ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: الاستخبارات الاميركية تساند ’القاعدة’ في سوريا
قال موقع اميركي معروف ان البرنامج الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مع "الجماعات المعارضة المعتدلة" في سوريا قد مكن في الآونة الاخيرة الجماعات التابعة لتنظيم "القاعدة" كجبهة النصرة من تعزيز سيطرتها الميدانية.
من جهة اخرى، أشار باحثون الى أن السعودية تستخدم سلاح الطائفية من اجل ابعاد الانظار عن المشاكل الداخلية ومطالب الاصلاح، في وقت قال فيه صحفي اميركي ان القضاء على داعش سيتطلب عقودا من الزمن والتزام اميركي اكبر بكثير مما يقر به السياسيون الاميركيون.
سياسات واشنطن تعزز سيطرة القاعدة الميدانية في سوريا
نشر موقع “Daily Beast” تقريراً قال فيه ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تساعد تنظيم القاعدة واتباعها على احراز التقدم الميداني في سوريا. وأشار الموقع الى تصريحات ادلى بها مسؤولون اميركيون لوسائل الاعلام، بأان المسلحين الذين تساندهم وكالة “CIA” يحققون مؤخراً نجاحات غير مسبوقة، خاصة في شمال غرب سوريا. وذكّر بالتقارير الاعلامية التي صدرت في الاشهر القليلة الماضية والتي نقلت عن المسؤولين ان المجموعات التي تساندها الاستخبارات المركزية الاميركية يسيطرون على المزيد من الاراضي من خلال "القتال الى جانب الجماعات الاكثر تطرفاً".

واضاف التقرير ان التحليل الجغرافي لمناطق السيطرة في سوريا وكذلك التقارير الميدانية تفيد بأن الجماعات التي تدعمها “ال-CIA”" قد نسقت مع جيش الفتح، الذي تعتبر جبهة النصرة التابعة للقاعدة لاعباً اساسياً فيه. كما قال ان هذه الجماعات المدعومة من الاستخبارات الاميركية دخلت في تحالف "الضرورة" مع جبهة النصرة التي تستغل موقعها من اجل الاستفادة من الاسلحة الاميركية.
كما شدد التقرير على انه من المستحيل في هذه المرحلة ان لا يدرك المسؤولون الاميركيون المعنيون أن النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة قد استفادت من البرنامج الذي تديره وكالة “CIA”. غير انه اضاف انه بالرغم من ذلك، فقد قررت وكالة الاستخبارات المركزية تعزيز تسليحها بشكل كبير لصالح الجماعات المسلحة عقب التدخل الروسي في سوريا.
ولفت الموقع الى أن المتمردين قد تحدثوا عن حصولهم على "كل ما يحتاجونه" من الاسلحة، خاصة صواريخ “TOW”، واشار بالوقت نفسه الى التقارير التي افادت بأن ادارة اوباما والدول الخليجية التي تساند المعارضة قد بحثت ايضاً امكانية تزويد الجماعات التي تساندها الـ"CIA" بصواريخ مضادة للطائرات تطلق عن الكتف.
على ضوء ذلك اعتبر التقرير انه بات من الضروري جداً إجراء نقاش علني وصريح حول البرنامج الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية لمساعدة الجماعات المسلحة في سوريا، لافتاً الى ان واشنطن تقوم بمساندة الجماعات التي تساعد تنظيم القاعدة على التقدم بعد ان امضت خمسة عشر عاماً وهي تقاتل نفس هذا التنظيم.
كما اشار الى ان العديد من الشخصيات البارزة، مثل السفير الاميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد، قد دافعوا عن برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، على اساس انها قد تعزز قدرة ما يسمى بالفصائل المعتدلة لتصبح بديلاً عن النصرة وداعش والرئيس الاسد. غير ان الموقع رأى ان اثمان البرنامج هذا تفوق مكاسبه المحتملة، مؤكداً انه يؤدي من الناحية الفعلية الى مساعدة القاعدة على التقدم الميداني.
