ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: السعودية معقل ’داعش’ المستقبلي
رجّح باحثون غربيون ان تصبح السعودية نقطة تجمع لعناصر "داعش" في المستقبل، لا سيما وأنها تتمتع بالارضية الخصبة للتطرف، في وقت أكدت مجموعة بارزة غربية ان ايران لن تتخلى عن دعمها لحزب الله وغيرها من حركات المقاومة في المنطقة، على الرغم من بدء تنفيذ الاتفاق النووي.
الباحثة "Schuyler Moore"، كتبت مقالة نشرت على موقع "National Interest" حذرت فيها من ان عناصر داعش قد ينتقلون الى السعودية بينما يتم دحر الجماعة من الاراضي التي تسيطر عليها في العراق و سوريا.
وشددت الكاتبة على ان السعودية تتمتع بالصفات التي قد تجعلها العدو الذي يوحد عناصر داعش، اذ لها ما يكفي من العلاقات مع الغرب لتؤجج الغضب الراديكالي، لكنها في الوقت ذاته لا تتمتع بالاستقرار الموجود في اغلب البلدان الغربية والذي يساعد على التصدي لحركة التمرد. واشارت الى ان السعودية، ونظراً لوجود مجتمع شاب ومستوى بطالة مرتفعة، توفر منبراً للتجنيد وفرصة للامتداد الخارجي مع وجود عدد كبير جداً من اللاجئين. ولفتت الى ان الحكومة السعودية تعاني من الاستنزاف، حيث تتدخل عسكرياً في اليمن و تخصص كذلك الموارد العسكرية لسوريا،"في الوقت الذي يتلقى فيها اقتصادها الضربات نتيجة اسعار النفط الهابطة".

كما شدَّدت على ان السعودية هي موطن "الحرمين الشريفين" في مكة و المدينة، الامر الذي يجعل منها نقطة تجمع طبيعية.(للعناصر المتطرفة). على ضوء ذلك عادت لتؤكد على ان السعودية ساحة نموذجية للتمرد، وعلى احتمالية ان تعاني السعودية العواقب عندما ينتشر عناصر داعش بعد فقدانهم على الاراضي التي يسيطرون عليها في العراق و سوريا.
الكاتبة رجحت الا يتم القضاء على داعش بشكل كامل، وأن تنتقل الى ساحات مختلفة وتواصل الهجمات على نطاق اصغر. و لكنها شددت على ان المقاتلين المنتشرين سيحاولون ايجاد نقطة تجمع لتوطيد قوتهم.
الجبير يمارس بروباغندا شيطنة ايران
من جهته، كتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" قال فيها ان لا مؤشرات تدل على ان ايران ستقوم بتغيير سياساتها بعد الاتفاق بشأن ملفها النووي. وزعم الجبير ان طهران قد خرقت القرارات الاممية عندما اجرت تجارب على الصواريخ البالستية في شهر تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، بعد اشهر فقط من التوصل الى الاتفاق حول ملفها النووي.
وزير الخارجية السعودي شدد على ان سلوك ايران بقي ثابتاً منذ الثورة الاسلامية، حيث دعمت ايران من اسماهم بالجماعات المتطرفة مثل حزب الله و "الحوثيين" و "الميليشيات الطائفية" في العراق.كما زعم ان ايران - او من اسماهم "وكلاءها" - مسؤولة عن القيام بهجمات ارهابية حول العالم.
وادعى الجبير ان ايران تستخدم الهجمات على المنشآت الدبلوماسية كآداة في سياستها الخارجية. وقال انه و منذ الاستيلاء على السفارة الاميركية في طهران عام 1979، قامت ايران "او وكلاؤها" بمهاجمة السفارات البريطانية والدانماركية والكويتية والفرنسية والروسية والسعودية في ايران والخارج، بحسب زعمه.

