ارشيف من :أخبار لبنانية
زيارة الرئيس سليمان إلى دمشق تلاقي اهتماماً إعلامياً سورياً بارزاً

دمشق ـ راضي محسن
استقبلت الصحف السورية الرسمية الثلاث الصادرة اليوم الأربعاء زيارة الرئيس ميشيل سليمان لدمشق باهتمام لافت، وأفردت صدر صفحتها الأولى لخبر الزيارة، وخصصت افتتاحياتها للحديث عن معاني الزيارة والآفاق التي ستفتحها أمام مستقبل العلاقة الثنائية بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان وانعكاسات نتائجها الإيجابية على مصالحهما المشتركة.
وأشادت الصحف السورية بصفات وخصال الرئيس سليمان الذي وصفته بـ(الزعيم العربي الفاعل)، وأكدت أن زيارته "ستكون نقطة الانطلاق الجديدة نحو آفاق رحبة في علاقات نتمنى أن تكون ممتازة وأخوية".
وعنونت صحيفة (تشرين): تلبيـة لدعـوة مـن الرئيـس الأسد والسيـدة عقيـلتـه.. الرئيس سليمان يبدأ والسيدة عقيلته اليوم زيارة إلى سورية.. فعاليات لبنانية: قمة دمشق فرصة تاريخية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها
كما عنونت (البعث): يبحثان مواضيع ذات اهتمام مشترك وتطورات المنطقة
بدعوة من الرئيس الأسد.. الرئيس سليمان إلى دمشق اليوم
افتتاحية(تشرين): سليمان صاحب مواقف وطنية معروفة وزيارته تؤسس لمرحلة جديدة. سورية منفتحة إلى أبعد الحدود، ومستعدة لإعادة المياه إلى مجاريها. |
ونوهت (تشرين) في خبر مراسلها من بيروت بتصميم الرئيسين الأسد وسليمان "على بحث كل الأمور وإيجاد الحلول المناسبة لها بشكل يعيد للعلاقات ألقها على أسس صحيحة وصحية ومتوازنة تركز على ما يجمع وتنبذ كل ما يفرق"، ووصفت الزيارة بأنها "فرصة فريدة يضع فيها الرئيسان على طاولة المحادثات هموم الناس وهواجسهم وتطلعاتهم إلى مستقبل مشرق".
وأشادت (تشرين) بجدول أعمال الزيارة الذي " صيغ بعناية مطلقة هدفها تحقيق مصالح لبنان وسورية معاً باعتبار أنهما دولتان مستقلتان ذواتا سيادة وان كانتا تضمان شعباً واحداً تجمعه نفس الأحاسيس والمشاعر وتحتضنه العروبة المقاومة لكل أشكال الظلم والاحتلال".
وقالت (تشرين): كم كان الرئيس سليمان واثقاً ومؤمناً بمستقبل تلك العلاقات حين أكد أنه سيثبت للجميع أن سورية ستعطي للبنان واللبنانيين ما يريدونه، وجاءت تصريحات الرئيس الأسد مطابقة لهذه الأقوال.
وأوضحت الصحيفة أن "اللبنانيين والسوريين ينتظرون الكثير من لقاء الأسد ـ سليمان لطي صفحة مؤلمة انعكست سلباً على العلاقات التاريخية التي صنعها الله وعززها البشر".
وتابعت الصحيفة السورية الرسمية تقول: إن الرئيسين سيثبتان للجميع أن العلاقات اللبنانية ـ السورية أقوى من أن تعكر صفاء سمائها غيمة عابرة أسهم في صنعها من امتهن التبعية وتعوّد نقل ولائه من طرف لآخر حفاظاً على مصالحه الذاتية الضيقة على حساب مصلحة الوطن وسيؤكدان انه لا يوجد ما لا يمكن بحثه إلا إذا كان يتعارض مع الأمن الوطني للبلدين ومع مصالحهما المشتركة التي تتقدم على أي اعتبار آخر، وسيفاجأ حتى المتفائلون بأن النتائج التي ستتمخض عنها الزيارة أكبر من كل توقعاتهم وأنها ستنزع فتيل الفتنة التي سعى المتضررون من عودتها إلى سابق عهدها، إلى زرعها في وجه الزيارة بغرض خلق أجواء متشنجة توهموا أنها يمكن أن تقلل من نسبة نجاحها.
وفي افتتاحيتها، وصفت (تشرين) الرئيس سليمان بأنه "ضيف سورية الكبير صاحب المواقف الوطنية المعروفة" وأكدت أن "نتائج الزيارة والمباحثات ستكون إيجابية وتؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين تتجاوز «المميزة» إلى «الممتازة»، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين".
