ارشيف من :أخبار لبنانية
اختتام أعمال القمة السورية اللبنانية ببيان مشترك يتناول جميع الملفات المطروحة

كتب راضي محسن
نجح الرئيس ميشال سليمان في "إثبات" الكلام الذي ردَّ به أواخر الشهر الماضي على أولئك "المشككين" في أسلوب تعامل سورية مع لبنان، وصَدَقَ حين قال أمام وفد اللجنة القانونية السورية الفلسطينية لحق العودة إنه "سيثبت لجميع المشككين أن سورية تعطي لبنان ما يريده وما يريحه" لتصبح هذه العبارة واقعاً رسمياً ملموساً في العلاقة بين البلدين وخاصة بالنسبة لملفات كانت تُصَنف على أنها "شائكة ومعقدة" مثل افتتاح السفارات، وترسيم الحدود، والمفقودين، وإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وأظهرت نتائج مباحثات الرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد في دمشق تطابق أفعال القيادة السورية مع ما أدلى به سليمان من كلامٍ تبين مصداقه عبر "البيان المشترك" الصادر في ختام المباحثات التي استمرت يومين.
ومن خلال البيان، ظهر جلياً توجه البلدين نحو الإبقاء على المجلس الأعلى السوري اللبناني، على أن يتم تحويل ما يملك من صلاحيات تدخل في مجال عمل السفارات إلى هذه السفارات عند افتتاحها. ودلَّ البيان المشترك على "اتفاقاً" كاملاً في مواقف الرئيسين الأسد وسليمان إزاء كل الملفات التي طُرِحت على طاولة البحث وهي: العلاقات الثنائية بين البلدين وإقامة العلاقات الدبلوماسية، ترسيم الحدود وضبطها ومكافحة التهريب، وملف المفقودين من الطرفين، ومراجعة الاتفاقيات الثنائية، إضافة إلى الموضوع الاقتصادي. كما نقل البيان المشترك عن الجانبين تأكيدهما على "التزامهما بالعمل على ترسيخ علاقات سورية/لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما". وأكد الجانبان "أهمية دعم اتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني اللبناني الذي سيستأنف برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية".
ووفق ما جاء في البيان، فقد اتفق الرئيسان الأسد وسليمان على "إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشقيقين على مستوى السفراء" كما اتفقا على "استئناف أعمال اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود اللبنانية/السورية" وعلى "العمل المشترك من أجل ضبط الحدود ومكافحة التهريب وكافة الأعمال المخالفة للقانون من خلال السلطات المعنية لدى البلدين".
وقرر الرئيسان "تفعيل وتكثيف أعمال اللجنة المشتركة المتعلقة بالمفقودين من الطرفين"، و"مراجعة الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين"، إضافة إلى العمل على "اتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف تفعيل التبادل التجاري وتأمين مقومات التكامل الاقتصادي وإقامة سوق اقتصادية مشتركة توفر مجالا حيويا للتبادل الحر للسلع والأموال والأفراد على طريق تفعيل تنفيذ اتفاقية التيسير".
قمة دمشق تختتم ببيان مشترك يتضمن :إقامة علاقات دبلوماسية واستئناف أعمال تحديد وترسيم وضبط الحدود والاتفاق على تفعيل عمل لجنة المفقودين من الطرفين ومراجعة الاتفاقيات الثنائية وتفعيل التبادل التجاري. |
وجدد الجانبان "التزامهما بالعمل العربي المشترك (...) وأكدا أهمية التنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولاسيما الصراع العربي الإسرائيلي (...) وشددا على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة" وعلى ضرورة "وضع حد لاستمرار إسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية".
وأكد الرئيسان الأسد وسليمان "دعمهما لوحدة العراق أرضاً وشعباً وتأييدهما للعملية السياسية القائمة فيه بما يضمن مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي ويؤدي إلى خروج القوات الأجنبية منه وفقا لقرارات الجامعة العربية".
و"أعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بينهما وتبادل الزيارات".
