ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: سياسات الرياض تجر ’الاوبك’ نحو الهاوية وتقوي ’داعش’
توقعت صحف اميركية معروفة ان تواجه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما قرارات كبرى بشأن الملف السوري، وذلك على ضوء اجتماع فيينا الثاني حول سوريا وقمة دول العشرين التي ستنعقد في تركيا نهاية هذا الاسبوع.
من جهة أخرى، تضمنت منشورات صحف غربية تحذيرًا من سياسات الرياض النفطية وإبقاء أسعار النفط منخفضة، معتبرة أن ذلك يصب في مصلحة تنظيم "داعش".
واشنطن أمام قرارات كبرى في الملف السوري
صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقريراً اعتبر ان ادارة اوباما ستواجه قرارات كبرى حول سوريا طالما حاولت تجنبها، وذلك خلال فترة نهاية الاسبوع حيث يعقد اجتماع ثان في فيينا لبحث الازمة السورية.
وأشار التقرير الى أن حلفاء واشنطن ينوون الضغط على وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال هذا الاجتماع بغية موافقة واشنطن على توسيع لائحة جماعات المعارضة التي تصنف معتدلة و الاعتراف بجماعات اسلامية صنفتها الادارة الاميركية حتى الآن بالمتطرفة.

ولفت التقرير الى ان اوباما سيجتمع بنظيره التركي رجب طيب اردوغان على هامش قمة دول العشرين في منتجع انطاليا التركي. و ذكّر بان اردوغان قد صرح يوم امس بان سوريا ستكون من اهم المواضيع التي ستبحث خلال هذه القمة، مضيفاً انه سيدفع اكثر بمطلبه اقامة منطقة آمنة تحت الحماية الاميركية على الحدود السورية التركية.
التقرير افاد ان كيري سيلقي كلمة هامة اليوم الخميس قبل توجهه الى فيينا، وأضاف في الوقت نفسه نقلاً عن مسؤول اميركي رفيع بان في حال عدم نجاح مساعي كيري "ربما ستكون هناك محاولة واحدة اخرى". ولفت التقرير الى ان التوافق فيما يخص لائحة التنظيمات الارهابية لا يتخطى داعش و جبهة النصرة، و انه لا توافق فيما يخص الجماعات الاخرى. فقال ان السعودية و تركيا و حلفاء آخرين للولايات المتحدة تطالب الاخيرة بتوسيع لائحة جماعات المعارضة المعترف بها لتشمل التنظيمات الاسلامية مثل احرار الشام و غيرها.
التقرير ذكر ان احرار الشام تعاونت احياناً مع جبهة النصرة، ولفت إلى أن الادارة الاميركية لا تعتبر احرار الشام من بين جماعات المعارضة المعتدلة المؤهلة للمشاركة بالعملية الانتقالية في سوريا.
هذا ونقل التقرير عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان الاتفاق على لائحة محددة للجماعات الارهابية سيتطلب تنازلات من عدة اطراف، بمن فيها الولايات المتحدة. كما نقل عن هاموند قوله ان "السعوديين لن يوافقوا ابداً على تصنيف احرار الشام بالارهابيين".
ونقل التقرير ايضاً عن المسؤول الاميركي انه "بينما قد يكون كيري مستعداً للقبول بتوسيع لائحة التنظيمات المقبول بها، فانه ليس معلوماً ما اذا كان البيت الابيض سيقبل بذلك، ورأى التقرير ان نتائج اجتماع فيينا ستتوقف بشكل كبير على ما يحصل في قمة دول العشرين.
مخاطر سياسات الرياض النفطية
من جهتها، نشرت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية تقريرًا بعنوان "السعودية تخاطر بتدمير منظمة اوبك (الدول المصدرة للنفط) وتغذية الوحش المتمثل بداعش". وأشار التقرير الى حالة استياء لدى بعض الدول الاعضاء في المنظمة من الرياض بسبب انخفاض اسعار النفط، حيث لفت الى ما قاله وزير الطاقة الجزائري السابق لجهة وجوب النظر في تعليق عضوية بلاده بالمنظمة في حال عدم استعداد اوبك الدفاع عن اسعار النفط ومجرد العمل كاداة للنظام السعودي.
