ارشيف من :أخبار عالمية

هل سيرصد جورج بوش جائزة للقبض على فلاديمير بوتين؟!

هل سيرصد جورج بوش جائزة للقبض على فلاديمير بوتين؟!

صوفيا ـ جورج حداد
حكاية اميركا مع العدالة الدولية كحكاية الفخاري الذي يركب أذن الجرة متى شاء، كيفما شاء واينما شاء.
فأميركا ترفض الانضمام الى محكمة جرائم الحرب الدولية، لمنع محاكمة جنودها وجنرالاتها ومسؤوليها امام هذه المحكمة، واميركا ترفض اعتبار معتقلي غوانتامو اسرى حرب تنطبق عليهم القوانين والاتفاقات الدولية بهذا الخصوص، وحتى ترفض ان تطبق عليهم القوانين الاميركية ذاتها، وتعاملهم معاملة استثنائية خارج اي عرف او قانون، ومع ذلك فهي تضع كل وزنها في كفة المطالبة بسوق من ترى انهم "مجرمو حرب" الى محكمة "العدل" الدولية في لاهاي، كما جرى قبلا لميلوسوفتش، الرئيس السابق لجمهورية صربيا، وبالامس لرادوفان كارادجيتش، الرئيس السابق لجمهورية الصرب في البوسنه والهرسك.
ولكنها حينما القي القبض على صدام حسين، خالفت رأي حلفائها وعملائها، ورفضت احالته الى المحكمة الدولية، خوفا من قيام صدام حسين (حليف اميركا الوفي لعشرات السنين) بنشر غسيلها الوسخ على أسطح العالم، ففضلت "محاكمته" وتصفيته ودفن اسراره معه... محليا!! مع ان جرائم نظام صدام تنطبق عليها تماما كل مواصفات "جرائم دولية".
واليوم تفضح اميركا نفسها وعملاءها، مرة اخرى، في المأساة التي ارتكبوها في جيورجيا واوسيتيا الجنوبية.
فبعد ان فشل مخطط اميركا بدفع جيورجيا الى اكتساح اوسيتيا الجنوبية، وابخازيا، تمهيدا لضم جيورجيا بقوة الى الحلف الاطلسي وتحويلها الى قاعدة عسكرية اميركية كبرى، خصوصا صاروخية، ضد روسيا، وبعد ان "انقلب السحر على الساحر"، واصبحت جيورجيا ذاتها "في قبضة" روسيا عمليا، عسكريا وسياسيا، .. تعمد اميركا الان الى استخدام ورقة "العدالة الدولية" بمفعول رجعي، وبطريقة مسرحية مضحكة ـ  مبكية.
وقد جاء في الانباء الواردة من تفليس ان جيورجيا قدمت شكوى ضد روسيا امام المحكمة الدولية، تتهمها فيها بالقيام بتطهير عرقي، حسبما اعلن كاخا لومايا، سكرتير مجلس الامن الجيورجي.
ومن جهة ثانية، اعلن لويس مورينو ـ اوكامبو، المدعي العام الرئيسي في محكمة الجنايات الدولية، انه تم الاتصال به من قبل تفليس بخصوص الاحداث في اوسيتيا الجنوبية ويمكن ان يبدأ التحقيق في هذه القضية.
وفي حين ان المحكمة الاولى هي مختصة بالدعاوى دولة ضد دولة، فإن المحكمة الثانية هي مختصة بالنظر في الدعاوى ضد الاشخاص، الذين يرتكبون جرائم كبرى، كالابادات الجماعية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية. ومقر المحكمتين هو في لاهاي.
وقال لومايا "ان السفير الجيورجي في هولندا قدم الى المحكمة الدولية دعوى بعنوان "دولة جيورجيا تدعي على روسيا"، بخصوص التطهير العرقي الذي نفذته روسيا في بلادنا في الفترة بين 1993 ـ 2008".
لماذا الان فقط تذكر نظام تفليس الموالي للغرب ان يقوم بهذه النقلة القانونية... بمفعول رجعي؟!
وهل ستستطيع اميركا ان تكسب بهذه المسرحية القانونية، التي لا هدف لها سوى البروباغندا، ما خسرته في ميدان المعركة السياسية والعسكرية في جيورجيا؟!

2008-08-15