ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: دول الخليج لا تحارب ’داعش’
أكد كتّاب أميركيون ان دول الخليج لا تعتبر محاربة داعش من اهم اولوياتها، وهي غائبة عن الحرب، في وقت كشفت مصادر اميركية مطلعة، أنّ الجيش الاميركي قام باستهداف افراد ينتمون الى شبكات تابعة لداعش في سوريا، كان تم تكليفهم بضرب اهداف اميركية حول العالم وضمن الداخل الاميركي.
هذا وتحدث احد ابرز المرشحين الجمهوريين للرئاسة الاميركية عن ضرورة تغيير الاستراتيجية الاميركية المعتمدة ضد داعش وتعزيز الدور الاميركي بهذه الحرب.
استهداف اميركا
للصحفي الاميركي المعروف "ديفيد اغناتيوس" كشف نقلاً عن مسؤول اميركي مطلع ان الجيش الاميركي يقوم منذ اسابيع باستهداف ناشطين لداعش في سوريا كانوا يخططون لهجمات ارهابية على اهداف اميركية.
وأوضح "اغناتيوس" في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست ان الضربات نفذت من خلال طائرات دون طيار وانها تركزت بشكل اساس على مدينة الرقة السورية، واضاف: ان عددا كبيرا من هذه الهجمات نفذت بعد ان علمت اجهزة الاستخبارات الاميركية ان عناصر داعش كانوا يتواصلون مع افراد متطوعين (lone wolf volunteers) داخل الولايات المتحدة، او مع آخرين يمكن تجنيدهم من اجل شن هجمات ارهابية شبيهة بهجمات باريس.
ونقل الكاتب عن لسان المسؤول الاميركي قوله انه كانت تتواجد "شبكات في الرقة تسعى الى القيام بعمليات مماثلة (لهجمات باريس) داخل الولايات المتحدة. قتلنا اغلبهم"(المنتمين الى هذه الشبكات). الا ان المسؤول حذر بالوقت نفسه من انه و على رغم هذه النجاحات، فان الجيش الاميركي لا يزال يواجه عقبات حقيقية في جمع المعلومات حول عمليات داعش. وقال بهذا الاطار بحسب الكاتب ان القدرة على مراقبة الشبكات محدودة جداً بسبب التشفير الذي تستخدمها.
كما كشف الكاتب ان القوات الخاصة الاميركية تولت مهمة شن هذه الضربات، بناء على توجيهات البنتاغون والبيت الابيض. واضاف انه وبحسب احد التقديرات، فان هذه العمليات السرية قتلت ما يزيد عن خمسين ناشطاً لدى داعش، يعتقد انهم كانوا يخططون لهجمات على اهداف اميركية حول العالم، بما في ذلك الداخل الاميركي.
وقال الكاتب ان هذه العمليات الاميركية قد تتصاعد عندما يستكمل البنتاغون خطته بنشر عناصر القوات الخاصة في سوريا، والذين يصل عددهم الى خمسين عنصراً، بغية العمل مع القوات العربية والكردية المتواجدة هناك. ونقل عن المسؤول الاميركي ان وجود العناصر على الارض والشراكة مع المقاتلين المحليين سيسمح بشن عمليات اكثر دقة ويساعد في المعركة على مدينة الرقة.
للتنسيق بعيدا عن روسيا وايران
من جهته، المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية "Ben Carson" كتب مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست ايضاً، اعتبر فيها ان مقاربة ادارة اوباما حيال داعش سياسية الى حد كبير، وتستند على الاحتواء ومليئة بالمخاطر. و رأى "Carson" ان هذه المقاربة تشمل التنسيق مع الروس والايرانيين من اجل استعادة المناطق التي تسيطر عليها داعش في سوريا و العراق.

الكاتب ادعى ان مشكلة هذه الاستراتيجية هي انه لا يمكن الوثوق باي من البلدين (روسيا و ايران). فاعتبر ان تقوية الروس لن يؤدي سوى الى تشجيع من اسماه "بالدكتاتور بشار الاسد"، كما زعم ان التعامل مع الايرانيين سيشجع ما وصفه بطموحاتهم للسيطرة على المناطق الواقعة شرق الحدود الايرانية مع البحر المتوسط ، مما سيهدد الحليفين الاسرائيلي والسعودي، وفقاً لقوله.
