ارشيف من :آراء وتحليلات

خفايا عودة فايز السراج وحكومته إلى ليبيا

خفايا عودة فايز السراج وحكومته إلى ليبيا

أكد أغلب الخبراء والمحللين أن حكومة فايز السراج ما كانت لتتجرأ على العودة إلى العاصمة الليبية طرابلس قادمة من تونس (مكان إقامتها المؤقت السابق)، لولا الدعم الذي تحظى به من الخارج وخصوصا من دول الجوار. فالوضع الأمني في طرابلس، التي تسيطر عليها مليشيات فجر ليبيا وتقيم فيها حكومة، وتدعم مجلسا انتهت ولايته، لا يشجع على القدوم والإستقرار.

ويبدو أن هناك تطمينات حصل عليها السراج وأعضاء حكومته من الخارج بأنه لن يتعرض للاذى بعد أن ضمن ضغطا على فجر ليبيا وحلفائها من جهة ما. ومن المؤكد أن الضغط قد استهدف البلدان الداعمة لفجر ليبيا وهم الرعاة الإقليميون العرب والإسلاميون لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي يطلق عليه البعض تسمية "الربيع العربي".

احتواء السراج

وبحسب معلومات فإن الجهات الضاغطة على فجر ليبيا أقنعت هذه الجماعات بإمكانية احتواء السراج وحكومته مع الوقت وذلك لكسب "شرعية"، يفتقدها "إخوان طرابلس"، واعترافا دوليا يمكنهم من تجديد أنفسهم. بالمقابل فإن هذا الإحتواء سيضعف جماعة طبرق أي البرلمان الليبي المنتخب والحكومة المنبثقة عنه المدعومين من الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر والذين هم في صراع مع فجر ليبيا ولم يتم السماح لهم بالإستقرار في طرابلس طيلة السنوات الماضية.

خفايا عودة فايز السراج وحكومته إلى ليبيا

وتبدو عملية الإحتواء ممكنة بالنظر إلى عدم توفر قوات عسكرية مقاتلة تدعم السراج في الميدان وقادرة على حمايته. فالرجل سيكون وعلى ما يبدو أداة طيعة لدى فجر ليبيا لمزيد من الهيمنة على بلد عمر المختار بغطاء دولي وما المعارضة التي قوبل بها قدومه من بعض الميليشيات المارقة في فجر ليبيا، التي قامت بإغلاق المجال الجوي وهي تعلم علم اليقين أنه قادم بحرا، إلا ذر رماد على العيون وإخراج مسرحي ليبدو الأمر وكأنه لا يوجد أي رابط بين هذا الطرف وذاك وحتى تخرج فرنسا وتتحدث في بيان عن شجاعة فايز السراج وحكومته التي خاطرت وذهبت إلى طرابلس رغم كل شيء.

وتتعامل دول جوار ليبيا مع حكومة السراج وتدعمها آملة في تغيير الأوضاع والحد من نفوذ الجماعات التكفيرية التي توالي داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية. وترى دول الجوار، التي اجتمع وزراء خارجيتها في تونس منذ أسبوعين أن دعم استقرار السراج وحكومته في طرابلس قد يمثل بديلا عن العدوان الأطلسي الذي كان مقررا لليبيا.

أي أن هناك صفقة ما حصلت بين هذه البلدان والأطراف الأطلسية تقضي بدعم الحكومة الجديدة والمساعدة على عودتها إلى طرابلس مقابل إعادة النظر في الحرب على ليبيا التي كانت قاب قوسين أو أدنى. وتخشى دول تونس ومصر والجزائر من حرب على ليبيا قد تحدث فوضى في المنطقة وانفلاتا تصعب معه لاحقا إعادة الأمور إلى سيرتها الأولى، كما تخشى من استقرار أطلسي ببلد عمر المختار وإقامة قواعد عسكرية دائمة و عودة للإستعمار القديم.

2016-04-05