كذلك شدد التقرير على ان من غير المرجح ان تفهم الولايات المتحدة الوضع على الارض اكثر من تنظيم القاعدة وان تتمكن بالتالي من مناورته، الامر الذي يعني وجود خطر كبير من ان مواصلة هذه السياسة ستقوي النصرة اكثر وتجبر صناع السياسة على مواجهة تنظيم القاعدة وهو اكثر جرأة و شجاعة.
الرياض تلجأ الى الطائفية
من جهته، موقع "معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى" نشر مقالة للصحفي المصري محمد منصور حملت عنوان: "الطائفية: سلاح الرياض ضد المطالب الدولية"، حيث شدد الكاتب على ان السعودية تتخوف من حصول ثورة شعبية بالداخل، الامر الذي دفع بالملك سلمان الى ابعاد الانظار عن الضغوط الداخلية والخارجية المطالبة بالاصلاحات الديمقراطية.
واعتبر الكاتب ان السعودية لجأت في هذا السياق الى سياسة التصعيد، حيث قامت باعدام 47 شخصا. ورأى ان الملك سلمان اراد توجيه رسالة الى الفصائل المعارضة بأن العائلة الحاكمة ستتعامل بصرامة مع اي انتقادات داخلية لسياسات سلمان، خاصة فيما يخص الحرب على اليمن. كما شدد الكاتب على ان التهديدات لحكم آل سعود قد تعززت عقب ثورات الربيع العربي، لافتاً في الوقت نفسه الى خطاب كان قد القاه الشيخ نمر النمر عام 2011 وجه فيه انتقادات لاذعة للعائلة الحاكمة.
غير ان الكاتب رأى ان العائلة الحاكمة في السعودية انما ارادت توجيه رسالة الى المجتمع السني اكثر مما ارادت توجيه رسالة الى المجتمع الشيعي، حيث لدى الشارع السني اعداد وتأثير اكبر. وشدد على ان التهديد الحقيقي لآل سعود يتمثل بالتيار الليبرالي الذي يواصل الطلب بالاصلاحات، سواء كان سنياً او شيعياً.

كما اشار الى ان التغييرات الدولية قد عقدت مخاوف السعودية الداخلية، متحدثاً بهذا السياق عن "تقارب اميركي ايراني" خلال المحادثات النووية، وشدد على ان ذلك يقلق الرياض ويزيد المخاوف من ان السعودية ستخسر دورها القيادي في المنطقة وعلاقاتها الدبلوماسية مع واشنطن.
وقال الكاتب ان "التقارب الاميركي الايراني من جهة" و "النفور" بين الولايات المتحدة والسعودية من جهة اخرى قد ساهم بالاقدام على تنفيذ الاعدامات الاخيرة. واضاف ان هذا العمل يوجه رسالة الى ايران مفادها ان التحالف السعودي الاميركي اقوى، وان "ايران لن تتمتع بالنفوذ مهما عملت".
هذا ورجح الكاتب ان تشهد المنطقة حربا باردة تصعيدية بين الرياض و طهران، وان ترسم نفوذ وتحالفات البلدين مستقبل الشرق الاوسط.
الحرب على داعش
تحت عنوان : "الحقيقة المرّة: هزيمة الدولة الاسلامية ستستغرق عقودا"، نشر الصحفي ديفيد اغناتيوس مقالة شدد فيها على ان هزيمة داعش ستتطلب التزاما اميركيا اكبر واوسع بكثير مما يعترف به السياسيون الاميركيون. وقال الكاتب انه شارك بمؤتمر نظم في مقر القيادة المركزية الاميركية التي تشرف على جميع الانشطة العسكرية الاميركية في المنطقة، وانه سمع من القادة العسكريين الذين تحدثوا بهذا المؤتمر ما يفيد بأن داعش قد غيرت اساليبها مع دخول الولايات المتحدة وشركائها المعركة منذ 18 شهرا. وتحدث عن اساليب مبتكرة يستخدمها عناصر داعش للتعويض عن فقدانهم خمسة وعشرين بالمئة من الاراضي التي كانوا يسيطرون عليها منتصف عام 2014.
