ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: حزب الله يطوّر قدراته الهجومية مستفيداً من القتال مع روسيا في الميدان السوري
تحدّثت صحيفة "هآرتس" عن تطوير حزب الله لقدراته الهجومية نتيجة قتاله الى جانب روسيا في الميدان السوري. واستشهدت الصحيفة بحديث لقائد فرقة الجليل السابق في جيش العدو "الاسرائيلي" العميد موني كاتس قال فيه إن "حزب الله يراكم الخبرة العسكرية بفضل التدخل الروسي في سوريا وإنه انتقل من استراتيجية الدفاع الى الهجوم في الحرب السورية". الضابط الكبير في جيش العدو يعتقد أن "حزب الله سيحسن قدرته العسكرية، خصوصاً من الناحية الهجومية".
وبحسب هآرتس، فإن هذا الكلام "يعتبر الأول من نوعه من قبل مسؤول في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية حيال الحضور الروسي في سوريا، في ظل الجهد الاسرائيلي لتجنب التوتر مع موسكو".
حديث "كاتس" جاء في سياق مقالة صدرت الشهر الماضي في موقع الانترنت التابع لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط والكاتبان هما الباحثان الاسرائيليان: داف فولك والعميد موني كاتس.

وأضافت "هآرتس" إن "كاتس الذي شغل سلسلة طويلة من المناصب الرفيعة في الجيش الاسرائيلي حل حتى الصيف الماضي كقائد لفرقة الجليل 91 في الجيش الاسرائيلي وهي الفرقة المسؤولة عن الحدود مع لبنان وهي ستكون في مقدمة المواجهة مع حزب الله في حال وقوع حرب اضافية، وهو موجود في واشنطن في اطار سنة دراسية".
وأشارت الصحيفة الى أن "كاتس وفولك أشارا الى أنه للمرة الأولى في تاريخ حزب الله، يجري الحزب جهداً هجومياً جوهرياً في إطار قتاله في سوريا، وبحسب كلامهما فإن الحضور الروسي المتزايد الذي بدأ بنشر طائرات قتالية روسية شمال سوريا في نهاية اغسطس/ آب الفائت، وتوسّع عبر ارسال أعداد كبيرة من المستشارين للقوات البرية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، هذا الحضور سيزيد تجربة حزب الله وسيقدم له دروساً عظيمة الأهمية للمواجهة في المستقبل".
وأضافت "هآرتس" "بحسب فولك وكاتس، فإن استراتيجية حزب الله العسكرية ترتكز حتى اليوم على الدفاع والاستنزاف في حالات المواجهة مع "اسرائيل" والتي يميل كبار الضباط في الجيش "الاسرائيلي" الى ان الهدف الاساس لهذه الاستراتيجية هو عدم الخسارة، مع الأخذ بالاعتبار تفوق "اسرائيل" على مستوى التكنولوجيا والطاقة البشرية، هذه الاستراتيجية تمثلت في إطالة أمد المواجهة العسكرية قدر الامكان واستنزاف الجبهة الداخلية "الاسرائيلية" عبر الاطلاق المكثف والمتواصل للصواريخ وعبر تعزيز المنظومات الدفاعية لدى حزب الله بطريقة تكلف "اسرائيل" ثمنًا باهظًا في حال قامت بمناورة هجومية في جنوب لبنان".
ونقلت الصحيفة عن الكاتبين قولهما إنه طالما "لم ينهار حزب الله تحت ضغط الجيش الاسرائيلي فيستطيع القول إنه صمد وانتصر بحسب روايته، لكن القتال في سوريا غيّر العقلية الدفاعية لدى حزب الله".
وقالت الصحيفة "في سوريا اضطر حزب الله الى تغيير أهدافه والسيطرة على مناطق والبقاء فيها لوقت طويل في قتاله ضد منظمات حرب العصابات الكثيرة. الآن هو يشغل وحدات تقدر بمئات المقاتلين في هجمات معقّدة في مناطق غير معروفة بالنسبة له بشكل جيد وهذه الوحدات تستعين بتشكيلة كبيرة من الوسائل القتالية".
وتنقل الصحيفة عن "كاتس وفولك" قولهما إن "هذه التجربة بالنسبة لقادة حزب الله يمكن أن تغير رأيهم حول الوسيلة الفعالة للانتصار في المعركة والحضور الروسي، هم يتعلمون هذه الدروس من أحد افضل الجيوش في العالم".
الكاتبان اقتبسا أخباراً تقول إنه "تمت اقامة غرف عمليات مشتركة بين روسيا وحزب الله في دمشق واللاذقية وأن قوة من حزب الله شاركت في انقاذ الطيار الروسي الذي اسقطت طائرته في شهر نوفمبر الماضي".
وبحسب كاتس وفولك فإن "حزب الله سيطلع على طريقة تفكير وتجربة الضباط الروس العسكرية والتي تبلورت في حرب الشيشان ويستطيع أن يتعلم منهم كيف يشغل قواته بشكل فعّال في القتال الذي يجري في المناطق المبنية المكتظة. إضافة لذلك، فإن حزب الله سوف يراكم خبرة في استخدام وسائل قتالية لم تكن بحوزته في السابق".
ويشير كاتس وفولك الى أن "حزب الله سوف يحصل على معلومات استخبارية من روسيا وانه يتعلم من طريقة تلقي الروس للمعلومات وتحليلها". ويضيفان إن "حزب الله لم يعد يبدو ملزماً بنظرية عدم الخسارة التي واجهته على مدى سنوات حيال المواجهات المحتملة مع "اسرائيل". وقد ذكّرا بتهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في الاعوام الاخيرة ان مقاتلي الحزب سيحتلون مستوطنة اسرائيلية قرب الحدود (الدخول الى الجليل) في حال حصلت حرب مع "اسرائيل" في المستقبل".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018