ارشيف من :أخبار لبنانية

تسع سنوات على عدوان تموز و’الإنتصارات في ديارنا عامرة’

تسع سنوات على عدوان تموز و’الإنتصارات في ديارنا عامرة’
لم تُبدّل السنوات التسع التي مرّت على ذكرى تموز ذاك الشعور الذي عاشه اللبنانيون. نشوة النصر حاضرة في وجدان كل شريف. قصة "الإنتصار" يرويها كل منزل من منازل الجنوبيين. لهؤلاء ذكريات كثيرة وكثيرة يتداولونها من جيل الى جيل. يروون حكاياهم، فيلمع محياهم نصراً وعزة.

33 يوماً من القتل والتهجير والدمار لم تُبعد أشرف الناس قيد أنملة عن خط المقاومة. الأيام العجاف زادتهم قوةً وعزيمة على مواجهة الإحتلال مهما كانت الأثمان. الإنتصارات التي سجّلها رجال الله في الميدان، والوعد الصادق الذي بشّر به سيد المقاومة، زادهم يقيناً بأنّ جواد النصر آت على عجل
.

في رحاب تموز 2006 قيل الكثير. البداية كانت من الشعار الذي رفعه حزب الله "نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون"، فكانت عملية "الوعد الصادق". هاجمت المقاومة الاسلامية صباحاً قوة عسكرية "إسرائيلية" في "خلّة وردة" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة فقتلت ثلاثة جنود وأسرت آخرَين.

تسع سنوات على عدوان تموز و’الإنتصارات في ديارنا عامرة’
السيد نصر الله في مهرجان النصر الالهي عام 2006

عملية الأسر قضّت مضاجع العدو الذي دفعه "حقده" لقصف القرى اللبنانية وقطع الطرقات والجسور أمام الناس بهدف تقطيع أوصال المناطق الجنوبية.

فكان رد المقاومة حاضرا. مواقع الاحتلال في مزارع شبعا والمرابض المدفعية "الإسرائيلية" في الجولان السوري المحتل والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، لم تسلم من صواريخ المقاومة التي ألهبت الداخل الصهيوني.

أيام على العدوان الصهيوني، عانى اللبنانيون خلالها شظف العيش. هجروا من مكان لآخر. ارتكبت بحقهم مجازر مروعة. مروحين، سلعا، صريفا وغيرهم من البلدات شاهدة على وحشية العدوان الصهيوني الذي لم يترك حجراً ولا بشراً إلا وصب نار حقده وإجرامه عليه. ذاك الإجرام الذي لم يُرهب يوماً "أشرف الناس" الذين استمدوا قوتهم من قوة سيد المقاومة وشعاره الشهير الذي وعد به اللبنانيون بالنصر في إطلالته التلفزيونية الشهيرة.

أما المقاومون فقد استمدوا معنوياتهم العالية من التحية التي وجهها الأمين على الدماء لهم خلال المؤتمر الصحفي الذي أكّد فيه أن "لا سبيل لعودة الأسيرين إلا بالتفاوض غير المباشر في إطار عملية تبادل"، كما اعلن معادلته الشهيرة التي تقضي باستهداف "تل أبيب" في حال نفذ العدو تهديداته باستهداف العاصمة بيروت.     

تسع سنوات على عدوان تموز و’الإنتصارات في ديارنا عامرة’
تسعة أعوام على عدوان تموز 2006

سجّل المقاومون على مدى 33 يوماً انتصارات مشرفة رُفعت لها القبعة على امتداد العالم. مفاجأة تلو المفاجأة سجّلها المقاومون. استهداف البارجة "ساعر" (حانيت) كان أول الغيث. المجزرة التي نفذها المجاهدون بدبابات "الميركافا" بطرازها المتطور من الجيل الرابع، أذهلت الصديق قبل العدو. تحوّلت دبابات المحتلين الى نعوش في "وادي الحجير" الذي أضحى مقبرة ومحرقة حقيقية للدرع "الإسرائيلي".

وليس إسقاط مروحية للعدو بصاروخ جديد من نوع "وعد" في تلة مريمين غرب بلدة ياطر إلا شاهد آخر على الهزائم التي بدأت في كيان العدو ولم تنته، حتى اضطر العدو الصهيوني الى إنهاء عدوانه مرغماً تحت وقع الهزائم، التي رسمها المجاهدون فسجلوا للبنان والعالم العربي تاريخاً جديداً من الإنتصارات.


2015-07-13