ارشيف من :آراء وتحليلات
فاصلة: ذكرى الانتصار ومحاولات التأديب المتتالية

كتبت ليلى نقولا الرحباني
انها الذكرى السنوية للانتصار، لكن هل للانتصار يوم واحد لنحتفل به؟
الحقيقة ان كل يوم من ايام تموز وآب، هي ايام مجيدة للاحتفاء بالانتصار. كل يوم مر على المجاهدين الابطال وهم يصدون العدو هو يوم للاحتفاء بالانتصار. وكل يوم مر والاهالي صامدين رافعي الرؤوس شامخين، هو يوم لتكريس الانتصار.
لكن هل انتهت حرب تموز فعلياً لنعلن الانتصار؟ قد نكون كسبنا معركة فرضت علينا، ولكن هل كسبنا الحرب نهائياً لنحتفل وننتشي؟
قد يريد لنا البعض ان نسكر بنشوة الانتصار، فنعيش الافراح والليالي الملاح، بينما العدو يستعد كل يوم لينقضّ علينا وعلى اطفالنا. العدو يتربص بنا لمحاولة اجتثاثنا بشتى الوسائل الممكنة.
فعلياً، توقفت الاعمال الحربية في 14 آب 2006، ولكن الحرب استمرت بأشكال اخرى. فالاميركي الذي تكسر وانهار شرق أوسطه الجديد في قانا ومروحين وبنت جبيل ووادي الحجير... استمر في دعم بعض الفئات اللبنانية وتحريضها على المقاومة وأهلها ومن تفاهم معها.
ارادوا سحق وإزالة كل من شارك في النصر الالهي في حرب تموز 2006، لذلك قرروا معاقبة المنتصر على نصره، قرروا تأديب كل من وقف مع شعبه واهله لصد العدوان، فاستمرت الحرب بمعارك فرعية هنا وهناك.
ارادوا تأديب اللبنانيين على انتصارهم، ففرضوا عليهم وصاية خارجية بطربوش لبناني.
ارادوا تأديب الجيش اللبناني، فاغتالوه في نهر البارد، وفي قائد عملياته فرنسوا الحاج الذي اشتهر بدعمه للمقاومة وحفاظه على العقيدة العسكرية للجيش. اغتالوه ليمنعوا على الجيش الاحتفاء بانتصارين: على العدو الاسرائيلي في الجنوب وعلى الارهاب الاصولي في نهر البارد.. وها هي محاولات التأديب تستكمل اليوم: شهداء للجيش يسقطون في طرابلس، شهداء ابرياء جريمتهم الكبرى انهم نذروا انفسهم لهذا الوطن واهله.
ارادوا تأديب التيار الوطني الحر فشنوا الحملات الشعواء عليه، وصرفوا البترودولار لزعزعته من الداخل ففشلوا.. وعندما بات الشعب اللبناني حَكماً بينه وبينهم، باتت انتخابات المتن الفرعية مرتبطة بالامن القومي الاميركي، فكان الفشل نصيبهم ايضاً.
ارادوا تأديب العماد عون على وقوفه الى جانب اهله ضد العدوان، ارادوا معاقبته لانه منذ اليوم الاول قال: "انسان حزب الله يواجه الالة العسكرية الاسرائيلية، ولكن الانسان اخترع الالة وهو قادر على تعطيلها". أرادوا ثنيه عن خطه المقاوم الداعم للسيادة والتحرير والتفاهم، فحاولوا اغراءه بمناصب ووعود ورئاسة جمهورية، لكنهم لم يعرفوا ان هذا العماد ما زال يحتفظ لهم بنفس الكلمة الشهيرة التي قالها للاميركيين عام 1989، لقد قال لهم حينها: "اريد الحفاظ على الجمهورية ولا تهمني رئاسة الجمهورية".
اما اهل الانتصار وابناؤه وعائلته، اهل المقاومة ومجتمعها الذين عانوا ويعانون من جحود ابناء وطنهم، يصبرون على الضيم وعلى شعارات التخوين والكلام الجارح من اهل الشتيمة واربابها من اللبنانيين وغير اللبنانيين. هؤلاء باتت محاولات التأديب على الانتصار خبزاً يومياً لهم، فانطلقت الابواق والالسن وخرجت الافاعي من اوكارها، تريد الاقتصاص من اهل الارض لانهم دافعوا عن ارضهم، من اهل الجنوب لانهم رووا تراب الجنوب بدماء اطفالهم واولادهم... ارادوا الاقتصاص من القائد لانه انتصر، فاغتالوه. لكنهم لم يستطيعوا القضاء على الرضوان، لانه اكثر من رجل، انه اكثر من مجرد قائد... انه مدرسة خرّجت اجيالا من المجاهدين. الحاج رضوان بعد استشهاده بات رمزاً وعنواناً لكل وطني مقاوم، لكل مدافع عن الارض والسيادة، بات رمزاً لكل قيم التحرير والعنفوان والعزة.. لقد اعتقدوا انهم تخلصوا من الرضوان ولم يعلموا ان التخلص منه الآن يعني ابادة اجيال كاملة من اللبنانيين المقاومين.
لاهلنا المقاومين الصامدين في ذكرى الانتصار، نرفع رايات الاحترام والاجلال، ونؤدي التحية والاكبار، لاهل فقدوا رجالاً ونساءً وعائلات واطفالا، فقدوا بيوتاً وجنى العمر... وما بدلوا تبديلا.