على ضوء ذلك دعا الكاتب الى تبني مقاربة تعتمد على تكثيف جهود مناشدة المعتدلين الاكراد و السوريين و العراقيين، حيث شدد على ضررة اقناع هؤلاء بان داعش تشكل تهديد وجودي لهم. كما تحدث الكاتب عن استخدام كافة الوسائل المتاحة من اجل التصدي لمحاولات التنظيمات المتطرفة تجنيد العناصر عبر شبكة الانترنت.
كذلك دعا الكاتب الى تكثيف الجهود ضد مقاتلي داعش وازالة بنيتها التحتية، وتوقف عند قطع موارد الدعم و التمويل – خاصة حقول النفط على الحدود السورية الشرقية، وشدد على ضرورة اما تدمير حقول النفط عبر الضربات الجوية او السيطرة عليها عبر تحالف من القوات المحلية (عراقية، تركية و كردية)، الى جانب المستشارين العسكريين الغربيين وعناصر القوات الخاصة الاميركية.
وقال ان الولايات المتحدة يمكن ان تلعب الدور القيادي في وضع آلية سياسية وعسكرية تمكن من تنفيذ هذه الاستراتيجية. و اضاف ان مواصلة المساعدات العسكرية و الاقتصادية لهذه الاطراف (العراق و تركيا و الاكراد) يجب ان تكون مشروطة بتعاونها في تأمين حقول النفط السورية.
هذا و دعا الكاتب ايضاً الى اخذ المزيد من الخطوات من اجل ضمان عدم تسلل الارهابيين من الشرق الاوسط الى داخل الولايات المتحدة تحت غطاء اللاجئين، مشيراً الى ان الولايات المتحدة هي من بين الدول التي تريد داعش استهدافها بشكل مباشر.
علاوة على ذلك تحدث الكاتب عن الحاجة الى انشاء مناطق آمنة في المناطق المتنازع عليها في العراق وسوريا، وقال ان هذه المناطق ستكون تحت سيطرة "القوات المعتدلة المحلية"، مع دعم مالي وتنسيق عسكري تقوم بتوفيره الدول الغربية. وشدد بهذا السياق على ان ذلك لن يشمل تواجد كبير للجيوش الغربية على الارض.
الكاتب اضاف ان استراتيجية الاحتواء التي اعتمدتها ادارة اوباما لم تعالج الفراغ بالسلطة الناتج عن "التنازل عن القيادة الاميركية في المنطقة منذ ان غادرت القوات الاميركية العراق عام 2011"،حيث اعتبر ان هذه الاستراتيجية قد جعلت الامور تزداد سوء اكثر بكثير.
في الختام شدد الكاتب على ضرورة ان تكون الولايات المتحدة مستعدة "لقيادة العالم الحر" وفق تعبيره، ودعا الى اعادة مكانة اميركا من خلال "كسب عقول وقلوب الشعوب التي تتأثّر بعنف الاسلام الراديكالي"، وفق تعبيره.
على الخليجيين محاربة داعش
من ناحية أخرى، شدد الصحفي الاميركي المعروف توماس فريدمان، في مقالة له نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، على مدى حجم التحدي المتمثل باستئصال داعش و"استبداله بمجتمع سني لائق"، حسب تعبيره.
واعتبر "فريدمان" ان السياسة الخارجية الاميركية يجب ان تساهم في استقرار الوضع المضطرب، مشيراً إلى أنه يفضل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الاخوان المسلمين. غير انه شدد على وجوب ان تدفع واشنطن لثتبيت الاستقرار، معتبراً ان السيسي سيفشل في هذا المجال، حيث تستند رؤيته على تحقيق الاستقرار فقط، دون وجود اي منحدر ايجابي.
كما حث الكاتب على ضرورة التشجيع على المزيد من الانفتاح في الاماكن حيث هناك ما اسماه "استقرار لائق"، مثل دولة الامارات والاردن و كردستان. كما شدد على ضرورة حماية الاماكن حيث يوجد نظام دستوري، مثل تونس.
