ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: وزير الحرب السابق يعترف بأن الاسد ليس عدوا
تناول صحفيون غربيون كلاماً هاماً لوزير الحرب الاميركي السابق "Chuck Hagel" قال فيه ان الرئيس اوباما اخطأ في السياسة المتبعة حيال سوريا، خاصة لجهة مطالبته برحيل الاسد، الأمر الذي وضع السياسة الاميركية في حالة من الشلل.
من جهة اخرى اعتبر الباحثون الغربيون ان هجمات اندونيسيا الاخيرة تثبت بان داعش تحاول توسيع نطاق عملياتها ليكون لها امتداد دولي، كما حذروا من ان التنظيم الارهابي وبعد هجمات اسطنبول، قد فتح جبهة جديدة تستهدف قطاع السياحة في البلاد.
تصريحات وزير الحرب الاميركي السابق
كتبت الباحثة في "المجلس الاطلسي" و مراسلة موقع "Al-Monitor" في واشنطن "Barbara Slavin مقالة نشرت على الموقع تناولت فيها ما قاله وزير الحرب الاميركي السابق "Chuck Hagel" خلال ندوة نظمها "المجلس الاطلسي".
وافادت الكاتبة ان "Hagel" اعتبر خلال الندوة هذه التي عقدت في واشنطن بان الرئيس اوباما اخطأ عندما دعا الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد وأعلن ان استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية هو خط احمر. وأشارت الى ما قاله بانه كان من المفترض ان تتعلم الولايات المتحدة الدروس المستخرجة من الفوضى الذي تلا الاطاحة بنظام صدام في العراق ونظام القذافي في ليبيا، والتي تبين ان الاطاحة بالقادة المستبدين ليست دائماً الحل الانسب.
و قال "Hagel" بحسب الكاتبة: "لقد سمحنا لانفسنا بان نصبح عالقين ومشلولين في سياستنا حيال سوريا بسبب التصريح بانه على الاسد الرحيل"، مضيفاً: "لم يكن الاسد ابداً عدوَّنا" وفقاً لما ورد بالمقالة. كما افادت الكاتبة ان "Hagel" شدد على ان جلب الاستقرار الى سوريا يتطلب العمل مع الروس والايرانيين والسعوديين.

من جهة اخرى اشارت الكاتبة الى ان "Hagel" اعرب عن دعمه لتركيز اوباما الجهود على الدبلوماسية، خاصة مع "الخصوم" مثل ايران، وقال ان الافراج عن البحارة العشر الاميركيين الذين دخلوا المياه الاقليمية الايرانية يشكل "انباء سارة".
كما ذكّرت الكاتبة بان "Hagel" تعرض لانتقادات حادة من قبل البيت الابيض وغيره عندما وصف داعش "بالتهديد الذي لم نر له مثيلاً"، وذلك في صيف عام 2014 عقب سيطرة داعش على الموصل العراقية. وقالت ان "Hagel" اشار خلال ندوة "المجلس الاطلسي" التي عقدت قبل يومين إلى ان الاحداث التي جرت قد اثبتت صحة كلامه، مضيفاً ان داعش هي "اللاعب غير الحكومي الاكثر اثارة" مع استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي وامتلاكها الكثير من الاموال والتكتيكات العسكرية المتطورة.
كذلك قال ان داعش " قوة لم نواجه مثيلاً لها في السابق ولم نعرف كيف نتعامل معها"، الا انه وبحسب الكاتبة لم يقدم اي حلول غير العمل مع قوى اقليمية وغير اقليمية لجلب الاستقرار الى سوريا، وكذلك دعم الحكومة العراقية. كما اشارت الكاتبة الى تصريح "Hagel" بانه لن يتم حل مشكلة داعش "فقط من خلال القصف والقصف والقصف".
هجمات اندونيسيا
من جهتها، نشرت مجلة "Foreign Policy" مقالة اشارت فيها الى انه وبينما هناك تشابه بين هجمات باريس و تلك التي وقعت مؤخراً في العاصمة الاندونيسية،الا انه لا يمكن فهم هجمات جاكرتا الا في اطار المشكلة التاريخية التي تعاني منها اندونيسيا والتي تتمثل بالتطرف في الداخل الاندونيسي—اضافة الى الحملة الحكومية ضد هذا التطرف.
ولفتت المقالة الى ان داعش اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، وان ذلك يشكل سابقة في جنوب شرق آسيا.وأشارت الى ان الشرطة الاندونيسية توصلت الى الاستنتاج بان المواطن الاندونيسي المدعو "بهرون نعيم" الذي يعتقد انه متواجد الآن في مدينة الرقة السورية، هو المخطط الاساس لهجمات جاكرتا. واوضحت ان نعيم هو زعيم كتيبة "Nusantara"، وهي جماعة متطرفة كانت صلة الوصل بين داعش والمسحلين المتطرفين في اندونيسيا وماليزيا. وافادت ان عدد المنتمين لهذه الجماعة بلغ نحو مئة عنصر عام 2014، لكنها نقلت عن الخبراء بان هذا العدد ربما ازداد بشكل كبير.
وعلى صعيد مشكلة اندونيسيا التاريخية مع التطرف في الداخل، ذكرت المقالة بان داعش كان قد نفذ التفجيرات في جزيرة بالي الاندونيسية عام 2002 التي اودت بحياة ما يزيد عن مئتي شخص. وقالت: إن الجماعة هذه كان لها ارتباطات آنذاك مع تنظيم القاعدة، مضيفة ان الزعيم الارهابي المدعو "Santoso" الذي كان ينتمي سابقاً الى الجماعة الاسلامية، قد اعلن ولاءه لتنظيم داعش.
