ارشيف من :أخبار لبنانية

أهاليهم يطالبون بفتح ملفهم: السلطات السورية تؤكد حرصها على معرفة مصير المفقودين السوريين في لبنان

أهاليهم يطالبون بفتح ملفهم: السلطات السورية تؤكد حرصها على معرفة مصير المفقودين السوريين في لبنان
دمشق ـ راضي محسن
قبل يوم واحد من وصول الرئيس ميشال سليمان لسورية، اعتصم العشرات من أهالي المفقودين السوريين في لبنان أمام مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة دمشق أمس للمطالبة بالعمل على كشف مصير أحبائهم الذين يتجاوز عددهم 1090 مفقوداً ووضع ملفهم في أولويات مباحثات المسؤولين السوريين واللبنانيين خلال زيارة الرئيس سليمان.
وحمل المعتصمون صوراً للمفقودين ولافتات تطالب ببذل الجهود والعمل على متابعة ملفهم لمعرفة ظروف فقدانهم والكشف عن مصيرهم.
وقامت رئيسة الجمعية الأهلية للمفقودين السوريين في لبنان هالة الأسعد وأمينة سر الجمعية كندة الشماط بتسليم وزير الداخلية اللواء بسام عبد المجيد عريضة من المعتصمين تتضمن مطالبهم التي وصفها الوزير عبد المجيد "بالإنسانية والوطنية" بحسب ما قالت الأسعد لـ"الانتقاد.نت" مضيفة إن "اللواء عبد المجيد أكد الحرص على مواصلة وبذل كل الجهود لمعرفة مصير الأبناء المفقودين وأبدى تجاوبه مع مطالب المعتصمين واستعداده للمساعدة" من أجل تحقيقها.
وأُرفِقت مع العريضة، ملفات تتضمن أسماء حوالي 850 مفقوداً سورياً وظروف وملابسات اختفائهم أثناء الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975 و 1990، وبعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري عام 2005 وخروج القوات السورية التي كانت عاملة في لبنان.
وأشارت الأسعد إلى وجود معلومات ووثائق تدل على أن بعض المفقودين هم مخطوفين وعلى الأغلب تم قتلهم عدا عن آخرين قامت مجموعات لبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية بتسليمهم إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الوثائق صارت أيضاً بحوزة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وحول سير عملها أوضحت الأسعد أن "الجمعية خاطبت أهالي المفقودين واطلعت على شكاويهم التي بلغت أكثر من 570 شكوى وتابعتها وخلال يومين سنعلن عن أرقام هواتف للاتصال بنا"، كما طالبت "الأهالي والإعلام بالسعي للحصول على  معلومات حول المفقودين وتزويدها للجمعية لتمكينها من إنجاز عملها".
وأشادت الأسعد بما لقيته الجمعية من تعاون شعب وأهلي كبير في عملها وقالت إن بعض المواطنين والأهالي اللبنانيين ساعدونا في ذلك أيضاً.
ومما جاء في نص العريضة الموجهة لوزير الداخلية السوري والتي حصلت "الانتقاد.نت" على نسخة منها: "..... ونحن في الجمعية الأهلية للمفقودين السوريين في لبنان، (...) نخاطب من خلالكم الرئيس اللبناني، والحكومة اللبنانية، للعمل بحثاً عن مصير المئات من السوريين المفقودين في لبنان، وأن يكون الجميع عوناً لنا في هذا الملف الكبير (...) ونتمنى من سيادتكم أن توصلوا صوتنا إلى الرئيس اللبناني الذي سيزور الديار".
وفي تصريحات سابقة، قالت الأسعد لـ"الانتقاد.نت" إن تزامن هذا الاعتصام مع زيارة الرئيس اللبناني إلى دمشق، فرصة لمطالبة المسؤولين السوريين واللبنانيين بتناول ملف المفقودين السوريين في لبنان خلال مباحثات سليمان في دمشق.
ونفت رئيسة الجمعية الأهلية للمفقودين السوريين في لبنان بشدة أن يكون هذا التحرك رداً على توتر العلاقة بين دمشق وبيروت على خلفية اغتيال الحريري، وأوضحت أن "مطالبتنا بمعرفة مصير المفقودين هي موضوع وطني قبل كل شيء ولا علاقة له بالأمور السياسية أبداً  ونحن سنتابع تحركنا بغض النظر عن المواقف السياسية"، مشيرة إلى أن "الجمعية تأسست في العام 2004 قبل اغتيال الحريري وقبل حدوث أي توتر في العلاقة السورية اللبنانية".
وبعد أن أكدت أن تحرك الجمعية وأهالي المفقودين "ليس موجهاً ضد الدولة اللبنانية" قالت الأسعد لـ"الانتقاد.نت" "قد يكون هناك حسابات سياسية تضعها السلطات السورية في اعتبارها لكننا كجمعية أهلية وكأهالي مفقودين نريد متابعة مصير هؤلاء المفقودين فهم مواطنون سوريون ونحن نرفض إهمال قضيتهم".
وإذ نفت الأسعد أن تكون الجمعية تتلقى أي دعم رسمي من السلطات السورية، فإنها طالبت في الوقت نفسه السلطات "بتوفير الدعم لنا وتسهيل مهمتنا حتى نتمكن من متابعة عملنا".
يذكر أن الجمعية الأهلية للمفقودين السوريين في لبنان تأسست عام 2004 وأشهرت في العام 2006 وتهدف إلى البحث عن مصير المفقودين ومتابعة ملفهم مع مختلف الجهات المعنية.
2008-08-13