كما اشار الكاتب الى استخدام داعش الطائرات من دون طيار من اجل المهمات الاستطلاعية وكذلك استخدام الاسلحة الكيماوية، مثل غاز الكلورين وغاز الخردل. وتطرق ايضاً الى صعوبة انشاء قوة سنية قادرة على الامساك بالمناطق في العراق وسوريا والتي تسيطر عليها داعش، لافتاً الى ان الحرص الاميركي على عدم وقوع اصابات بين الجنود الاميركيين والامتناع عن ارسال قوات الى ارض المعركة انما تجدد التأكيد على الانطباع السائد بأن الولايات المتحدة تتبع استراتيجية احتواء وليس انتصارا.
وتحدث الكاتب عن التجربة الفاشلة لوزارة الحرب الاميركية البنتاغون بتدريب وتسليح قوة من المعارضة السورية قادرة على محاربة داعش، معتبراً ان من بين الدروس المستخرجة صعوبة ايجاد وتدريب قوات مقتدرة وكذلك صعوبة العمل مع حلفاء اقليميين مثل تركيا، الذين لهم اجندات خاصة.
كما شدد الكاتب على ان العبرة المستخرجة الاهم هي ان تدريب قوة عسكرية مقتدرة تلتزم بالمعايير الغربية عمل اجيال وليس اشهر. وقال ان القتال الى جانب "الشركاء" في العراق وسوريا سيكون اخطر بكثير، لكنه قد يكون السبيل الوحيد لبناء تحالف يستطيع في "يوم ما القضاء على المتطرفين".
وانتقد الكاتب كلام المرشحين الجمهوريين عن تحقيق نصر كامل دون الحديث عن حجم الالتزام التضحية المطلوبة. كما اكد على ان الرئيس المقبل سيرث حرباً متوسعة ضد خصم ارهابي عالمي.
شكوك حول امكانية توسيع التعاون الدبلوماسي بين ايران واميركا
بدورها، نشرت مجلة “Foreign Policy” تقريراً اعتبر فيه ان صفقة تبادل السجناء بين اميركا وايران تؤكد وجود مستوى تعاون دبلوماسي غير مسبوق بين البلدين، ما يعزز اكثر امكانية فصل جديد في العلاقات الثنائية. واشار التقرير كذلك الى تطابق نسبي في المصالح الاميركية والايرانية في العراق، حيث يساعد كلا البلدين الحكومة على محاربة داعش، بحسب ما ورد في التقرير. كما لفت الى ان كلا البلدين يعمل على منع "استبدال حكومة الاسد بنظام تابع لداعش".

الا ان التقرير شدد بالوقت نفسه على انه لا زال مبكراً معرفة ما اذا كان التعاون الدبلوماسي الجديد بين البلدين سيتواصل. وفي هذا السياق اشار الى قرار اوباما فرض عقوبات جديدة على ايران تحت ذريعة تجارب الصواريخ البالستية، والى كلام اوباما عن وجود خلافات عميقة لا تزال موجودة مع ايران.
كما اكد على ان عملية السلام في سوريا ستكون من اهم الاختبارات للدبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة، لافتاً بالوقت نفسه الى ان وزير الخارجية جون كيري قد قاد جهودا جديدة من اجل ايجاد ارضية مشتركة مع بين كل من ايران وروسيا من جهة، والحلفاء الاميركيين مثل تركيا والسعودية من جهة أخرى.
كما قال التقرير ان النزاعات الاخرى في الشرق الاوسط ستكشف ما اذا كان الحوار بين واشنطن وطهران يستطيع تخطي الخصومات، حيث شكك بأن تستطيع الولايات المتحدة اقناع ايران بان تضغط على الحلفاء مثل حزب الله بالتراجع في حال المواجهة مع اسرائيل. كذلك شكك بان تستطيع واشنطن من خلال الاتصالات الدبلوماسية مع طهران ان تجد حلا للحرب على اليمن، خاصة وان واشنطن تقدم المعلومات الاستخباراتية للرياض.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018