وقال الكاتب انه وقبل الذهاب ابعد من تعزيز القصف والقيام بالمزيد من العمليات الخاصة مع الاكراد في اطار الحرب على داعش، يجب الاعتراف بالحقيقة التالية: و هي ان هزيمة "السنة الاشرار في داعش" بشكل مستدام تتطلب ان يقوم "السنة الاخيار غير المنتمين الى داعش" بايجاد بيئة لائقة تحل مكانهم.(مكان الاشرار). غير انه لفت الى ان "ايجاد و تقوية السنة الاخيار غير المنتمين الى داعش هي اولوية ثانوية" لكل دول المنطقة.

وتابع: ان تركيا مهتمة اكثر بهزيمة الاكراد، بينما السعودية وحلفاؤها الخليجيون العرب مهتمون اكثر بهزيمة ايران وما اسماه وكلاءها في العراق واليمن و سوريا، فيما قطر مهتمة اكثر بالترويج للاخوان المسلمين في سوريا واغضاب السعودية. كما زعم ان ايران مهتمة اكثر بحماية الشيعة في العراق وسوريا اكثر مما هي مهتمة بفتح المجال من اجل نجاح من اسماهم "السنة اللائقين"، واعتبر ان عددا من الناشطين السنة غير المنتمين لداعش يبقوا اسلاميين.
وعلى ضوء كل ذلك شدد الكاتب على ضرورة الاحتراز قبل الذهاب ابعد بكثير (ابعد مما تقوم به ادارة اوباما حالياً) في اطار الحرب على داعش.
أما الباحث الاميركي المعروف في مجال الحركات المتطرفة "بروس ريدل" فكتب مقالة نشرها موقع "Al-Monitor" تحدث فيها عن غياب التحالف العربي في الحرب ضد داعش. و قال "ريدل" انه وبدلاً من تركيز الجهود ضد داعش، فان السعودية وحلفاءها الخليجيين يخصصون الموارد والجهود للحملة العسكرية ضد اليمن.
الكاتب اشار الى التقارير التي تفيد بأن السعودية لم تشارك في الحملة الجوية ضد داعش منذ شهر ايلول/ سبتمبر الماضي، كما لفت الى ان البحرين لم تشارك بهذه الحملة منذ شهر شباط/ فبراير الماضي، بينما توقفت دولة الامارات عن المشاركة في شهر آذار /مارس وكذلك الاردن في آب/ اغسطس الماضي.
وقال الكاتب ان الحرب على اليمن قد استنزفت القوة الجوية العربية بعيداً عن المعركة ضد الارهابيين في سوريا والعراق. وحذر من ان غياب القوات الجوية العربية يخلق فراغاً سياسياً. كما سلط الكاتب الضوء على مدى تكلفة الحرب على اليمن، متوقعاً ان تكون هذه التكلفة قد وصلت الى عشرات مليارات الدولارات، مشيراً بهذا الصدد الى اعلان البنتاغون صفقة بيع ذخائر جوية و غيرها من الامدادات بقيمة 1.29 مليار دولار.
و اشار الكاتب الى ان السعودية نفسها استهدفت من قبل داعش اكثر من مرة، والى ان التنظيم قد تعهد بالاطاحة بنظام آل سعود و رفع رايته السوداء فوق مكة. كما نبه الى ان مئات المواطنين السعوديين يقاتلون بصفوف الجماعات الارهابية في العراق و سوريا، بينما استهدفت الاردن من قبل داعش، حيث قام التنظيم بحرق طيار اردني حياً.على ضوء ذلك اكد على ان هذه الدول معنية في محاربة داعش.
ولفت الكاتب إلى أن اهتمام الرياض يتركز على الحرب في اليمن التي وصلت الى طريق مسدود، مرجحا عدم استطاعة التحالف بقيادة السعودية استعادة السيطرة على صنعاء، كما تعهد سابقاً. وحذر من الكارثة الانسانية في اليمن، حيث يمنع الحصار المفروض ادخال الطعام والادوية.
و اشار الى ان كلا من واشنطن و باريس قد تساهلتا مع ما تقوم به الرياض في اليمن ولم تقم بما يكفي لانهاء هذه الحرب، ودعا الى تكثيف الجهود للبدء بعملية سياسية لحل النزاع في اليمن.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018