ارشيف من :آراء وتحليلات

مجرد كلمة: التفاهم.. لبناء لبنان الدولة

مجرد كلمة: التفاهم.. لبناء لبنان الدولة
كتب أمير قانصوه
تمضي الساحة الداخلية اللبنانية قُدماً نحو الحوار الموعود منذ أكثر من عامين.. وهو حوار يرعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتشارك فيه الأطراف الأساسية في لبنان.
ويعوّل على هذا الحوار أن يضع حداً للسجالات الداخلية وينتج توافقاً بين كل المكوّنات السياسية حول الاستراتيجية الدفاعية المثلى لحماية لبنان ودرء الشرور عنه.
واذا كان حزب الله يذهب الى الحوار وهو يضمر أن ينتج ما يعزز المقاومة ويجعلها موقفاً وطنياً أمتن في وجه العدو الصهيوني ونياته العدوانية تجاه لبنان، فان ما يتوقعه كل الذين يدركون حقيقة الكيان الصهيوني العنصري.. أن يكون العدو هو أول المتضررين من استراتيجية لبنان الدفاعية الجديدة، لان بندقيتها لن تكون موجهة الا الى صدره.
ولكن لماذا لا يضاف الى طاولة الحوار الموعودة بنود من نوع بناء الدولة العادلة والقادرة والمطمئنة كما دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطاب الانتصار الخميس الماضي، ألا يشكل الحوار حول قيام دولة حقيقية والوصول الى تبني مقتضيات هذه الدولة الحق الأول للبنانيين التوّاقين الى العيش في ظل دولة تأخذهم باعتبارها كمواطنين يحتاجون الى الأمن والاطمئنان.. والى نسيان الفقر والعوز.. ونكران الفساد والمحسوبيات، الى دولة قادرة لا يشعرون للحظة فيها أنهم عبيد في مملكة الإقطاع ورأس المال، ولا تضيع كرامتها عند أول هزة سيف من عدوها.
قد تكون حاجة اللبنانيين اليوم أكبر الى حوار ينتج دولة حقيقية تستطيع محو كل الدويلات التي أنشأها أمراء الحروب وقادة البترودولار.
من هنا يبدو مستغرباً رفض البعض توسيع طاولة الحوار على مستوى الاطراف المشاركة أو على مستوى الأفكار التي يمكن أن تتناولها، وهو نهج اتبعه جزء كبير من فريق "الموالاة" من خلال عرقلته أي اتجاه لتعزيز الوحدة الداخلية. وقد بدا ذلك جلياً من خلال الحملة الفتنوية المنسقة على تفاهم قتل الفتنة والتقارب الأخوي بين حزب الله وعدد من القوى السلفية في لبنان، ونفس النهج اتبع سابقاً حين جرى التوقيع على التفاهم الراسخ بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وهو ما يعني أن هذا "الفريق وحواشيه" لا يوجد في حساباتهم غير السعي للفرقة خدمة للمشروع الأميركي في المنطقة.
إن أول مداميك الحوار المجدي هو التفاهم بين القوى الداخلية على غرار التفاهمات التي يصوغها حزب الله.. كما إن أول الطريق الى بناء الدولة العادلة والقادرة والمطمئنة هو التفاهم بين كل الأطراف الداخلية على بناء لبنان الدولة.
الانتقاد/ العدد1291 ـ 19 آب/ أغسطس 2008
2008-08-19