ارشيف من :أخبار عالمية
انجازات خجولة لقمة الدول الثمانية في مدينة لاكويلا الايطالية
"الانتقاد.نت" - ليلى سرعيني
الملف النووي الايراني، القضية الفلسطينية والازمة الاقتصادية، كانت أبرز المواضيع التي ناقشتها قمة الدول الثماني في مدينة لاكويلا الايطالية. فقد أجمع زعماء الدول الثماني: المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا، على التحاور دبلوماسيا مع طهران وكوريا الشمالية بشأن ملفهما النووي، مشددين على ان الحوار الديمقراطي هو الحل الامثل والافضل للتعاون مع ايران.
ومن نتائج القمة ما أعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من ان مجموعة الدول الثماني قررت أن تمهل ايران فرصة بشأن المفاوضات النووية حتى 24 ايلول، مهددا بفرض عقوبات اذا لم تحرز طهران اي تقدم خلال هذه الفترة. واشار الى ان القمة نددت بـما اسماه «وسائل الابتزاز» التي تستخدمها طهران، مطالبا بضرورة الاسراع في إطلاق سراح الفرنسية المعتقلة في ايران، كلوتيلد ريس. كما ذكر ان مجموعة الثماني نددت «بشكل صريح لا لبس فيه» بالتصريحات «غير المقبولة» للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حول نفي المحرقة اليهودية.
وكان لافتا ما أعلنه ساركوزي عن معارضته لأي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد طهران مشيرا الى انها سوف تشكل كارثة كبيرة جدا على العالم. كما شددت روسيا على لسان مساعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، على مواصلة الحوار مع إيران فيما يتعلق بطموحاتها النووية.
من جهة اخرى,ناقشت القمة ما سُمّي بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث دعت الى فتح فوري لمعابر قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل، فيما حاول رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني تمرير اقتراح لتبني «خطة مارشال» لدعم الاقتصاد الفلسطيني، ليصبح متقارباً مع «نظيره الإسرائيلي»، فيما قالت مصادر في القمة إنه تم اعتماد الإعلان الذي يؤكد على «الدعم الكامل» لصيغة «دولتين لشعبين». وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مسودة البيان الختامي للقمة، التي تختتم أعمالها اليوم، منحت حل الصراع في الشرق الأوسط «أولوية أساسية»، مشددة على الالتزام بالتوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة، مؤكدةً على ضرورة إحياء مفاوضات السلام مع سوريا ولبنان.
واعلنت القمة عن تضامنها مع باكستان في مواجهة حركة طالبان، ودعت افغانستان الى ضمان انتخابات آمنة وجديرة بالثقة تعكس إرادة الشعب. كما ادانت تجارب كوريا الشمالية الصاروخية الاخيرة، ودعت جميع الدول إلى التقيد بوقف التفجيرات النووية.
واقتصاديا، حذر قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى من أن الوضع الاقتصادي لا يزال غامضاً، لافتين إلى ما لهذا الأمر من تداعيات اجتماعية خطرة. وقال القادة في اعلان مشترك "في الوقت الذي توجد فيه مؤشرات على الاستقرار، ولا سيما نهوض اسواق البورصة، فإن الوضع لا يزال غامضا وهناك مخاطر كبيرة لا تزال محدقة بالاستقرار الاقتصادي والمالي".
وتعهدت الدول الاكثر تصنيعا والدول الناشئة بانجاز مفاوضات جولة الدوحة التجارية حول تحرير التجارة العالمية في 2010. وقالت مجموعة الثماني ومجموعة الخمس زائد واحد التي تضم الصين والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب افريقيا ومصر في بيان ان هذه الدول تشجع فتح الاسواق امام المبادلات والاستثمارات.
وفي موضوع الامن الغذائي، تعهد الزعماء بتخصيص 15 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات. وقال بيان صادر بهذا الشأن إن مجموعة الثماني تلتزم التزاما قويا بتقديم ما يكفي من المساعدات الغذائية الطارئة.
وفي هذا الصدد أعربت اليابان عن استعدادها لتقديم ما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات لخطة الأمن الغذائي ومحاربة الفقر.
وعلى صعيد المناخ قررت القمة العمل على تحقيق انتعاش اقتصادي بيئي متوازن ودائم، من خلال الحد من الاحتباس الحراري. وتهدف المجموعة الى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم الى نصف ما كانت عليه في 1990، وخفض انبعاثاتها هي الى 80 بالمئة أو اقل، حسبما جاء في الاعلان الختامي.
وقد وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما التوافق بين القادة بشأن الغازات المسببة لارتفاع الحرارة بانه "تاريخي"، فيما اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تصريح تلاه المتحدث باسمه ان "نتائج قمة مجموعة الثماني غير كافية".
واضاف الاعلان ان "هذا التحدي العالمي لا يمكن مواجهته الا بتحرك عالمي. لهذا السبب نجدد رغبتنا في ان نتقاسم وجميع الدول هدف خفض الانبعاثات العالمية بحلول 2050 إلى 50 بالمئة على الاقل." الا ان مغادرة الرئيس الصيني هو جنتاو على عجل الثلاثاء بسبب أعمال العنف التي اندلعت في إقليم شينجيانغ، لم تترك مجالاً لتوقع حصول تقدم كبير في هذا المجال، نظراً إلى أن الصين تبوأت في العام 2008 المرتبة الأولى في قائمة الدول الأكثر تلويثاً.
لقاءات على هامش القمة
وعلى هامش القمة، التقى الزعيم الليبي معمر القذافي للمرة الأولى برئيس أميركي عندما صافح باراك أوباما وجلس قريبا منه على مائدة عشاء لزعماء قمة مجموعة الثماني في لاكويلا بإيطاليا.
والتقطت صور للزعيمين وهما يتبادلان التحية وأظهرت لقطات تلفزيونية في وقت لاحق أوباما والقذافي وقد جلسا إلى مائدة العشاء وبينهما رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني.
يشار إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا شهدت طوال ثلاثين عاما أزمات متكررة.
بدوره، أعلن نائب الناطق الرسمي باسم الحكومة الاتحادية الألمانية توماس شتيج في برلين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سوف تلتقي بالرئيس المصري محمد حسني مبارك على هامش قمة الدول الصناعية الكبرى الثماني المنعقدة حاليا في ايطاليا للتباحث حول جريمة القتل العنصرية التي راحت ضحيتها مواطنة مصرية في ألمانيا.
لاقطات صوتية خفية في القمة
وعلى هامش القمة نقلت صحيفة "فايننشال تايمز"البريطانية عن مسؤول في قمة الثماني وجود "لاقطات صوتية خفية وضعت مسبقا بهدف بث أحاديث رؤساء القمة إلى الوفود المشاركة".
واستندت الصحيفة إلى "وثيقة" تم الحصول عليها من قبل أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للقمة يطالب فيها بالتكتم حيال الوفود الأخرى. وقالت إن "المسؤول ذاته أوضح أن خطة التنصت إلى أحاديث الرؤساء فشلت بسبب تسرب أخبار" بهذا الشأن.
وأفادت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن الناطق باسم قصر الحكومة الايطالية "كيجي" ماركو فينتورا نفى ما أوردته الصحيفة. وأكد أنه "ليست هناك أية قناة اتصال بين القادة والعالم الخارجي". وأوضح فينتورا في أنه "بالنسبة لرئيس القمة برلسكوني لن تكون هناك أية قناة سرية أو مختلفة عن بقية القنوات".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018