الانتقاد/ العدد1290 ـ 15 آب/ أغسطس 2008
انها الذكرى السنوية للانتصار، لكن هل للانتصار يوم واحد لنحتفل به؟
الحقيقة ان كل يوم من ايام تموز وآب، هي ايام مجيدة للاحتفاء بالانتصار. كل يوم مر على المجاهدين الابطال وهم يصدون العدو هو يوم للاحتفاء بالانتصار. وكل يوم مر والاهالي صامدين رافعي الرؤوس شامخين، هو يوم لتكريس الانتصار.
لكن هل انتهت حرب تموز فعلياً لنعلن الانتصار؟ قد نكون كسبنا معركة فرضت علينا، ولكن هل كسبنا الحرب نهائياً لنحتفل وننتشي؟
قد يريد لنا البعض ان نسكر بنشوة الانتصار، فنعيش الافراح والليالي الملاح، بينما العدو يستعد كل يوم لينقضّ علينا وعلى اطفالنا. العدو يتربص بنا لمحاولة اجتثاثنا بشتى الوسائل الممكنة.
فعلياً، توقفت الاعمال الحربية في 14 آب 2006، ولكن الحرب استمرت بأشكال اخرى. فالاميركي الذي تكسر وانهار شرق أوسطه الجديد في قانا ومروحين وبنت جبيل ووادي الحجير... استمر في دعم بعض الفئات اللبنانية وتحريضها على المقاومة وأهلها ومن تفاهم معها.
ارادوا سحق وإزالة كل من شارك في النصر الالهي في حرب تموز 2006، لذلك قرروا معاقبة المنتصر على نصره، قرروا تأديب كل من وقف مع شعبه واهله لصد العدوان، فاستمرت الحرب بمعارك فرعية هنا وهناك.
ارادوا تأديب اللبنانيين على انتصارهم، ففرضوا عليهم وصاية خارجية بطربوش لبناني.
ارادوا تأديب الجيش اللبناني، فاغتالوه في نهر البارد، وفي قائد عملياته فرنسوا الحاج الذي اشتهر بدعمه للمقاومة وحفاظه على العقيدة العسكرية للجيش. اغتالوه ليمنعوا على الجيش الاحتفاء بانتصارين: على العدو الاسرائيلي في الجنوب وعلى الارهاب الاصولي في نهر البارد.. وها هي محاولات التأديب تستكمل اليوم: شهداء للجيش يسقطون في طرابلس، شهداء ابرياء جريمتهم الكبرى انهم نذروا انفسهم لهذا الوطن واهله.
ارادوا تأديب التيار الوطني الحر فشنوا الحملات الشعواء عليه، وصرفوا البترودولار لزعزعته من الداخل ففشلوا.. وعندما بات الشعب اللبناني حَكماً بينه وبينهم، باتت انتخابات المتن الفرعية مرتبطة بالامن القومي الاميركي، فكان الفشل نصيبهم ايضاً.
ارادوا تأديب العماد عون على وقوفه الى جانب اهله ضد العدوان، ارادوا معاقبته لانه منذ اليوم الاول قال: "انسان حزب الله يواجه الالة العسكرية الاسرائيلية، ولكن الانسان اخترع الالة وهو قادر على تعطيلها". أرادوا ثنيه عن خطه المقاوم الداعم للسيادة والتحرير والتفاهم، فحاولوا اغراءه بمناصب ووعود ورئاسة جمهورية، لكنهم لم يعرفوا ان هذا العماد ما زال يحتفظ لهم بنفس الكلمة الشهيرة التي قالها للاميركيين عام 1989، لقد قال لهم حينها: "اريد الحفاظ على الجمهورية ولا تهمني رئاسة الجمهورية".
اما اهل الانتصار وابناؤه وعائلته، اهل المقاومة ومجتمعها الذين عانوا ويعانون من جحود ابناء وطنهم، يصبرون على الضيم وعلى شعارات التخوين والكلام الجارح من اهل الشتيمة واربابها من اللبنانيين وغير اللبنانيين. هؤلاء باتت محاولات التأديب على الانتصار خبزاً يومياً لهم، فانطلقت الابواق والالسن وخرجت الافاعي من اوكارها، تريد الاقتصاص من اهل الارض لانهم دافعوا عن ارضهم، من اهل الجنوب لانهم رووا تراب الجنوب بدماء اطفالهم واولادهم... ارادوا الاقتصاص من القائد لانه انتصر، فاغتالوه. لكنهم لم يستطيعوا القضاء على الرضوان، لانه اكثر من رجل، انه اكثر من مجرد قائد... انه مدرسة خرّجت اجيالا من المجاهدين. الحاج رضوان بعد استشهاده بات رمزاً وعنواناً لكل وطني مقاوم، لكل مدافع عن الارض والسيادة، بات رمزاً لكل قيم التحرير والعنفوان والعزة.. لقد اعتقدوا انهم تخلصوا من الرضوان ولم يعلموا ان التخلص منه الآن يعني ابادة اجيال كاملة من اللبنانيين المقاومين.
لاهلنا المقاومين الصامدين في ذكرى الانتصار، نرفع رايات الاحترام والاجلال، ونؤدي التحية والاكبار، لاهل فقدوا رجالاً ونساءً وعائلات واطفالا، فقدوا بيوتاً وجنى العمر... وما بدلوا تبديلا.
الانتقاد/ العدد1290 ـ 15 آب/ أغسطس 2008