كذلك اضاف الجبير ان ايران تريد ابقاء الرئيس بشار الاسد بالسلطة من اجل الحفاظ على ممر السلاح الى حزب الله، وذلك ايضاً في محاولة لشيطنة ايران عبر تسليط الضوء على علاقاتها مع حزب الله الذي تصنِّفه واشنطن منظمة ارهابية..(ذكر هذا الموضع في صحيفة اميركية ينسجم بشكل كبير مع الاساليب الاسرائيلية)، وزعم ان حزب الله يحاول ان يسيطر على لبنان ويساعد على نمو داعش من خلال "شن الحرب على المعارضة السورية". وفي سياق الدفاع عن بلاده امام الانتقادات اللاذعة حول الحرب على اليمن، زعم وزير الخارجية السعودي ان دعم ايران لسيطرة الحوثيين على اليمن ساهم بالتسبب "بالحرب التي قتلت الآلاف".
واتهم الجبير ايران باخفاء ما اسماها "سياستها الخطيرة والتوسعية" وكذلك دعمها للارهاب، من خلال توجيه التهم الى السعودية. وفي محاولة للرد على كلام المسؤولين الايرانيين بان السعودية تتحمل مسؤولية في نشر الفكر المتطرف (وهو ما كتب عنه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في صحيفة نيويورك تايمز ايضاً)، قال الجبير ان السعودية نفسها وقعت ضحية للارهاب، وغالباً ما "على ايدي حلفاء ايران" بحسب زعمه. وفي الاطار نفسه حاول الدفاع عن سجل بلاده في ملف الارهاب، اذ ادعى ان الرياض في الخطوط الامامية في الحرب على الارهاب.
استبعاد تخلي ايران عن ثوابتها
بدورها، اعتبرت "مجموعة صوفان" للاستشارات الامنية والاستخبارتية ان بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع ايران وما رافق ذلك من تبادل السجناء بين ايران والولايات المتحدة "لا يضع بالضرورة المنطقة على مسار جديد". واكدت ان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني لا يعمل على وقف مساعي ايران في مجال "مصالحها الاساسية"، مشيرة الى وجود اجماع واسع داخل ايران بان السعودية، وبالشراكة مع الولايات المتحدة، تسعى الى اضعاف ايران وحلفائها الاقليميين،"خاصة الرئيس السوري بشار الاسد".
وفي هذا الاطار، زعمت أنه وبينما تشارك ايران بالمحادثات الدولية من اجل محاولة انهاء الحرب في سوريا، فانها تسهل إرسال المقاتلين الشيعة،" وخاصة العراقيين" الى سوريا. كما اشارت مجموعة صوفان الى تأكيد الرئيس روحاني بان ايران ستواصل انتاج الاسلحة البالستية، اذ تعتبر طهران هذه الصواريخ سلاحاً اساسياً في معالجة ضعفها في مجال القوة التقليدية، حسب ما ورد في تقرير المجموعة.

ولفتت المجموعة الى عدم وجود اي مؤشرات تدل على ان روحاني مستعد لتقليص دعم ايران لما اسمتها "الحركات الشيعية" في المنطقة، وخاصة حزب الله. وقالت ان رفع العقوبات عن ايران سيعطيها المزيد من الموارد المالية للسعي وراء تحقيق هذه المصالح، رغم ان الاحتياجات الاقتصادية الداخلية قد يكون لها الاولوية.
كذلك تحدثت مجموعة صوفان عن الآثار الاقتصادية العالمية،حيث دخل الاتفاق النووي مرحلة التنفيذ تزامناً مع وجود فائض بالنفط و بالتالي انخفاض الاسعار الى ما دون 30 دولار مقابل البرميل.و اشارت الى ما قاله المسؤولون الايرانيون بان ايران ستضخ 500,000 برميل نفط اضافي بشكل يومي. ورجحت ان يؤدي ذلك الى مواصلة انخفاض اسعار النفط، خاصة وان السعودية ترفض تخفيض الانتاج بهدف اضعاف منتجي النفط الصخري الاميركيين وكذلك ايران وروسيا.
داود اوغلوا يحاول تلميع صورة بلاده
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مقالة له نشرتها صحيفة "Wall Street Journal" ان الهجمات الارهابية الاخيرة بمدينة اسطنبول تشدد على ضرورة "رد دولي منسق على الازمة في سوريا وعلى صعود الارهاب عالمياً".
واضاف اوغلو ان بلاده "ستتخذ كافة الخطوات من اجل احتواء هذا التهديد خارج حدودها "و محاربتها مع الشركاء في التحالف. كما اشار الى ان استئصال هذا الخطر هي "مسؤولية جماعية وتاريخية"، وان تضييع فرصة جيل باكمله بسبب الارهاب امر لا يمكن التسامح معه.
كما تحدث داود اوغلو عن نمو الاقتصاد التركي بنسبة اربعة بالمئة العام الماضي، مضيفاً ان بلاده تحاول تحقيق نسبة نمو اربعة فاصل خمس بالمئة في عام 2016.و قال ان هناك جهودا تبذل كي يستفيد الجميع من مكاسب النمو الاقتصادي، مشيراً الى ان ذلك يعبر عن رغبة الحكومة بتبني نهج جديد و لغة سياسية جديدة، وحوار جديد حول السياسات التركية تعكس حاجات الشعب التركي، بحسب تعبيره.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018