ارشيف من :أخبار لبنانية

معاريف : نصر الله سحر الحكومة اللبنانية

معاريف : نصر الله  سحر الحكومة اللبنانية
اضافة الى تعاظم قوة حزب الله العسكرية وامكانية امتلاكه اسلحة جديدة وقوية كسلاح ضد الطيران بحسب صحيفة معاريف، فإنه يجب على من يريد مواجهة حزب الله امعان النظر ايضا بتعاظم قوة حزب الله سياسيا في لبنان والانتصارات التي يحققها بشكل متكرر ومتنام على الصعيد السياسي الداخلي  كما الى انغراس حزب الله في المجتمع اللبناني وتزايد التأييد له، اضافة الى بند تكريس المقاومة في البيان الوزاري كحق دستوري.
 مراسل صحيفة معاريف للشؤون العربية جاكي خوجي يعتبر ان السيد حسن نصر الله سحر الحكومة اللبنانية فبدل ان تنقلب على حزب الله وتقيده ها هو يتغلب عليها، كما يخلص الى ان الجدل حول سلاح حزب الله لم يعد ساريا كما كان.
 ويقول الكاتب: "في الوقت الذي يتبادل فيه وزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني الضربات والتراشق الكلامي بينهما حول منفعة وفائدة قرار الامم المتحدة 1701، يواصل حزب الله بناء قوته السياسة في لبنان وترسيخها. الاهتمام في النقاش الشعبي الاسرائيلي يميل الى اعطاء وزن كبير تحديداً لترسانة حزب الله المسلحة وتهميش التطورات التي تعصف في لبنان داخليا. صحيح ان الصواريخ الروسية المتطوره المضادة للطائرات قد تحدث تغيراً سيئا في صورة المعركة ان وصلت الى أيادي حزب الله، ولكن خلافا لفتح التي تراجعت في المعركة في مواجهة الجيش الاسرائيلي واقتلعت من لبنان، حزب الله منغرس في المجتمع اللبناني بصورة عميقه. وجوده لا يرتكز على السلاح وحده وازدياد قوته العسكرية هو عامل هامشي في بناء قوته. الاهم منه هو تعاظم قوته سياسيا.
مع مرور الوقت ينجح نصرالله ومن حوله في توسيع دائرة انصارهم ودق وتدٍ اكثر عمقا في مراكز القوة الاجتماعية . الان بعد ان اجتازوا الحرب ونجحوا في اسقاط حكومة فؤاد السنيورة المؤيدة لامريكا، قام نصرالله واعوانه بتشكيل حكومة حسب رؤيتهم وطابعهم. هذه الحكومة التي شكلت بموافقة من حزب الله وباتفاق معه ويشارك فيها ممثلون عنه، صادقت في يوم الثلاثاء الماضي على برنامجها الذي ينص في بنده السادس والعشرين كما يلي: "من حق لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته ان يحرروا او يستعيدوا مزارع شبعا المحتلة وتلال كفار شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر وان يدافعوا عن لبنان ضد اي عدوان وان يتمسكوا بحقه في مياهه في كل الوسائل المشروعه الموجودة بأيديهم".
معنى هذا البند واضح: العمليات ضد اسرائيل تصبح من الان سياسة رسمية للحكومة اللبنانية. بدلا من ان تنقلب هذه الحكومة على حزب الله وتقيده ، ها هو يتغلب عليها ويسحرها. كل المطالب التي طرحها المعسكر المعتدل في لبنان على حزب الله عشية الحرب وبعدها على وجه الخصوص، عندما مر في حالة ضعف مؤقته، قد تم سحقها. قرار معارضي نصرالله الذي يعتبر ان حزب الله قد استلب من الدولة حقها في اتخاذ قرارات بشأن قرارات الحرب والسلام اصبح الان جزءاً من برنامج الدولة. الجدل حول نزع سلاح حزب الله لم يعد ساريا او مؤثراً كما كان. المسألة لا تقتصر فقط على عدم نزع سلاح حزب الله، بل ان من حقه من الان فصاعدا بل ومن واجبه ان يخرج في صراع ضد اسرائيل بدعم سياسي ودستوري.
في يوم الاربعاء زار ميشيل سليمان رئيس لبنان الجديد دمشق. في ختام الزيارة صرحت الدولتان بأنهما قد قررتا اقامة علاقات دبلوماسية رسمية ومأسسة السفارات. دمشق الاسد لم تكن لتصرح بمثل هذا الامر لولا ان حزب الله يمسك بخيوط حكومة بيروت. مع مرور عامين على اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان، سحب انجاز جديد من اسرائيل كانت قد سعت لتسجيله في تلك المعركة: اضعاف حزب الله. ليس هناك اي امر الان يحول دون مواصلة حزب الله لحملة انتصاراته ومحاولة السيطرة على البرلمان. هذه الحركة قد احتلت مكانها في الدولة اللبنانية من الان سياسيا واجتماعيا. من يسعى للمس بقوة حزب الله ملزم بأن يتذكر ان هذه القوة لم تترسخ من خلال القوة العسكرية وحدها. يتوجب من الان التعامل مع حزب الله باعتباره دولة ومن يريد ان يضعفه يحسن صنعاً ان اضاف لاستراتيجيته العسكرية اعتبارات دبلوماسية ومدنية واقتصادية".
 
2008-08-18