ورأت الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير تحت عنوان "تصويب العلاقات وخطوة نحو المستقبل" أنه "لا يمكن أن يكون هناك موضوع غير قابل للنقاش والتفاهم بين البلدين الشقيقين، مادام ذلك يندرج في إطار المصالح المتبادلة والمتوازنة، وينسجم مع تطلعات وطموحات الشعبين في البلدين التوءمين، وفي الوقت نفسه لا يتعارض مع المصالح المتبادلة أو يؤثر سلباً على البلدين أو يمس أمنهما المشترك".
وفي هذا السياق، نوهت الافتتاحية بأن "سورية منفتحة إلى أبعد الحدود، ومستعدة دائماً لإقامة أفضل العلاقات مع لبنان وإعادة المياه إلى مجاريها، بحيث تعود هذه العلاقات كما كانت عليه مثالاً يحتذى به في العلاقات بين الدول".
افتتاحية (الثورة): سيجد سليمان في دمشق قلباً منفتحاً، وأذناً تسمع كل ما يريد. سليمان رئيس حر ونبيل يمثل الزعيم العربي الفاعل القادر. |
وبعد أن أشارت افتتاحية (تشرين) إلى وجود "أخطاء سابقة في العلاقات الثنائية،والسنوات الثلاث المنصرمة قد تركت جرحاً عميقاً لدى السوريين" أكدت بأن "المستقبل كفيل بتجاوز كل ذلك على قاعدة التفاهم على كل القضايا، بدءاً من إقامة العلاقات الدبلوماسية التي لم تعارضها سورية مادامت رغبة اللبنانيين، وصولاً إلى الاتفاقات والتعاون متعدد الأشكال، وأيضاً ملف المفقودين وفي الاتجاهين معاً".
وقالت الافتتاحية "لا نريد أن ننكأ الجراح، فنحن نرغب في تصويب العلاقات وتجاوز سحابة الصيف التي خيّمت على العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، والتي كانت في معظمها من صنع أعداء سورية ولبنان معاً، الذين حاولوا تمرير شرق أوسطهم الجديد على جثامين اللبنانيين والسوريين و العرب، وعلى أطلال لبنان من خلال عدوان تموز 2006".
من جانبها، عنونت (الثورة) الرسمية على صفحتها الأولى: بدعوة من الرئيس الأسد.. الرئيس سليمان في دمشق اليوم وغداً.
وقال رئيس تحريرها في افتتاحيته بعنوان "أهلاً يا لبنان": سيجد العماد سليمان في دمشق قلباً منفتحاً بلا حدود، وأذناً تسمع كل ما يريد، ولساناً يقول كل ما نريد، وحواراً قادراً على حلّ كل ما يحتاج للحلّ.. ولن تتمسك دمشق بشيء كما تتمسك بالمصلحة المشتركة للبلدين وما يريده كل بلد من الآخر في إطار هذه المصلحة.
وأشادت الافتتاحية بخصال وصفات الرئيس سليمان الذي "يمثل لنا الزعيم العربي الفاعل القادر الفاهم لحقائق ما يجري في المنطقة، وهو الذي جاهر أكثر من مرة منذ كان قائداً للجيش اللبناني الباسل بأن عقيدة لبنان وجيشه: أن إسرائيل هي العدو".
ووصفت الافتتاحية الرئيس سليمان بأنه "رئيس عربي حر نبيل.. يرث رئيساً عربياً حراً نبيلاً (في إِشارة إلى الرئيس السابق العماد إيميل لحود)، ترك قصر بعبدا بثوب من النقاء والصفاء والإرادة الشامخة، التي قاد من خلالها لبنان لتسع سنوات، فحمى بُنى الدولة وسيادتها ومقاومتها للاحتلال، وفي ظل رئاسته حققت المقاومة انتصاراتها الفذة التاريخية، وكان ذلك تميزاً له سيشهد به التاريخ".
ونوهت (الثورة) بأهمية لقاء الرئيسين الأسد وسليمان وبما يمكن ان يثمر من نتائج إيجابية وقالت إن هذا اللقاء "قمة أكثر من مهمة ونحن متأكدون أن دمشق ستشهد لقاء قائدين معنيين جداً بكل ما يجري، وبالمصلحة المشتركة للبلدين وأمامهما، أمام إرادتهما لن تبقى مشكلات عالقة بين الدولتين الحرتين المستقلتين الشقيقتين".