النص الكامل للبيان المشترك:
استكمل الرئيس بشار الأسد والرئيس ميشال سليمان مباحثاتهما في قصر الشعب اليوم، وصدر في ختام المباحثات البيان المشترك التالي:
في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتلبية لدعوة السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية قام فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية بزيارة سورية على رأس وفد رسمي يومي/13/ و/14/8/2008/.
أجرى الجانبان مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وأكدا حرصهما على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
نوه الجانبان بالتطورات الايجابية على الساحة اللبنانية ولاسيما بعد اتفاق الدوحة الذي وضع لبنان على طريق الوفاق الوطني بما يحفظ أمنه واستقراره وفى هذا الصدد أكد الجانبان أهمية دعم اتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني اللبناني الذي سيستأنف برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية وذلك تأكيداً على دوره كرئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن.
أكد الجانبان من جديد التزامهما بالعمل على ترسيخ علاقات سورية/لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما والمحافظة على العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين عبر الوسائل التي تلبى آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين وتعمق أواصر التعاون والتنسيق بينهما.
وسعيا لتحقيق هذا الهدف اتفق الرئيسان السوري واللبناني على ما يلي:
1) ـ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشقيقين على مستوى السفراء وفقا لما جاء في الإعلان الخاص الذي صدر بدمشق بتاريخ/13/8/2008/لهذا الغرض.
2) ـ استئناف أعمال اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود اللبنانية/السورية وفق آلية وسلم أولويات يتفق عليهما بين الجانبين وبما يخدم الغاية المرجوة من قبلهما على أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللازمة للمباشرة بذلك.
3) ـ العمل المشترك من اجل ضبط الحدود ومكافحة التهريب وكافة الأعمال المخالفة للقانون من خلال السلطات المعنية لدى البلدين وذلك بتنسيق الإجراءات على جانبي الحدود ووضع آليات ارتباط واتصال سريعة ودقيقة لهذا الغرض تتولى عملية المتابعة اليومية.
4) ـ تفعيل وتكثيف أعمال اللجنة المشتركة المتعلقة بالمفقودين من الطرفين واعتماد الآليات الكفيلة بالوصول إلى نتائج نهائية بالسرعة الممكنة بما في ذلك إطلاع الجهات المعنية بشكل وثيق على مجريات التقدم المحرز فى هذا المجال.
5) ـ مراجعة الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين بصورة موضوعية ووفق قناعات مشتركة بما ينسجم مع التطورات الحاصلة في العلاقات بين البلدين ويستجيب لمصلحة الشعبين.
6) ـ العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف تفعيل التبادل التجاري وتأمين مقومات التكامل الاقتصادي وإقامة سوق اقتصادية مشتركة توفر مجالا حيويا للتبادل الحر للسلع والأموال والأفراد على طريق تفعيل تنفيذ اتفاقية التيسير.
وتطرق الجانبان إلى الأوضاع الإقليمية ببحث مستفيض حيث جددا التزامهما بالعمل العربي المشترك والسعي لتحقيق التضامن العربي الفعال خاصة في ضوء الدور الذي تضطلع به سورية في رئاسة القمة العربية وأكدا أهمية التنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولاسيما الصراع العربي الإسرائيلي انطلاقا من أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة تعود إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وفى هذا الصدد شدد الجانبان على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك التأكيد على حق العودة ورفض التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وانسحاب إسرائيل التام من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967 ووضع حد لاستمرار إسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية حيث أكد الجانبان ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من الغجر كما تقضى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وحول الوضع في العراق الشقيق أكد الجانبان دعمهما لوحدة العراق أرضاً وشعباً وتأييدهما للعملية السياسية القائمة فيه بما يضمن مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي ويؤدي إلى خروج القوات الأجنبية منه وفقاً لقرارات الجامعة العربية.
أعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بينهما وتبادل الزيارات حيث وجه فخامة الرئيس ميشال سليمان دعوة لزيارة لبنان للسيد الرئيس بشار الأسد الذي وعد بتلبيتها وسيتم الاتفاق على موعد الزيارة بالطرق المناسبة.