التقرير اعتبر ان السعودية قادرة على القيام بما تريده خلال قمة الاوبك التي ستنعقد في فيينا اوائل الشهر المقبل، إذ تتطيع الرياض كالبلد "المهيمن على المنظمة" مواصلة ضخ النفط وابقاء الاسعار تحت خمسين دولار مقابل البرميل. ولفت الى ان الرياض تستطيع رفض مطالب دول مثل فنزويلا و الاكوادور والجزائر بخفض الانتاج ورفع الاسعار الى ما يقارب 75 دولار مقابل البرميل. غير انه اضاف ان القيام بذلك يشكل انتهاكاً لميثاق المنظمة.
ونقل التقرير عن المحللة السابقة في مجال النفط لدى وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ، “Helima Croft” ان "السعودية تتصرف بما يتناقض مباشرة مع مصالح نصف اعضاء المنظمة و تجر اوبك الى الهاوية". كما اشار في السياق ذاته الى ان السعوديين يحتاجون اوبك،خاصة و انها الاداة التي يستفيدون من خلالها من قوتهم و نفوذهم العالمي.
وحذر التقرير ايضاً من انه على ولي ولي العهد محمد بن سلمان توخي الحذر، حيث سيكون من الصعب اشعال ازمة داخل اوبك بعد اشهر قليلة من توريط بلاده في حرب مع اليمن. ونقل عن "Croft" بان ذلك سيؤدي الى "تأجيج الغضب داخل المملكة ويعزز الاعتقاد بانهم (اعضاء القيادة الحاكمة في الرياض) لا يعرفون ما الذي يقومون به".

التقرير اشار الى تقديرات وكالة الطاقة العالمية التي تقول ان انخفاض اسعار النفط قلصت ارباح الاوبك من مبلغ تريليون دولار في العام الى 550 مليار دولار في العام، ما أشعل أزمة مالية قد تتحول الى أزمة جيوسياسية اوسع.
كما تحدث التقرير عن توقعات خاطئة للاوبك لجهة استمرار زيادة الطلب على النفط، حيث اشار الى ما تعهدت به بعض الدول قبيل مؤتمر التغير المناخي الذي سينعقد في باريس نهاية الشهر الجاري، والتي تفيد بحصول تحول جذري في المشهد العالمي على صعيد الطاقة.
وأضاف انه ليس مؤكد ما اذا كانت السعودية ستستطيع مواصلة دعم حلفائها في المنطقة وتمويل مصر، التي تواجه صعوبة اساساً بهزيمة عناصر داعش في سيناء.كما لفت ان جماعة تابعة لداعش باتت متواجدة في ليبيا و شنت هجمات في الجزائر،حيث تمول ارباح النفط و الغاز شبكة الرعاية الاجتماعية.
وتطرق التقرير الى العراق، فقال ان هذا البلد يدخل ازمة اقتصادية بسبب انخفاض اسعار النفط، ما دفع الحكومة العراقية الى تقليص التمويل للحشد الشعبي الذي يقاتل داعش. ونقل عن "Croft" تحذيرها من ان داعش بات متواجداً قرب منشآت النفط القريبة من البصرة، وان التنظيم الارهابي يملك القدرة على استهداف منشآت الطاقة ولديه حافز للقيام بذلك ايضاً، حيث يعتبر انتاج النفط اهم مصادر التمويل للجماعة.
و في هذا السياق ذكّر بالعملية التي شنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على منشأة الغاز في عين امناس في الجزائر قبل عامين، والتي قتل على اثرها 39 رهينة اجنبية. كما نقل عن "Croft" قلقها من ان يستهدف داعش احدى المنشآت النفطية الكبرى. واشار الى ان السعودية نفسها عرضة للخطر، حيث حصلت خمس هجمات متصلة بداعش على الاراضي السعودية منذ شهر ايار/مايو الماضي. واضاف ان ذلك شمل هجوما على نقطة امنية قرب مدينة بقيق النفطية.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018