ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: تبدّد وهم التعايش بين العرب واليهود في القدس
كتب المعلق العسكري في صحيفة "معاريف"، ألون بن ديفيد، أنّ آخر مظاهر وهم القدس الموحدة آخذ بالتبدد. فالقدس هي التي تقود في هذه اللحظة موجة العمليات الحالية، وغياب الفصل بين "الاسرائيليين" والفلسطينيين في القدس سيواصل جعل الحياة سهلة على المخربين التالين" حسب قوله.
وأضاف الكاتب "ابتداء من يوم أمس تفرض الشرطة نوعاً من الاغلاق على الاحياء في شرقي القدس، ولكننا بصفتنا خريجي الانتفاضة الثانية نعرف بان الاغلاق دون عائق مادي لن يجدي نفعا. فالناس الاخيار سيمرون عبر الحاجز وسيخضعون للتفتيش، اما المخربون فسيختارون واحدا من الطرق الاخرى التي لا حصر لها للمرور الى غربي المدينة".

معاريف
ويتابع بن ديفيد بالقول "صحيح أن الغالبية المطلقة، وربما حتى 99 في المئة من السكان الفلسطينيين لا يشاركون في المواجهة الحالية، ولكن يكفي بضع عشرات من منفذي العمليات ليمزقوا الخيوط الاخيرة لوهم التعايش". "اسرائيل" يمكنها أن تدفع لنشر الكثير من افراد الشرطة قدر الامكان وبالمجسمات الاسمنتية في مداخل قرى القدس، ولكن حين تكون المسافة بين الحي اليهودي والفلسطيني عشرة أمتار – فان جدارا او سورا فقط يمكنه أن يعطي الامن" حسب تعبيره.
وأردف ألون بن ديفيد انه "لا احتمال أن تتجرأ حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو على نصب عائق في القدس وتقسيم المدينة عمليا. وعليه فإن حملة السكاكين يمكنهم ان يواصلوا التجوال فيها كما يشاءون".
ويخلص ألون بن ديفيد الى القول ان ""ما يسمى "موجة ارهاب" ولم يتوفر لنا بعد اسم مناسب اكثر، سترافقنا على ما يبدو لأيام طويلة اخرى، من المهم مواصلة ابقاء حماس في غزة، المنظمات المسلحة في الضفة الغربية وعرب "اسرائيل" خارج هذه المواجهة، والتركيز على قلب المشكلة، القدس. لا يوجد حلول مطلقة لهذا الوضع، واضح أن اجواء سياسية افضل كانت ستبرد الميدان، ولكن لا يمكن خلق اجواء كهذه بين القيادات "الاسرائيلية" والفلسطينية الحالية. وعليه فإنه ينبغي مواصلة الكفاح بكل الوسائل الممكنة ضد هذا الارهاب، في ظل الفهم بانه سيرافق حياتنا على الاقل في الفترة القريبة القادمة" حسب تعبيره.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018