ايجالية لهذا الوطن الحبيب
كما أدلى المسؤول السياسي ل"الجماعة الاسلامية" في الشمال عزام الايوبي بتصرح ندد فيه بالتفجير في طرابلس، معتبرا أن "يد الاجرام التي امتدت لتخطف أرواح ثلة من العسكريين والمدنيين الأبرياء ما كانت لتقوم بفعلتها الآثمة لولا استمرار الخلاف بين السياسيين".
رئيس "مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي" الشيخ هاشم منقارة، استنكر بشدة الانفجار الذي هز طرابلس صباح هذا اليوم"، معتبرا "أن هذا العمل الجبان هو من فعل أصابع الفتنة المتنقلة التي لا تريد لهذه المدينة خصوصا وللبنان عموما أن يخرج من دوامة العنف، وذلك بغية مكاسب فئوية دنيئة".
كما صدر عن الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل بياناً استنكرت فيه الاعتداء على الجيش اللبناني
جمعية اللجان الاهلية اعتبرت ان الانفجار هو نتيجة التحريض السياسي من خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري وطلبت اللجان الاهلية من السياسيين وقف السجالات والاتهامات خاصة ما يتعلق بطرابلس والكفّ عن المزايدات وتلميع الصورة على ابواب الانتخابات النيابية متناسين ان اكثرية ابناء المدينة ترفض تلك المسرحيات في الوقت الذي لا تزال جراح ابناء المدينة تنزف من الاحداث الاليمة التي تتكرر يوميا باشكال متعددة.
منسق لقاء القوى المدنية في طرابلس والشمال رامز الفري استنكر بشدة الانفجار الذي وقع في طرابلس مطالبا الاجهزة الامنية بالاسراع في الكشف عن الجناة متوجها من اهالي الشهداء باحر التعازي ومتمنيا للجرحى الشفاء العاجل.