ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: نفاق اميركي سعودي تركي في محاربة ’داعش’

الصحف الاجنبية: نفاق اميركي سعودي تركي في محاربة ’داعش’

تحدثت الصحف الاميركية عن رفض واشنطن التعاون مع موسكو فيما يخص قصف الارهابيين في سوريا، خاصة وأن التحالف المنضوي تحت لوائه تركيا ودول الخليج ولا سيما السعودية يتجاهل عمدًا محاربة "داعش"، في وقت كُشف عن مساع تبذلها جماعات معارضة سورية للانقلاب على مؤتمر فيينا.

صحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين اميركيين ان الولايات المتحدة وحلفاءها صعّدوا بشكل كبير الضربات الجوية التي تستهدف حقول النفط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش شرق سوريا. واشار التقرير الى ان هذا المسعى يهدف الى تعطيل احد اهم موارد التمويل لدى الجماعة، مضيفاً ان الارباح النفطية لدى داعش يبلغ قيمتها 40 مليون دولار كل شهر، بحسب تقديرات وزارة الخزانة الاميركية.

وافاد التقرير أن اولى ملامح هذه الاستراتيجية ظهر في الحادي والعشرين من شهر تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، عندما ضربت الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي 26 هدفاً في حقل عمر النفطي، وهو احد اكبر المنشآت النفطية في سوريا. واضاف ان المحللين العسكريين الاميركيين يقدرون بان حقل عمر يأتي بارباح تتراوح قيمتها بين 1.7 و 5.1 مليون دولار لصالح داعش كل شهر، كما لفت الى ان الطائرات الحربية الفرنسية استهدفت حقلا نفطيا آخر يقع على مسافة قريبة (من حقل عمر) في وقت سابق هذا الاسبوع.

التقرير كشف بان العملية تهدف الى شل ثمانية حقول نفطية اساسية، اضافة الى ثلثي المصافي النفطية والمنشآت الاخرى لاستخراج النفط التي يسيطر عليها داعش. واشار التقرير الى ان تصعيد استهداف المنشآت النفطية يأتي في سياق مسعى ادارة اوباما تسريع وتيرة الحملة ضد داعش. ولفت الى ان قائد الحملة الجنرال "تشارلز براون" كان قد صرح الاسبوع الفائت بان طائرات التحالف الدولي تكثف هجماتها على عدد من المواقع مثل منشآت انتاج النفط ومصانع العبوات وغيرها من المواقع التابعة لداعش.

الصحف الاجنبية: نفاق اميركي سعودي تركي في محاربة ’داعش’

كذلك كشف التقرير عن مسؤولين اميركيين ان استهداف المنشآت النفطية يأتي بعد اسابيع من التخطيط ودراسة ثمانية حقول نفطية رئيسية، وهي عمر، والتنك، والاصباح وسيجان والجفرة والازرق والبرغوث وابو حردان. كما نقل عن هؤلاء بان الهدف هو تعطيل هذه المنشآت لفترة تتراوح بين ستة اشهر وسنة.

واشار التقرير ايضاً الى ان واشنطن نقلت عددا من الطائرات الاستطلاعية من القواعد الموجودة في منطقة الخليج الى قاعدة انجرليك التركية، حيث تصبح على مسافة اقرب من الاراضي السورية. كما كشف عن أن العملية اطلق عليها اسم "الموجة العارمة اثنين"، المسوحاة من عملية "الموجة العارمة" التي استهدفت القطاع النفطي في رومانيا خلال الحرب العالمية الثانية، بهدف اضعاف المانيا النازية.

بدورها، صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريراً حول تصريحات المسؤولين الاميركيين بان الطائرات الاميركية من دون طيار استهدفت الرجل الملقب "بالجهادي جون"، وهو الارهابي الداعشي الذي قام بقطع رأس عدد من الرهائن الغربيين. الا ان التقرير اوضح ان البنتاغون لا يزال يعمل على معرفة ما اذا كانت الضربة الجوية ادت الى مقتل الارهابي البريطاني، محمد اموازي.

واشار التقرير الى تصريح المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك الذي أعلن أن الضربة حصلت في محيط مدينة الرقة، وان واشنطن في صدد تقييم نتائج العملية. وقال التقرير انه وفي حال تم تأكيد مقتل اموازي، فسيأتي ذلك بعد اكثر من عام من المساعي الغربية لاستهداف هذا الارهابي الذي خرج الى الاضواء بعد نشر شريط الفيديو الذي يظهره وهو يقوم باعدام الصحفي الاميركي جيمس فولي، وذلك في شهر آب/اغسطس من العام الماضي.

كذلك تطرق التقرير الى ما كشفه رهائن سابقين لدى داعش بان امزاوي قام بعمليات تعذيب وضرب للرهائن. ونقل التقرير عن مسؤول اميركي اشترط عدم كشف اسمه ان الغارة الاميركية ربما استهدفت ايضاً عناصر آخرين تابعين لداعش من التبعية البريطانية.

رفض أميركي للتعاون مع روسيا

مراسل الشؤون الدبلوماسية والدفاعية في صحيفة الاندبندنت "كيم سينغوبتا" كتب مقالة تحدث فيها عن رفض اميركي المطالب الروسية بتوفير المعلومات حول جماعات المعارضة السورية المدعومة غربياً من اجل تفادي تعرضها للغارات التي تشنها موسكو. وقال الكاتب ان السبب المعلن لهذا الرفض الاميركي هو الخشية من ان يستفيد الكرملين من هذه المعلومات لقصف هذه الجماعات، وفق تعبيره.

