ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: جولة الجنرال على مربع الصمود والانتصار "لنشهد بان السيادة تكون على جميع تراب الوطن أو لا تكون" ـ مصور
الجولة الجنوبية لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون استهلها بزيارة اضرحة شهداء مجزرتي قانا الاولى والثانية وبعد وضع اكليل من الزهر على اضرحة الشهداء كان له تصريحا مقتضبا قال فيه: إن سُنة الحياة تقضي بأن يسير الأبناء والأحفاد في جنازة الآباء والأجداد، ولعل أقسى ما كُتب لقانا أن تسير مرتين في مأتم أحفادها وأولادها. ولفت إلى أن من الطبيعي أيضاً أن يفتدي الكبار منا صغارنا ولكنّ صغارنا هم الذين افتدونا وسبقونا إلى الشهادة. وقال: في هذه اللحظة التي نقف فيها خاشعين أمام أضرحة شهدائنا يخالجنا شعور بالحزن والغضب: بالحزن لفقدانهم والغضب الذي يثير فينا روح الثورة ضد معاقل الظلم والطغيان، وعاهد عون الشهداء على المحافظة على قدسية شهادتهم وعلى كرامة التراب الذي يحتضن جثامينهم.
العماد عون الذي يرافقه وفد كبير من التيار الوطني الحر كان في استقباله مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا النائبان حسن حب الله وعبد المجيد صالح رئيس بلدية قانا محمد عطية وحشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والاجتماعية وعوائل الشهداء ووفود شعبية، ووسط نثر الورود والارز حيث ادى ثلة من الجاهدين التحية على وقع الموسيقى الكشفية لكشافة الامام المهدي "عج".
رميش
لينتقل بعدها الجنرال عون الى بلدة رميش حيث كان في استقباله عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله وحشود غفيرة من المواطنين وأنصار التيار الوطني الحر بحفاوةٍ بالغة على وقع موسيقى الاناشيد الوطنية وهتافات الترحيب والتهليل، حيث توجه الى كنيسة التجلي في البلدة ووضع أكليلا من الزهر على ضريح الشهيد اللواء فرنسوا الحاج والقى كلمة قال فيها:
"يا أهلي في رميش والجوار، أتيت اليوم لألتقي معكم، وأحسست أن الطبيعة تغيرت وقلوبكم لم تتغير، لواؤنا البطل فرنسوا الحاج كان أخاً رافقني في الليالي السود وعاش كل حياته يدافع عن لبنان، واليوم نسمع من يسيء إلى فرنسوا ورفاقه، مؤكدا ان الفكرة الشاملة للوطن تتجسد في المؤسسة العسكرية، ومشددا على ان دماء شهدائنا من الجيش والمقاومة امتزجت لكي تعطينا السيادة والاستقلال".
بنت جبيل
ولدى وصول الجنرال إلى مدينة بنت جبيل أقام حزب الله حفل استقبال جماهيري في مهنية بنت جبيل استهل بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيبية بالعماد عون.
ثم القى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي كلمة قال فيها: "اهلا بكم انتم الذين عبرتم الطوائف والمذاهب والذين كسرتم حواجز القلق والخوف، وتاريخكم خير شاهد على هذا الكم الكبير من الانجازات والتضحيات ومن الحفاظ على الثوابت والمبادئ والمسلمات". مشددا على الحفاظ على كل عناصر القوة التي يجب ان يتمتع بها لبنان والتي تأتي في طليعتها المقاومة فكرا ونهجا وثقافة وعقيدة وحياة، مجدداً الدعم والوعد والعهد على الحفاظ على الوحدة الداخلية وعلى صيغة العيش المشترك التي عبر عنها الامام المغيب السيد موسى الصدر انها افضل وجوه الحرب ضد العدو الصهيوني". مؤكدًا على اننا في لبنان محكومون شئنا ام ابينا في التوافق والوفاق والشراكة وليس على الاطلاق بالغلبة والهيمنة والتفرد والتسلط والاستئثار، معتبرا ان هذا الوطن هو لكل اللبنانيين ولا نريده وطنا طائفيا او مذهبيا او مناطقيا.
بدوره عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ألقى كلمة قال فيها:" باسم حقولنا وبيادرنا وتبغنا وقمحنا وباسم الشجر والصخر والحجر، باسم دمنا الذي زرعناه هنا وباسم كل شهيد للمقاومة والجيش والشعب ، وباسم الناس الطيبين الذين أتوا اليوم إلى هنا والذين سكنت قلوبهم وعبرت مع قائد المقاومة حواجز المناطق والطوائف والحسابات الضيقة، باسم عيشنا الواحد في هذه المنطقة النموذج باسم المقاومة وبكل شهدائها ومجاهديها وكوادرها وقيادتها أود ان ارحب هنا في مدينة الصمود على مربع التحرير بنت جبيل بالعماد ميشال عون لاقول له:
"اهلا بك هنا في الجنوب وانت محفور هنا، الجنوب حارس الوطن وعينه الساهرة التي لا تنام ولا يرف لها جفن مهما علا التهديد والوعيد الإسرائيلي ومها علا الصراخ من هنا وهناك، واستميحك عذرا أيها الجنرال ان استعيد في هذه اللحظة المفعمة بالفرح والاعتزاز، الموقف المبدأ حينما نقلت اليك وانت في منفاك الباريسي لابلغك رسالة اميننا العام سماحة السيد حسن نصر الله الذي قال لك فيها انك صادق وشريف، وحين نصادقك نصادقك بشرف، وقد صدقت العهد حينما اعلنت حينها على الملأ وأنت في المنفى وقبل التفاهم، انه حينما تعتدي إسرائيل أو أميركا على المقاومة وعلى لبنان ستكون إلى جانب المقاومة والى جانب وطنك".
