ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: "أوسلو".. و"شِعب" غزة

خلف القناع: "أوسلو".. و"شِعب" غزة
كتب مصطفى خازم
من منا يرصد شهداء حصار غزة.. يومياً..
من يلتفت إلى معاناتهم، جوعهم، والموت البطيء الذي يحيط بهم من كل جانب..
لا غذاء، لا ماء، لا "نفط"، لا دواء لا حرية انتقال الى المستشفيات للمرضى..
مليون ونصف مليون "نفس" معلقة بين الأرض والسماء تنتظر ورقة "النعوة"، ليعلم العالم بأنها كانت هنا ورحلت إلى المقر الأبدي..
91 صنفاً من الدواء على لائحة النفاد خلال ثلاثة أشهر..
المهمات الطبية من جراحة ومعالجة سريرية هناك 105 أصناف رصيدها الدوائي صفر.
55 صنفاً تكفي لمدة شهر واحد.
58 صنفاً تكفي لشهرين.
أما الأصناف التي تكفي لثلاثة أشهر هي 44 صنفاً فقط.
لائحة طعام لواحد من "الاسياد" العرب تكاد توازي هذه اللائحة..
فاتورة "لهو" في "مقامر" اوروبا يكاد "بقشيشها" يوازي هذه الارقام..
ثم يأتيك من يسأل.. عن "المغامر"..
أكثر من 237 شهيداً بسبب الحصار بينهم عدد كبير من النساء والاطفال..
"سجّل أنا عربي..".
هكذا هتف الشاعر الراحل محمود درويش في وجه الجلاد..
"ورقم بطاقتي خمسون ألفاً.. وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف.. فهل تغضب"..
نحيل السؤال إلى الأعراب..
متى تغضب؟..
عندما سيموت كل أهل "شِعب" غزة.. أما أنك يومها ستفرح..
فقد حلت القضية.. وارتاح رأسك من مشكلة كانت تزعجك وتؤرق أحلامك "الوردية"..
في مثل هذه الايام تمر علينا ذكرى "أوسلو" او "وعد بلفور الجديد"..
اتفاقية اطاحت ببقية كرامة لبندقية، اجتهدت لتستبدل القبضة بغصن زيتون.. في فم حمامة سلام..
فعاجلها القاتل أبداً برصاصة لطخت وجه "الأعراب " بذل السكوت والهوان..
خمسة عشر عاماً مرت، ولا يزال الفلسطيني يفاوض "طواحين الهواء"..
ماذا تغير من "اوسلو" إلى اليوم..
لا تتزحزح نقطة حبر واحدة عن مكانها في الورقة..
لا قدس.. لا حق عودة.. لا دولة..
هو حصار طواغيت مكة لقلة مؤمنة صابرة مجاهدة في "شِعب أبي طالب"..
هو حصار كل عربي يبيت شبعان وأخوه بالدم والدين والإنسانية جائع في "شِعب غزة"..
"أوسلو" قتلت صاحبها.. والمحاصرون لغزة يقتلون أهل غزة.. والراضون بالحصار كذلك.
ما هو الفارق بين "القتلة"..
القاسم المشترك أنهم عبيد أميركا.. وليسوا احراراً
صبراً أهل غزة.. فالصبح آت آت آت...
أليس الصبح بقريب..
الانتقاد/ العدد 1292 ـ 22 آب/ أغسطس 2008
2008-08-22