ارشيف من :آراء وتحليلات
أردوغان والرِهان الخاسر

راهن البعض على تغيير في الموقف التركي خصوصاً بعد الزيارة الاخيره التي قام بها احمد داوود اوغلو الى طهران طالباً مساعدتها في حلحلة الموضوع الروسي بعد الازمه التي نشبت بين روسيا وتركيا على اثر اسقاط طائرة "السوخوي"الروسية وقتل احد طياريها إضافة للحديث الذي تم التطرق اليه والتطابق الذي ظهر بين انقرة وطهران لجهة عدم السماح بقيام دولة كردية في الشمال السوري مقابل وعد تركي باستدارة في السياسة التركية فيما خص الملف السوري والعمل على اقفال الحدود التركيه أمام تسلل وتمويل وتسليح الارهاب الذي يتخذ من تركيا ومنافذها الحدوديه مع سوريا معبراً رئيسياً لبيع النفط السوري المنهوب الى شركات تركيه تخص اقارب وابناء رجب اردوغان نفسه..
لكن ما حصل عكس ذلك تماما فتركيا وحسب آخر المعلومات قامت بتزويد التنظيمات الارهابية بالاسلحة الحديثة وبصواريخ مضادة للطائرات واخر انجازات تلك التنظيمات مدعومة بشكل مباشر من تركيا عسكريا وتقنياً تنفيذ هجوم مضاد على منطقة تل عيسى مستخدمة اسلحه كيميائيه في قصفها مواقع الجيش السوري بغاز السارين في تلك المنطقه ما أدى الى انسحاب الجيش السوري والمقاومه اللبنانيه من تل عيسى واحتلالها من قبل تنظيم داعش.
في الساعات القليله الماضيه تم الاعلان عن قيام تنظيم داعش بقصف مواقع الجيش العربي السوري في محيط مطار دير الزور بغاز الخردل لكن دون اعطاء اي تفاصيل عن تطور الوضع العسكري في المنطقة.
قبل أيام اعلن اردوغان امرين لافتين الاول هو ان زمن التفاوض مع الاكراد قد ولى الى غير رجعه وانه اي اردوغان سيسحق "التمرد الكردي" داخل وخارج تركيا مقترحاً سحب الجنسيه ورفع الحصانه عن مناصري حزب العمال الارهابي في اشارة واضحه للولوج بمعركة عسكرية مفتوحه مع الاكراد.
اما الامر الثاني فهو عبارة عن رسالة واضحة وصرخه بوجه الولايات المتحدة الامريكية والمانيا حين انتقد ممارستهما للديمقراطية واصفاً ذلك بالممارسة الكاذبة اضافة لاثارة ورقة اذربيجان تنفيذا لاوامر اسرائيليه بهدف الضغط على روسيا تحديدا مصرحاً انه يدعم اذربيجان في حربها ضد ارمينيا وان اقليم "قره باغ" المتنازع عليه لا بد ان يعود الى اذربيجان.
من المعروف ان روسيا لديها رؤية خاصة تحاول فرضها على المسرح الدولي سعياً لتحقيق توازن استراتيجي مع الولايات المتحدة من خلال تنفيذ وجهة النظر الروسية القاضية بوقف العمليات العسكرية عند حدود تحرير تدمر التي ازعجت امريكا وحلفاؤها كاسرة الميزان العسكري لصالح الجيش العربي السوري بشكل واضح ما يؤهل الدوله السوريه الى امتلاك الورقه الاقوى في اية مفاوضات ما يوجب ضرورة انغماس سوريا كدوله في العملية السياسيه الجاريه في جنيف في حين ان لسوريا الدوله والحليف الايراني وجهة نظر مختلفه في هذا الشأن.
اما وجهة النظر السورية فهي التصميم والاستمرار في التقدم العسكري للقضاء على الارهاب نهائياً لكن بشكل متزامن مع المفاوضات الجارية في جنيف لان الفرصة متاحة لتحقيق ذلك بعد الانتصارات المتتاليه للجيش العربي السوري في الميدان العسكري.
يذكر ان ايران اعلنت ان فرقة عسكرية من الجيش الايراني التابعه للواء 65 في الحرس الثوري ستتوجه الى سوريا للمشاركه بالمعارك وعلى وجه الخصوص في الشمال السوري.
عليه، يبدو اننا امام مرحلة قادمة حامية بنيرانها في الشمال السوري ومن غير المستبعد ان نشهد عودة القوة الاستراتيجية الروسية الى الميدان السوري خصوصا بعد الموقف التركي المنحاز الى جانب اذربيجان ضد ارمينيا. انها حرب بين انقرة وموسكو بالواسطة ومن المتوقع ترجمتها باللكنه الحلبيه تحديداً.
تركيا رجب اردوغان استنفرت واستنفذت كل قواها والقت بكل ما تملك من اوراق بوجه الجميع لان اردوغان بات يدرك انه صار منبوذا من قبل الجميع وانه الخاسر الاكبر وان حلمه باعادة السلطنة العثمانية سيبقى حلماً غير قابل للتنفيذ وان الخطر الامني والاقتصادي قادم الى تركيا دون ادنى شك وان حكم رجب اردوغان واحمد اوغلو بات يستمد البقاء من اجهزة التنفس الاصطناعي وهو في مرحلة الانفاس الاخيرة لا محالة.