غير أن الكاتب نقل عن مسؤولين أميركيين اعترافهم في الجلسات المغلقة بانه من المنطقي توفير المعلومات، خاصة وان ذلك سيصعب على الروس تبرير استهداف المعتدلين.
على ضوء ذلك قال الكاتب أن السبب الحقيقي لعدم توفير الأميركيين هذه المعلومات للجانب الروسي يعود الى خشية إدارة أوباما من ان تتهمها الدول العربية الحليفة والمشاركة بالتحالف الدولي ضد داعش، بمساعدة موسكو.

غير أن الكاتب رأى أن التحالف الذي قامت بتشكيله واشنطن بدأ يتفتت، وقال: بينما شكل هذا التحالف من أجل إظهار الحملة العسكرية بأنها ليست مجرد حملة غربية، إلا أن السعودية ودولا خليجية أخرى شبه غائبة عن أية عمليات عسكرية ضد داعش، حيث تتركز جهودها على اليمن. كما شدد على أن الأغلبية الساحقة من الضربات الجوية التركية إنما تستهدف حزب العمال الكردستاني بدلاً من داعش.

في الوقت نفسه، أشار الكاتب الى وجود دولة واحدة في التحالف تسلك مساراً مختلفا، وهي الاردن، إذ تنسق عن كثب مع الروس في تحديد اماكن تواجد قوات المعارضة التي تدعمها عمان في منطقة درعا.(بغية تفادي قصفها) . ولفت الكاتب الى تصريحات الملك الاردني عبد الله الثاني التي قال فيها  "اذا كان الاوروبيون يتعاملون مع قلق رئيسي يتمثل بالمقاتلين الاجانب، فان ذلك ينطبق ضعفين على روسيا. فهم (الروس) يواجهون مشكلة كبرى ايضاً مع المقاتلين الاجانب، بالتالي عليهم التعامل مع تهديد داعش".

كما اشار الى تصريحات الملك الاردني لجهة ضرورة مشاركة روسيا في الملف السوري من اجل انهاء اراقة الدماء و التوصل الى حل سياسي، حيث قال عبد الله ان "الروس هم الوحيدون الذين يستطيعون تقديم الضمانات للنظام بانه سيكون جزءا من مستقبل البلاد"، وتوقع الكاتب ان تلعب الاردن دورا هاماً للولايات المتحدة في سوريا، لافتاً الى وجود برنامج جديد لتدريب المجندين (ممن يسمى المعارضة المعتدلة) مركزه الاردن.

انقلاب على فيينا

من جانبه، كتب الصحفي الاميركي "جوش روغين" مقالة نشرت على موقع بلومبرغ تحدث فيها عن مساع تبذلها جماعات معارضة سورية لسلك مسار مختلف عن مسار فيينا،
وكشف الكاتب ان وفداً من ممثلي المعارضة السورية زار الولايات المتحدة الاسبوع الماضي من اجل تقديم نتائج مشروع بدأ العمل عليه منذ عامين، يضم طيف واسع من الفصائل السياسية السورية، وكذلك الجماعات الاثنية و الكتائب المقاتلة.

ونقل الكاتب عن عضو اللجنة السياسية بالائتلاف السوري حسن هاشمي قوله ان "اختيار المجتمع الدولي لمن سيشارك بالعملية لن ينجح" بسبب رد الفعل الغاضب الذي سيظهر على الارض.

هذا وأفاد الكاتب ان المشروع بدأ في معهد بروكنغز في الدوحة، وتضمن علويين وسنة واكراد وسلفيين ومسيحيين، كما افاد عن مشاركة حركة الاخوان المسلمين في سوريا. وكشف ايضاً ان المدير السابق لمعهد بروكنغز في الدوحة سلمان شيخ قد بدأ العمل على هذا المشروع و انه يواصل العمل عليه.

كما افاد ان الوفد الذي يزور الولايات المتحدة التقى الاسبوع الفائت مع مسؤولين في البيت الابيض و وزارة الخارجية الاميريكة و كذلك الامم المتحدة، بمن في ذلك السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنثا باور، فضلا عن لقائهم قادة لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ.

وحسب الكاتب فان الاستراتيجية التي اعدتها المعارضة السورية تهدف الى وقف اعمال العنف ورفع الحصار عن ادخال المساعدات الانسانية. واضاف ان هذه الخطوات ستعزز الثقة باتجاه مفاوضات اكثر جدية بين المعارضة والحكومة السورية بغية التوصل الى اتفاق سياسي.

كذلك كشف الكاتب ان القيمين على المشروع يريدون اجراء "عملية وطنية استشارية" داخل قوى المعارضة تؤدي الى عقد مؤتمر ينتخب فيه الممثلين عن المعارضة الذين سيجلسون على طاولة المحادثات مع الاسد.

وتحدث الكاتب عن وجود لائحة من المطالب لدى السوريين المشاركين بهذا المشروع، ابرزها نقل كامل السلطة الى حكومة انتقالية تقوم باعداد اصلاحات دستورية و تعد للانتخابات بالاضافة إلى حوار وطني يعالج القضايا الاجتماعية وحظر جوي يشمل كل انحاء البلاد واطلاق سراح السجناء ووضع قوة مراقبة دولية على الارض وانسحاب جميع القوات الاجنبية من سوريا.

2015-11-13