ارشيف من :آراء وتحليلات

هل ينفرط عقد الائتلاف الحاكم في تونس؟

 هل ينفرط عقد الائتلاف الحاكم في تونس؟

 

تعيش تونس هذه الأيام على وقع أزمة حقيقية تهدد بانفراط عقد الائتلاف السياسي الحاكم المتكون من الحزب الأغلبي حركة نداء تونس، وحركة النهضة، وحزب آفاق تونس، والاتحاد الوطني الحر. وسبب هذه الأزمة هو التعيينات الجديدة المتعلقة بالولاة (المحافظين) والمعتمدين (القائم مقام) وذلك بخلاف المناصب الديبلوماسية.


فهذه الأخيرة لن تخضع على ما يبدو للمحاصصات بين مختلف الأحزاب الحاكمة وستكون من نصيب كفاءات من أبناء وزارة الخارجية من الديبلوماسيين. فقد حرصت نقابة موظفي وزارة الخارجية على فرض إرادتها على ما يبدو بتعيين سفراء وقناصل من أبناء الوزارة وليس من خارجها ويبدو أن وزير الخارجية ورئيس الجمهورية بصدد الاستجابة لهذه المطالب من خلال التعيينات الأخيرة التي شملت عددا من البعثات الديبلوماسية التونسية بالخارج.

انتقادات شديدة

وتوجه انتقادات شديدة إلى حركة نداء تونس من قبل جمهور ناخبيها وأنصارها بسبب ما راج من إمكانية تعيين ولاة من حركة النهضة خلال التسميات الأخيرة. فقد تضمنت الوعود الانتخابية للنداء اجتثاث المسؤولين الذين عينتهم حركة النهضة على أساس الولاء والذين يتهمون بخدمة أجندات الحركة الإخوانية على حساب الدولة خلال فترة حكم الترويكا.


لكن على ما يبدو فإن الحزب الأغلبي (النداء) قد تنكر لوعوده الانتخابية في هذا المجال وذهب باتجاه منح حركة النهضة مناصب جديدة في أجهزة الدولة. وحجة الندائيين في هذا الإطار أنهم لم يتحصلوا في الانتخابات على الأغلبية المريحة التي تمكنهم من الحكم بصورة منفردة ودون إشراك حركة النهضة سواء في الحكومة أو في التعيينات في المناصب الإدارية.

 هل ينفرط عقد الائتلاف الحاكم في تونس؟

المحاصصة من جديد

ولعل ما كان يعاب على الترويكا الحاكمة السابقة بقيادة حركة النهضة أنها اعتمدت المحاصصة في التعيينات والولاء الحزبي على حساب الكفاءة، وكان يعتقد أن من سيرثهم في الحكم سينتهج طريقا جديدا يقطع من إخلالات الماضي. إلا أن ما تم تسريبه من معلومات بشأن التعيينات الجديدة يفيد بأن حركة نداء تونس تسير على درب أسلافها.
فكثير من الأسماء تعوزها الكفاءة لنيل هذه المناصب الرفيعة وسبب تعيينها هو بالأساس الولاء لهذا القيادي الحزبي أو ذاك. كما أن المحاصصة واقتسام كعكة الحكم هو الطاغي على هذه التعيينات التي سيعلن عنها خلال الأيام القادمة والتي تخضع لبعض المراجعات والتعديلات وفق ما رشح من أنباء من مصادر حكومية مطلعة.

آفاق تونس والحر

وعلى ما يبدو فإن حزبي آفاق والاتحاد الوطني الحر غير قابلين بما تم منحه لهما من مناصب في إطار هذه المحاصصة وتؤكد عديد الأطراف أن إمكانية انسحابهما من الائتلاف الحكومي واردة إذا لم يقع الترفيع في "الحصة" المخصصة لهما. وفي حال انسحبا لن يبقى لنداء تونس من حليف سوى حركة النهضة.
لذلك فإن البعض يربط بين ما يسرب من تهديد هذين الحزبين بالانسحاب وبين المفاوضات التي تجري من قبل حركة نداء تونس مع الهاشمي الحامدي صاحب قناة المستقلة التي تبث من لندن وزعيم تيار المحبة من أجل توسعة الائتلاف الحاكم. فحركة نداء تونس بصدد البحث عن حليف جديد خوفا من مغادرتها كراسي الحكم.

2015-08-08