ارشيف من :أخبار لبنانية

الرئيسان الأسد وسليمان يرسمان اليوم في دمشق آفاقاً جديدة للعلاقة السورية اللبنانية والخطوة الأولى التمثيل الدبلوماسي على

الرئيسان الأسد وسليمان يرسمان اليوم في دمشق آفاقاً جديدة للعلاقة السورية اللبنانية والخطوة الأولى التمثيل الدبلوماسي على
دمشق ـ راضي محسن
دشن الرئيسان بشار الأسد وميشيل سليمان اليوم عهداً جديداً من العلاقة السورية اللبنانية، يؤسسان خلال مباحثاتهما في دمشق اليوم وغداً لآفاق رحبة لهذه العلاقة ترتكز إلى قواعد ثابتة ورسمية سماتها الثقة والاحترام المتبادل يضمن مصالح البلدين بعد عدة سنوات من التوتر الذي شاب العلاقة بينهما.
وفي أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ تسلمه سدة الرئاسة في قصر بعبدا في 25 أيار/ مايو الماضي، وتلبية لدعوة من الرئيس الأسد، وصل الرئيس سليمان إلى دمشق اليوم في زيارة رسمية تستمر يومين هي الأولى لرئيس لبناني منذ زيارة الرئيس السابق إميل لحود عام 2005.
وتحفل مباحثات الرئيسين الأسد وسليمان بملفات هامة وحساسة في مستقبل العلاقة بين البلدين وهي ملفات تحتاج إلى اتخاذ قرارات من قبل أعلى المستويات لمعالجتها والبت بأمرها.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"الانتقاد.نت"، سيكون على رأس المباحثات ملف إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وآلية إعلانها وتوقيتها بما في ذلك الخطوات التي ستتخذ لتبادل السفارات وقد أقر المبدأ وتم تكليف وزيري خارجية البلدين الإعداد له، إلى جانب ملفات ترسيم الحدود وخاصة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، ومراقبة الحدود بين البلدين، ومستقبل المجلس الأعلى السوري اللبناني المشترك واتفاقية الأخوة والتعاون والتنسيق الموقعة عام 1991 وبقية الاتفاقيات الثنائية وخاصة الاقتصادية منها والتي تطالب بعض أصوات الموالاة في لبنان بتعديلها على اعتبار أنها مجحفة بحق لبنان حسب رأيهم، كما ستتناول المحادثات ملف المفقودين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في سورية.
ويرى المراقبون أن التعقيدات التي تكتنف هذه الملفات لن تُحل بين ليلة وضحاها، بل إنها تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد لدراستها ومتابعتها من قبل الطرفين السوري واللبناني.
ويرجح المراقبون أن يعمد الطرفان إلى الاتفاق على "إعلان مبادئ" يحدد أسلوب وكيفية التعاطي مع هذه الملفات على أن تكلف لجان مشتركة بمتابعة تفاصيل كل ملف على حده.
وكان بيان رئاسي سوري كشف إن الرئيسان الأسد وسليمان سيناقشان خلال لقائهما اليوم "وضع الآليات التي تسهم في الانتقال بالعلاقات بين البلدين إلى أفضل حالاتها بما يخدم مصلحة الشعبين السوري واللبناني (...) كما ستتناول المحادثات المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي" ومنها عملية السلام في المنطقة.
وكان الرئيسان الأسد وسليمان التقيا في باريس في الثاني عشر من الشهر الماضي على هامش مشاركتهما في إطلاق مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، وعقدا ثلاثة اجتماعات، وذكر بيان رئاسي سوري صدر حينها أن الرئيسان "اتفقا على أن كل القضايا التي تهم البلدين هي موضوع ثنائي وكل ما يرتبط بها هو قرار سوري لبناني".
وتبدي الأوساط السورية المتابعة تفاؤلاً واضحاً حيال نتائج القمة السورية اللبنانية في دمشق وتتوقع أن تكون إيجابية بالنسبة للبلدين إلى أبعد الحدود بما يسمح في إرساء علاقة سليمة وصحية بينهما.
وترى هذه الأوساط أن من شأن مباحثات الأسد وسليمان التمهيد لمرحلة جديدة من العلاقات بين سورية ولبنان بعد إجراء تقييم شامل لهذه العلاقات بهدف تصويب أخطائها وتعزيز إيجابياتها بما يعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.
ويرافق الرئيس سليمان في زيارته لدمشق السيدة عقيلته، ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، وعدد من المستشارين والإداريين، ووفد إعلامي كبير.
وبعد أن استقبل الرئيس الأسد ضيفه الكبير، توجها سوية إلى منصة الشرف حيث عزف النشيدان الوطنيان السوري واللبناني.
وتختتم نشاطات اليوم الأول من الزيارة بحفل عشاء رسمي يقيمه الرئيس الأسد على شرف الرئيس سليمان، وفي اليوم التالي (الخميس) يتابع الجانبان مباحثاتهما..كما تم الاتفاق على استكمال المحادثات غدا على ان يصدر بيان ختامي في ختام الزيارة.
2008-08-13