ارشيف من :أخبار عالمية

الاسد وميدفيديف يبحثان التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والتسوية في الشرق الأوسط

الاسد وميدفيديف يبحثان التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والتسوية في الشرق الأوسط

اعلن مصدر في الكرملين أن الرئيسين الروسي ديميتري ميدفيديف والسوري بشار الأسد سيبحثان اليوم الخميس شؤون التعاون بين روسيا وسوريا في مجال الطاقة، ومسائل التسوية في الشرق الأوسط، والبرنامج النووي الإيراني. وقال المصدر في حديث لوكالة نوفوستي، إن مسائل التعاون التجاري الاقتصادي، وتحديد إمكانيات جديدة لتعزيز هذا التعاون ستشغل حيزا مهما في محادثات الرئيسين ميدفيديف والأسد.
وكانت قد صدرت العديد من المواقف المرحبة بزيارة الاسد الى موسكو حيث اكد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي إيفان ميلينكوف أن العلاقات بين سوريا وروسيا تتطور بصورة ديناميكية لافتاً إلى التطور الكبير في العلاقات الثنائية منذ زيارة الرئيس بشار الأسد إلى روسيا في كانون الثاني من العام 2005 وتوقيع البيان المشترك حول مواصلة تعميق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. ورأى ميلينكوف في تصريح لوكالة سانا السورية أن العلاقات بين سوريا وروسيا تتطور على نحو فعال أيضاً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية وغيرها مؤكداً تقارب وتطابق مواقف البلدين في أهم القضايا الدولية ومشددا على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ولا سيما انسحاب جيش العدو من الجولان السوري المحتل.
وأشار نائب رئيس مجلس الدوما الروسي إلى أن الرئيس الأسد أحرز نتائج باهرة في زيارته لفرنسا ولقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مشيراً إلى أن السياسة السورية تعاملت برؤية عميقة مع قضايا المنطقة والعالم. كما أعرب ميلينكوف عن الثقة بأن زيارة الرئيس الأسد الى روسيا ستسهم في تطوير العلاقات السورية الروسية وتتيح فرصة لتبادل الآراء حول أهم القضايا في ظروف احتدام الموقف الدولي الراهن.
من جهته أكد نائب رئيس إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر زاسيبكين أهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس بشار الأسد إلى روسيا في توطيد وتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين. وقال زاسيبكين في حديث خاص لوكالة سانا إن سوريا تعتبر شريكاً تقليدياً لروسياً في الشرق الأوسط ويربطهما تاريخ طويل من الصداقة والتعاون العميق.
ورأى المسؤول الروسي أن العلاقات بين البلدين تكتسي طابعاً مهماً وبصورة خاصة في الوقت الحاضر على خلفية التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط معرباً عن دعم روسيا واستعدادها لبذل كل الجهود لتحريك عملية السلام والمضي بها قدماً وعلى كل المسارات وخصوصاً المسار السوري الذي لا يمكن إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة دون إحراز تقدم فيه. كما أعرب زاسيبكين عن ترحيب روسيا بالمفاوضات غير المباشرة بين سوريا و"إسرائيل" بوساطة تركية مؤكداً أن بلاده على استعداد دائم لتقديم المساعدة بأي شكل للإسهام في إحراز نتائج تقبل بها سورية بالذات.
ونوه المسؤول الروسي بالتعاون السياسي المتواصل بين سوريا وروسيا في كل المسائل ومن بينها الوضع في لبنان لافتاً إلى دور سوريا في إنجاز اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية.
وشدد زاسيبكين على أن التعاون الاقتصادي الثنائي بين سوريا وروسيا أخذ بالتطور والنجاح لاسيما في السنوات الأخيرة بعد الزيارتين السابقتين للرئيس الأسد إلى روسيا وأصبح هذا التعاون يشمل الكثير من المجالات كإقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة الضخمة وتطوير العلاقات التجارية بين الجانبين. وأكد زاسيبكين أن موسكو تنظر بتفاؤل إلى مستقبل العلاقات بين البلدين وأن زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف ستشكل خطوة مهمة تخدم مصالح البلدين وقضايا الشرق الأوسط.
بدوره رحب البروفيسور "أوليغ بيريسبكين" رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية بزيارة الرئيس الأسد إلى روسيا وقال إن الرئيس الأسد صديق كبير لروسيا. وأشار بيريسبكين في تصريح لوكالة سانا في موسكو لأهمية محادثات الرئيس الأسد مع نظيره الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في هذه المرحلة على صعيد قضايا الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات الثنائية. وأعرب البروفيسور الروسي عن اعتقاده وثقته بأنه ستجري مباحثات إيجابية ومهمة بين الرئيسين الأسد ومدفيديف ويتبادلان الآراء حول أهم القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين ويتفقان على كيفية العمل معاً في هذا الوضع الدولي المعقد الذي يوجب على الجانبين التعاون الوثيق لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وفي منطقة القوقاز المجاورة له أيضاً.
وأكد بيريسبكين أن السياسة التي ينتهجها الرئيس الأسد في الداخل وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي هي سياسة حكيمة جديرة بالاحترام مشيراً إلى أن أي مفاوضات سلام بين سوريا     و"إسرائيل" يجب أن تسفر عن إعادة كامل الجولان المحتل إلى سوريا.

وفي إطار هذا الاهتمام الروسي بالقمة السورية الروسية الثالثة رحب رئيس لجنة القوميات في مجلس الدوما الروسي فالنتين كوبتسوف بزيارة الرئيس الأسد مشيرا إلى أن مباحثاته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ستكون مثمرة وستعود بنتائج كبيرة تخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين. وقال كوبتسوف في تصريح لوكالة الأنباء السورية إن علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين منذ عقود لا تزال تشكل اليوم عاملا هاما للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر سورية دولة أساسية فيها. وأوضح كوبتسوف إن زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو تكتسب في هذه الظروف الجديدة أبعادا استثنائية نظرا للاحداث الاخيرة في العالم ولاسيما في منطقتي الشرق الأوسط والقوقاز كما تكتسب القمة السورية الروسية اهتماما ليس فقط في بعدها الثنائي ولكن أيضا على الصعيد الدولي.

من جانبه قال الجنرال رئيس الأكاديمية الجيوسياسية في روسيا ليونيد ايفاشوف إن القمة السورية الروسية الأولى بين الرئيسين الأسد و ميدفيديف ستتيح استخلاص نتائج المرحلة السابقة من التعاون بين البلدين والسير بخطوات إلى الأمام في علاقاتهما منوها بدور سوريا في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال إيفاشوف إن السياسة السورية الخارجية تتميز بالحكمة وتهدف إلى تعزيز موقع سوريا في الأسرة الدولية معربا عن أمله في أن تسهم القمة الحالية في زيادة التعاون وعلاقات الصداقة مع سوريا في جميع المجالات.

2008-08-20