ارشيف من :أخبار عالمية

الأسد يرسي أسس التعاون مع أذربيجان:عملية السلام من فشل إلى فشل

الأسد يرسي أسس التعاون مع أذربيجان:عملية السلام من فشل إلى فشل
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، في باكو أمس، أن عملية السلام، التي انطلقت في العام 1991، «ظلت تنتقل من فشل إلى فشل بسبب تعنت إسرائيل وتجاهلها للقرارات الدولية»، مكررا أن عملية السلام تنتظر مجيء شريك إسرائيلي جدي، لكنه غير موجود الآن.
وأبدى الأسد، الذي يختتم اليوم زيارة رسمية لباكو استمرت يومين، استعداد سوريا للمساعدة في تقريب وجهات النظر بين أذربيجان وأرمينيا، حول إقليم ناغورني قره باغ، وذلك استنادا إلى العلاقة الطيبة التي تجمعها بكل منهما.
وكان الأسد ونظيره الأذري إلهام علييف عقدا محادثات في باكو، انتهت بتوقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وضعت القاعدة الأساسية للتعاون السياسي والقانوني والاقتصادي بين البلدين. وعبر الرئيسان عن تطابق وجهات نظرهما السياسية، وتعاونهما ضمن منظمتي المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة.
وشدد الأسد، بعد محادثاته مع علييف، على العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، مشيرا إلى الموقع الاستراتيجي لأذربيجان وسوريا ما جعلهما «محل أطماع عبر الماضي، وشكل تجربة هامة بالنسبة للشعبين». وقال «جئنا من أجل وضع قاعدة صلبة

ومتينة لعلاقات بعيدة المدى، وواسعة تشمل كل المجالات»، موضحا أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها «تفتح الأبواب على مصراعيها بين البلدين».
وأشار الأسد، الذي يفتتح اليوم منتدى اقتصاديا لرجال الأعمال في البلدين، إلى أهمية مناطق القوقاز والشرق الأوسط والبلقان بالنسبة لاستقرار العالم. وقال «شرحت للرئيس عن موضوع الاستقرار في الشرق الأوسط الذي يمر عبر عملية السلام التي مرت بتجارب مختلفة، لكنها بقيت تنتقل من فشل إلى فشل، منذ انطلاقها في العام 1991، بسبب تعنت إسرائيل وتجاهلها للقرارات الدولية، والتي تؤكد على عودة الحقوق، وفي مقدمتها الأراضي المحتلة، وبالنسبة لنا في سوريا هي الجولان». وأوضح أنه تحدث مع علييف عن موقف دمشق «المتمسك بالسلام والمتمسك بالحقوق في الوقت ذاته، وهذا يعني أنه من دون عودة الأرض المحتلة لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط».
كما تحدث الأسد عن حصار غزة و«ما يعنيه هذا الحصار من موت بطيء للفلسطينيين وضرورة رفع الحصار، بالإضافة للعمل من أجل تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين»، مؤكدا أن «السلام على المستوى الفلسطيني جزء من عملية السلام». وقال «في المحصلة تأكد أنه لا يوجد شريك إسرائيلي»، مضيفا أن «هذا لا يعني أن نتوقف عن العمل من أجل تحقيق السلام، وحين يتوفر هذا الشريك نستطيع أن ننجز السلام في أقصر وقت ممكن».
وعن النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول قره باغ، أشار الأسد إلى أنه عبر عن ارتياحه لعلييف «لاعتماد مبدأ الحوار القائم على قرارات الشرعية الدولية في حل مشكلة قره باغ مع أرمينيا». وقال «نعرف أن الحل كلما كان مبكرا كلما كان أفضل، لأننا تعلمنا في الشرق الأوسط أن القضايا المزمنة كالأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان. حلها ومعالجتها أصعب بكثير من المشاكل الكبرى التي تأتي بشكل مفاجئ». وتابع إن دمشق مستعدة «لأداء دور إيجابي في هذا الموضوع من خلال علاقتنا الطيبة بالطرفين الأذربيجاني والأرمني».
من جهته، أكد علييف أن باكو تولي اهتماما بتطوير العلاقات مع دمشق. وقال «إننا نولي اهتماما كبيرا لزيارة الأسد»، مؤكدا أن «توقيع الوثائق سيؤدي دورا مهما في تطوير العلاقات السورية الاذرية، التي لها آفاق جيدة».
وعن النزاع حول قره باغ، طالب علييف أرمينيا بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن هذا النزاع تسبب بفقدان أذربيجان لـ20 في المئة من أراضيها، وتشريد ما يقارب مليون شخص تستضيفهم باكو.
وزار الأسد المقر المركزي لرئيس إدارة مسلمي القوقاز في مسجد طازه بير في باكو، حيث بحث مع شيخ الإسلام لجمهورية أذربيجان ومنطقة القوقاز شكرالله باشا زاده «الوضع في العالم الإسلامي، وضرورة تنسيق المواقف على مختلف المستويات تجاه القضايا الجوهرية التي تهم الدول الإسلامية». وتم «التأكيد على ضرورة الحفاظ على قيم الإسلام السمحاء، ودور رجال الدين في نشر ثقافة التآخي والتسامح في مجتمعاتهم».
ووقع الطرفان 19 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم. وبحضور الأسد وعلييف تم التوقيع على أربع اتفاقيات تشمل التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار والتعاون في مجال الصناعة والطاقة والثقافة، والإعفاء من سمات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والمهمة والخاصة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم حول تأسيس لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني والثقافي.
وتم استكمال التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مقر رئاسة الحكومة في باكو، وتشمل التعاون في المجالات المالية والسياحية والصحة والتعليم العالي والتربية وتقانة الاتصالات والمعلومات والمساعدة المتبادلة، والتعاون في الشؤون الجمركية ومجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والتشاور السياسي والتعاون الصناعي والزراعي، وبروتوكول تفاهم بين وزارتي الداخلية، ومذكرة تعاون بين مكتبة الأسد والمكتبة الوطنية الأذرية، ومذكرة تفاهم بين غرفة الملاحة البحرية السورية وإدارة ملاحة الدولة في أذربيجان.



وكالات
2009-07-09