ارشيف من :آراء وتحليلات

أميركا سقطت.. وسقط الجنرال

أميركا سقطت.. وسقط الجنرال

كتب مصطفى خازم
لمن يقرأ في كتاب "الاعتدال" نقول ارفع صحفك المهترئة.. وبضاعتك الزائلة وتعالَ لتسمع الرواية..
هي قصة معروفة.. لكنما أسماع بعض الناس صمّت.. او أصابها الوقر فما عادت تسمع..
هي قصة الاحرار على مدى الدهر..
من فيتنام إلى اميركا اللاتينية والصومال والعراق وأفغانستان وجورجيا وبالامس باكستان..
هو درس أميركي بامتياز.. ولكنه ليس طويلاً..
في كل الدول التي مر ذكرها خاضت اميركا حروباً "تحريرية" و"من اجل نشر الديموقراطية"..
وللعبرة فقط، لم تكسب أميركا في أي واحدة من هذه الحروب.. بل خرجت تجر الخيبة تلو الخيبة.. في بعضها لم تدخل هي مباشرة إنما عبر "ادواتها".. وما أدراك ماذا فعلت بهم عند الهزيمة..
بعضهم رمته من سلّم الطائرة، وبعضهم أطلق جنودها عليه النار وهو يهرب.. أما من سلم من "معلمتها" فقد نال نصيبه من شعبه، إما شنقاً أو رمياً بالرصاص كحال أي عميل خان بلده وباعه بثلاثين من فضة لاميركا و"ديموقراطيتها"..
آخر هذه النماذج كان "الجنرال" برويز مشرف..
وقف في مقدمة صفوف "الانقلابيين" بحجة انه يريد محاربة الفساد، تم ما اراده.. ولكن..
تبين أنه هو اول من كان في خانة الفاسدين..
حارب شعبه، قمعه.. كل هذا بالعصا الاميركية..
قالت له اميركا اضرب هنا.. ضرب
قاتل هنا .. قاتل..
وفي النهاية جاء "زبون" اوفر حظاً.. فرمته من أعلى مقام في باكستان.. ولكنه حاول حفظ ماء وجهه فقرر الاستقالة.. وكما عادة كل الادعياء.. ترك أمره للشعب..
مسكينة هي الشعوب.. كل الجرائم ترتكب باسمها وهي لم تُسأل رأيها مرة واحدة.. ويوم قالت رأيها حُوربت بحجة "الاصولية" و"الارهاب" و"عدم المقدرة على الاختيار السليم"..
في إيران حكم جاء عبر ثلاثة استفتاءات شعبية مليونية.. في فلسطين حكومة منتخبة من الشعب.. في أوسيتيا شعب يريد الاستقلال.. كل هذا لا يقنع "العالم" ولا "المجتمع الدولي" ولا "الامم المتحدة"..فاميركا لا تصدّق.. ويكفي حجة اميركا..
بالامس جاءت الحجة من "زلمة" اميركا..
قرأ درس جورجيا جيداً، وهو شاهد دروس الفليبين وايران.. فتعلم.. استقال بنفسه قبل ان "تستقيله" اميركا بحجة "الديموقراطية" التي جاءت "به" بحجتها..
هذا هو الدرس المفيد، فلا تنتظروا طويلاً كي تطبّقوا تعليماته يا أصحاب "الاعتدال"، استفيقوا قبل أن ترمي بكم اميركا من سلّم طائرة أو تقتلكم برصاصاتها الغادرة..
أما شعوبكم فهي حريصة على ان لا تقع في الفتنة، ولن تقع، فهي اهتدت بنهج المقاومة، وباتت تعطي دروساً في الوطنية والحرية والسيادة، دروس لا يمكن تعلمها في أحدث معاهد السياسة الاميركية.. فتلك امة تعتاش على الوجبات السريعة وعلى نفط الآخرين..
ولا يمكنها ان تنتج جديداً، ما زالت تعيش على قديمها..
أما الحرية فلها اهلها.. ولها بابها الذي بكل يد مضرجة يدق..
خروج "مشرّف" قد يكون غير مشرّف..
لكنه اكتشف الخديعة.. وبعض المتأمركين كذلك، وليس آخرهم رئيسة وزراء اوكرانيا وبعض من عندنا، فمتى سيستفيق نوّام امتنا..
أم على قلوب أقفالها..
الانتقاد/ العدد1291 ـ 19 آب/ أغسطس 2008


2008-08-19