ارشيف من :أخبار عالمية

أكثر من ألف قتيل وجريح في مواجهات إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين

أكثر من ألف قتيل وجريح في مواجهات إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين


كتبت سماح عفيف ياسين

هل هو اندلاع مفاجئ لأعمال عنف عرقية، أم انفجار متأخر لغضب مكبوت على مدى عقود؟ وهل هو "محلي الصنع ناتج عن القمع العنيف للاحتجاجات"، أم "مخطط مدبر في الخارج وتم تنفيذه في الداخل من قبل وكلاء محليين"؟أكثر من ألف قتيل وجريح في مواجهات إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين

أسئلة طرحت بقوة خلال الساعات الماضية بعد ورود الأنباء عن حصول اضطرابات عنيفة في أقليم شينجيانغ غرب الصين أدت حسب معلومات رسمية إلى مقتل وجرح أكثر من ألف شخص.

فقد شهدت اورومكي عاصمة اقليم شينجيانغ يوم الاحد الماضي اعمال عنف بين اقلية ايغور المسلمة وعرق الهان الذي تنتمي اليه غالبية الصينيين، اسفرت عن وقوع الف شخص بين قتيل وجريح في محصلة غير نهائية لضحايا اعمال العنف التي شهدها الاقليم الوزاقع شمال غرب الصين .

وفي التفاصيل، وبحسب ما افادت وسائل الاعلام، فان فتيل الفتنة اشتعل عندما قام متظاهرون من الايغور بقطع الطريق امام المارة واضرام النار في عدد من السيارات، مما ادى الى اندلاع اشتباكات عنيفة مع الشرطة، التي سارعت الى تفريق المتظاهرين بالقوة.

بعد ذلك، قام المحتجون بتنظيم صفوفهم من جديد احتجاجا على ما جرى، ما ادى الى تجدد الاشتباكات بين الشرطة والايغور، ووقع ضحيتها حسب ما صرح مسؤولون في الحكومة 156 قتيلا على الاقل و800 جريحا فضلا عن مئات المتعتقلين .

ومع تجدد الاشتباكات قامت السلطات الصينية بقطع شبكات الهاتف النقال، كما عطلت شبكة الانترنت .

وأشار رئيس رابطة الايغور في اليابان إلهام محمود إلى أن أعمال العنف جاءت نتيجة خلاف وقع أخيراً في مصنع للألعاب بين الصينيين والايغور حول شائعة أن الايغور أساؤوا إلى امرأة صينية .

وقالت السلطات الصينية، التي لم تعلن عن اضطرابات الا بعد 12 ساعة من وقوعها، إن الوضع تحت السيطرة، لكن رئيس حكومة شينجيانغ نور بكري اعترف بأنه مع ذلك ما زال معقدا جدا، ودعا إلى منع انتقال الاضطرابات إلى بقية المناطق باستعمال أقوى الوسائل، في وقت توقعت فيه مسؤولة إعلامية في مكتبه ارتفاع عدد القتلى.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ اليوم الثلاثاء ان احداث العنف التى وقعت يوم الاحد فى منطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم ليست احتجاجا سلميا، ولكنها عمليات آثمة من القتل والحرق والسلب والنهب".

وصرح تشين فى مؤتمر صحفى دورى "بأن اى فرد يصف العنف بأنه احتجاج سلمى يحول الاسود الى ابيض في محاولة لتضليل الجماهير".

وعلى رغم اصرار الايغوريين على ان بداية الاحتجاج كانت سلمية ومن ثم تحول الاحتجاج الى ضحية لعنف الدولة، الا ان الحكومة الصينية اتهمت الناشطين الايغوريين خارج البلاد بتدبير وتنظيم هجمات منسقة ضد صينيين من قومية "هان" .

وفي هذا الاطار، وجه رئيس حكومة اقليم شينجيانغ الاتهام لربيعة قدير، وهي رئيسة مؤتمر الايغور العالمي والمقيمة في الولايات المتحدة، بتجييش الايغوريين وتحريضهم، متحدثا عن اتصالات هاتفية اجرتها قدير مع اشخاص في الصين من اجل التحريض وعن مواقع استخدمت لنشر الرسائل التحريضية، مضيفا ان التحقيقات الأولية تظهر أن العنف كان من تدبير وتنظيم "المجلس العالمي للايغوريين" الذي تتزعمه ربيعة قدير وأن التحريض على العنف وتنسيقه كان يدار من الخارج.

في المقابل نفى الايغور المنفيون ما نسب اليهم من ضلوعهم في التحريض على اعمال العنف والشغب، مؤكدين ان الشرطة هي من فتحت نيران اسلحتها وبشكل عشوائي على مظاهرات سلمية وانها فرضت حظرا للتجول خلال الليل .

ردود الفعل الدولية

وكعادتها،اعربت الولايات المتحدة عن اسفها "الشديد" لسقوط قتلى ، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي ان الولايات المتحدة تدعو كافة الاطراف الى الهدوء وضبط النفس .

وكذلك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ضرورة حل النزاع "بشكل سلمي وبالحوار".

وفي موازاة ذلك، طالب حزب الخضر الألماني بتفسير عاجل لأعمال العنف الدموية في الصين. واعتبرت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت ان حجب وإعاقة طرق التواصل تدعم الشكوك في أن الحكومة الصينية تريد إعاقة تفسير ما حدث بصورة تامة.

كما خرج مئات المتظاهرين من إثنية الاويغور الصينية في إسطنبول أمس، احتجاجا على "الوحشية" الصينية بعد الإعلان الرسمي عن مقتل 156 شخصا.

يشار الى ان اقليم الايغور يقع شمال غرب الصين، يبلغ عدد سكانه 21 مليونا منهم 11 مليون ايغوري مسلم، يشكون من التضييق على الحريات الدينية، ويعانون من الهوة الاقتصادية مع الهان . وهذا الاقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، غني بالمعادن والنفط ويقع على حدود ثمانٍ من جمهوريات آسيا الوسطى، وتطلق عليه قومية "الايغور" المسلمة جمهورية تركستان الشرقية .

2009-07-07