ولفتت المقالة إلى أن الهجمات على الشرطة الاندونيسية قد تصاعدت بعد ان بدأ عناصر الشرطة ملاحقة الراديكاليين في منطقة "Poso" بين عامي 2011 و2012، مشيرة في الوقت نفسه الى ان هجمات جاكرتا الاخيرة وقعت قرب مركز لقوات الشرطة. وفي الاطار نفسه نقلت عن الخبراء بان الحملة التي شنتها الشرطة الاندونيسية على المشتبهين بالانتماء الى الارهاب قبل اعياد الميلاد ربما ادت الى الهجمات الاخيرة.
كما نقلت المقالة عن الخبراء بان هجمات جاكرتا تختلف عن الهجمات الاخيرة على قوات الشرطة حيث اظهرت استعداد لقتل المدنيين، وهو ما لم يظهر خلال الاعوام الاخيرة. وحذر الخبراء بحسب المقالة من ان تهديد متطرفي الداخل بدأ يتداخل مع تهديد داعش بحيث لا يمكن التمييز بينهما.

كذلك حذرت المقالة من أن عودة بعض الاندونيسيين من العراق وسوريا الى موطنهم ستعزز نفوذ داعش في اندونيسيا وكذلك قدرتها على شن المزيد من الهجمات هناك، لافتة بالوقت نفسه الى وجود مئات الاندونيسيين الذين يقاتلون في صفوف داعش.كما حذر الخبراء من ان الهجمات المستقبلية قد ترتكز على ضرب المواطنين الغربيين والاهداف الناعمة، ولا تقتصر بشكل اساس على قوات الشرطة.
بدورها، صحيفة الغارديان البريطانية نشرت مقالة اعتبرت ان هجمات جاكرتا، التي جاءت في اعقاب هجمات في كل من تركيا والعراق والكاميرون انما تؤكد ان داعش باتت تتبع استراتيجية تعتمد على شن الهجمات في اي مكان بهدف مهاجمة ما تعتبره "العدو". وقالت المقالة ان هذا "التحول الاستراتيجي" يأتي بعد تشديد الخناق على المناطق التي تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا، اذ رجحت ان يكون زعيم داعش ابو بكر البغدادي قد قرر استهداف المناطق المدنية التي من الصعب حمايتها.
ورأت ان "حملة داعش الارهابية الدولية" تهدف الى الترويج للاهداف الايديولوجية للجماعة، مثل اقناع "السنة" بان قوة البغدادي مستمرة، اضافة إلى زرع الخوف عند الذين تعتبرهم داعش كفارا. كما تحدثت المقالة عن تحالف جماعات مثل بوكو حرام في نيجيريا والجماعة الاسلامية في اندونيسيا مع تنظيم داعش، اضافة الى جماعة ابو سياف الفليبينية. وحذرت من ان قيام داعش بشن الهجمات على الصعيد الدولي قد يستقطب المزيد من المتطرفين، خاصة من المحرومين والمجرمين عند العالم السني. وقالت ان هدف ذلك هو ان يكون داعش التنظيم الارهابي الاول الذي له امتداد عالمي حقيقي.
داعش بدأت استهداف قطاع السياحة في تركيا
مجلة "Foreign Policy" ايضاً نشرت مقالة اشارت الى ان تفجيرات اسطنبول الاخيرة تشكل تحولاً في استراتيجية داعش سواء في تركيا او غيرها من البلدان، اذ قامت داعش للمرة الاولى باستهداف قطاع السياحة، ما يعني انها فتحت جبهة جديدة في تركيا. كما قالت ان تفجيرات اسطنبول، واذا ما وضعت الى جانب هجمات العاصمة الاندونيسية جاكرتا، انما تفيد بان "الجهاديين يصعدون بشكل ممنهج العمليات الارهابية في الخارج".
ولفتت المقالة الى ان الهجمات السابقة التي كانت تشنها داعش استهدفت بالغالب الناشطين المتحالفين مع القوميين الاكراد، بينما استهدف الهجوم الاخير اقتصاد البلاد، حيث شددت على ان قتل السواح الاجانب يشكل صفعة قوية للقطاع السياحي التركي.
ورجحت المقالة ان يتراجع عدد السواح الى تركيا في عام 2016 الجاري، حيث اشارت الى ان بعض السواح الالمان قد عادوا الى بلادهم بعد الهجوم. كما لفتت المقالة الى ان داعش ربما خطط لهجمات اخرى ضد اهداف بارزة في اسطنبول، اذ اعتقلت قوات الشرطة في يوم الهجوم ستة عشر مسلحا يعتقد انهم كانوا يخططون لشن هجمات على المباني الحكومية.
غير ان المقالة نبهت الى ان الحكومة التركية تبدو غير مستعدة لتحميل المتطرفين المسؤولية المباشرة عن الهجوم، واشارت الى تصريحات رئيس الوزراء احمد داود اوغلو التي تحدث فيها عن "جهات سرية" تقف وراء الهجمات. لفتت الى ان اوغلو وصف داعش "بالمقاول الفرعي" الذي يعمل بالنيابة عن طرف آخر، والمح بالوقت نفسه ان المسلحين يحصلون على غطاء جوي من روسيا، وفق قوله.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018