تشهد العلاقات التركية - الروسية ما يمكن تسميته بشهر عسل مستمر منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة قبل سبع سنوات، واتباع سياسة تعدد البعد التي أوصلت إلى أن تكون روسيا هي الشريك التجاري الأول لتركيا بحجم تبادل تجاري وصل إلى 40 مليار دولار متخطيا الشريك الثاني، ألمانيا، بتسعة مليارات دولار.
وجود بطريركية الروم الأرثوذكس في اسطنبول، والتي يعتبرها الأرثوذكس بطريركية لكل أرثوذكس العالم كان مفتاح التواصل بين أنقرة وموسكو عبر الطريق الديني هذه المرة.
وقد شهدت اسطنبول زيارة مهمة لبطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل، التقى خلالها نظيره التركي بطريرك اسطنبول بارثولوميوس، حيث أعلنا عن وحدة الموقف بين الكنائس الأرثوذكسية.
وبعد انتهاء زيارته إلى اسطنبول غادر البطريرك كيريل إلى أنقرة، في أول زيارة لبطريرك أرثوذكسي روسي إليها. والتقى برئيس الشؤون الدينية التركية علي برداق اوغلو ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.
وكانت المفاجأة السارة بالكلام الذي خاطب به البطريرك كيريل اردوغان، حيث كال له المديح على موقفه في منتدى دافوس الاقتصادي دفاعا عن غزة وضد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
وقال كيريل لأردوغان « لقد تابعناكم على التلفزيون في دافوس، وقدرنا عاليا وقفتكم بالكامل». وأضاف «ونحن نتابع كلمتكم على الشاشة كان الشعب الروسي في المقاهي والمنازل يعبر عن مشاعره بالتصفيق لكم».
وأشاد البطريرك كيريل بالعلاقات التركية الروسية التي تعود لقرون خلت، ووصلت إلى محطة ايجابية جدا. وقال إن السائحين الروس الذين يأتون إلى تركيا هم خير وسيلة للمزيد من التعارف بين الشعبين.
وطالب كيريل اردوغان بالمساعدة على تأمين كنيسة في مدينة انتاليا للمؤمنين من الروس الذين يقصدون المدينة بكثرة. وقد وعد اردوغان بتوفير كل التسهيلات من اجل تلبية احتياجات المواطنين الروس في انتاليا.
وذكّر اردوغان البطريرك انه توجد في 21 محافظة تركية 315 كنيسة مفتوحة أمام 73 ألف مواطن تركي مسيحي. ويوجد 161 من هذه الكنائس في اسطنبول و69 في ماردين و14 في أزمير و14 في الاسكندرون و11 في تشاناق قلعة (الدردنيل).
وتطرق البطريرك كيريل في لقائه مع اردوغان إلى منتدى تحالف الحضارات الذي تترأسه تركيا بالتساوي مع اسبانيا. وطلب منه ايلاء أهمية اكبر لمشاركة رجال الدين فيه. واتفق اردوغان مع كيريل على أهمية لقاء رجال الدين في إطار الأمم المتحدة.
وتوقف اردوغان وكيريل أمام تزايد حالات الزواج المختلط بين الأتراك والروس، واعتبرا أنها مظهر من تزايد الفهم المتبادل بين الشعبين.
ورأى اردوغان أن العلاقات التركية الروسية تعود إلى 500 سنة، وهي تتقدم باطراد. وأبلغ ضيفه إن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور تركيا في السادس من آب المقبل.
وذكرت صحيفة «راديكال» إن البطريرك كان متفائلا بإمكانية إعادة فتح مدرسة الرهبان الدينية في جزيرة هايبلي قرب اسطنبول، والتي يطالب بها الاتحاد الأوروبي. ونقلت عن البطريرك قوله «لقد وصلتنا معلومات بهذا الصدد، لكن لم اسمع موقفا محددا». وقال إن حرية الدين مهمة جدا ويجب اتخاذ بعض الخطوات بشأن الأقليات الدينية.