ارشيف من :آراء وتحليلات

خبراء تونسيون لـ’العهد’: تونس ستتحول إلى مقبرة للدواعش

خبراء تونسيون لـ’العهد’: تونس ستتحول إلى مقبرة للدواعش

يواصل الجيش التونسي مسنودا بالفرق الخاصة لمقاومة الإرهاب التابعة للأمن والحرس الوطنيين، عملية ملاحقة الإرهابيين الفارين من ساحة المعركة. وتتم عملية تمشيط واسعة لمدينة بن قردان والمدن المحيطة بها والقريبة منها وفي كل مرة يتم الإعلان عن تصفية عدد من التكفيريين.

كما يشعر الرأي العام في تونس بسخط وغضب شديدين من تغطية بعض وسائل الإعلام للحدث على غرار قناتي الجزيرة وفرنسا 24. حيث انتصرت هاتان القناتان ضمنيا لقوى التكفير وأظهرت الجيش التونسي بمظهر العاجز رغم أن العكس تماما هو الصحيح والذي أكده سير المعارك والقضاء السريع على المهاجمين.

حرب عصابات


وفي هذا الإطار، رأى الأستاذ محمد درغام الأمين العام للمركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق والخبير القانوني في العلوم الجنائية، في حديث  لموقع "العهد الإخباري"، أن الجيش التونسي لديه القدرة والكفاءة على محاربة هذه الجماعات وإلحاق الهزيمة بها. فهذا الجيش يمتلك قوات نظامية قادرة على خوض حرب تقليدية مع جيوش حقيقية خاصة وأن عملية إعادة تسليحه متواصلة، وقادر أيضا، وهذا الأهم، على خوض حرب عصابات ضد ميليشيات وداخل المدن بفعل قواته الخاصة التي يشهد لها بالكفاءة.

خبراء تونسيون لـ’العهد’: تونس ستتحول إلى مقبرة للدواعش


ولعل هذه المعركة مع قوى الظلام، وكذا معارك الإستقلال السابقة ضد الجيوش الفرنسية الجرارة، ومهام حفظ السلام التي أداها الجيش التونسي بنجاح في عدد من بؤر التوتر في العالم (كمبوديا، الكونغو، ساحل العاج، رواندا، إفريقيا الوسطى، ساحل العاج، كوسوفو، هايتي.....)، تثبت هذا الأمر وتؤكده. فقد يهزم الجيش التونسي، بحسب درغام، في معركة مع جيش نظامي أو يمكن أن يخسر أراضي أثناء القتال لكنه قادر لاحقا على إلحاق الخسائر الفادحة بالغزاة بعد استدراجهم إلى المدن والدخول وإياهم في حرب عصابات واستنزافهم لإجبارهم على عدم البقاء لوقت طويل بفعل هذه القوات الخاصة.


وعي شعبي


من جهتها اعتبرت آمنة الشابي مديرة البرامج بالمعهد العربي للديمقراطية ومقره تونس في حديثها للعهد الإخباري، أن تونس انتصرت وستواصل الإنتصار على قوى الظلام بفعل وعي شعبها الذي تجلى في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة بن قردان التي هدف الدواعش إلى احتلالها وإعلانها إمارة تابعة لهم. فقد التف مواطنو بن قردان حول جيشهم وقوى أمنهم وظهرت صور في وسائل الإعلام يشعر من يراها بالفخر، فهناك من المواطنين من حمى ظهور الأمنيين وهم يقاتلون وهناك من لاحق الإرهابيين وهو أعزل رغبة في القبض عليهم مما تسبب في استشهاده.


وأضافت الشابي: "ورغم ذلك تخرج علينا قناة الجزيرة والإعلام الرسمي الفرنسي بصورة إلى العالم مختلفة تماما عما يجري على أرض الواقع. وتتباكى إعلامية في قناة الجزيرة على "حقوق الإرهابيين" التي "ينتهكها الجيش التونسي" الذي صنفت الإعلامية المشار إليها عناصره في مرتبة الحيوانات بعد أن تساءلت عن العلف الذي تتغذى به الجيوش العربية لتصبح بهذه الوحشية، وهو ما دفع بمدير قناتها إلى الإعتذار لاحقا عن الإساءة لتونس ولجيشها".


ضرورة المحاسبة


ويتوقع كثير من الخبراء أن تجنح الجماعات التكفيرية إلى الإنتقام من تونس بعد الهزيمة المدوية التي لحقت بها على أرض الخضراء وفشل مخططها في إنشاء "إمارة إسلامية" على الأراضي التونسية. كما تدعو أطراف تونسية جيش بلادها وحكومتها إلى القيام بضربات استباقية جوية للجماعات التكفيرية في عمق الأراضي الليبية بالتنسيق مع جهات ليبية كما يفعل المصريون من الجهة الشرقية.


كما أن النجاح العسكري لا يجب أن يحجب بحسب البعض الفشل الإستخباراتي في توقع العملية وإحباطها. لذلك يدعو البعض إلى ضرورة فتح تحقيق لمعرفة أسباب التقصير ومحاسبة من قام بحل جهاز أمن الدولة (المخابرات) مباشرة بعد الإطاحة بنظام بن علي بتعلة الثورجية و ضرورة تطهير الأجهزة الأمنية فقد كانت تونس عن الإرهابيين لعقود بفعل أمنها الوقائي وأجهزة استخباراتها إلى أن تغيرت الأمور مع "الفوضى الخلاقة" التي استهدفت البلاد العربية.  

2016-03-10