وأضاف: "قد صدقت العهد مع صادق الوعد ونحن هنا وإياك اليوم كما سميتها وأنت تأتي إلى الجنوب (في ارض المعركة والانتصار) حيث كانت ارض المعركة التي هُزمت فيها إسرائيل لنؤكد انك شريك في هذا النصر عندما كان المقاومون هنا يسطرون أروع الملاحم والبطولات ومعهم شعب أبي كنت أنت حينها شريكا لهؤلاء ولهذه المقاومة بالموقف وبالثبات لتكون شريك النصر من خلال هذا الموقف وهذا الصمود رغم كل الضغوط التي مورست عليك آنذاك".
"واعتبر فضل الله أن هذه الشراكة التي وضعنا لها مدماكًا أساسيا في التفاهم ما بين حزب الله والتيار الوطني الحر والتي أسست للنصر، والتي توجت في مواجهة العدو بالنصر وعلى المستوى الداخلي بشراكة التوافق الوطني من خلال ما أرسيناه في اتفاق الدوحة لنكون شركاء مع كل المخلصين في هذا الوطن، ولنثبّت منطق الشراكة الوطنية التي أرساها التفاهم ما بيننا وبينك والتي نبني من خلالها دولة القانون والمؤسسات والعدالة، والدولة القوية القادرة التي لا تجرؤ طائرة إسرائيلية على استباحة سمائها، ولا يجرؤ مجلس وزراء إسرائيلي على مناقشة بيانها الوزاري، ويستطيع فيها جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة وشعبنا الأبي أن يواجه أي عدوان إسرائيلي على بلادنا".
وختم النائب فضل الله مؤكداً أن كل تهديد اسرائيلي يحفز المقاومة على الاستعداد والجهوزية لتكون مع الشعب والجيش سدًا منيعاً في مواجهة أي عدوان اسرائيلي ولتمون المدماك الحقيقي الاساسي الذي يؤمن لنا الحرية والاستقلال والسيادة"
العماد عون بدوره ألقى كلمة قال فيها "يا شعبنا المقاوم جئنا إلى مربع الصمود والانتصار لنشهد بان السيادة تكون على جميع تراب الوطن أو لا تكون، مشيرًا إلى أنها تبدأ بالسنتيمترات انطلاقا من الحدود سواء كانت جنوبية او غربية أو شرقية أو شمالية، داعياً للعمل دائما مع جميع القوى سواء كانت شعبية او مقاومة او عسكرية لصنع استراتيجينا الدفاعية حتى تجهز دولتنا مؤكداً على أن هذه الجمهورية ليست بعيدة المنال، فقوانيننا وإرادتنا جاهزة والاستحقاقات قريبة فما علينا إلا أن نختار الكلمة الحق وان لا نمدد لدولة كانت هي وراء انحدار اقتصادنا وأمننا وكل مقومات الصمود الاجتماعي.
وشدد الجنرال عون أن التفاهم مع حزب الله ما هو الا بداية طريق، معتبراً جولته في الجنوب محطة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الجنوبيين أنفسهم، وبين الجنوبيين والشماليين.
وقال عون "إن شريعتنا هي التلاقي مع الآخر مع الاعتراف بحق الاختلاف لاننا نواجه اليوم ثورة غريبة الشكل، مستغرباً ما حدث في الاسبوع الماضي من اعتراض على تفاهم يعترف فيه الانسان باخيه الانسان بان لا يكفره وان لا يقتله، والذي اثار استنكار البعض، فهذا لا نستطيع فهمه لا تاريخا ولا حاضرا ولا مستقبلا.
وأشار إلى أنه "علينا أولا الاعتراف بحق الآخر، مؤكداً أنه "من خلال هذا الإعتراف سنصل إلى حالة السلام". وأوضح أننا بحاجة اليوم "إلى المبادئ الوطنية"، لافتاً إلى أن "الأخلاق هي التي تصون القوانين والحقوق والتضامن وبهذه القيم نبني وطننا القوي الذي يدافع عن ذاته ويحمي مجتمعه".
مارون الراس
ثم توجه الى بلدة مارون الراس استقبله الأهالي بنثر الأرز والورود وذبح "الخراف" ترحيباً، حيث التقى عدداً من ضباط المقاومة الذين قدموا له شرحاً حول المعارك التي خاضوها ضد العدو الإسرائيلي في تلك المنطقة في حرب تموز 2006.
بعد ذلك انتقل الجنرال عون والوفد المرافق الى بلدة الطيري حيث أقام حزب الله مأدبة غداءٍ تكريمية على شرفه في مطعم family park في الطيري بحضور مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي قدم له درعًا تذكارياً عبارة عن أرزة تتوسطها قبضة مقاوم يحمل بندقية تعلوها أرزة لبنان وعبارة "معاً من أجل لبنان"، كما سلّمه صندوقًا خشبياً أثرياً يحوي قنابل عنقودية كان قد فككها المقاومون.
معرض العماد
كما زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مدينة النبطية لأول مرة منذ اكثر من ثلاثين عاما وذلك في اطار جولته في المناطق الجنوبية ،متفقدا معرض العماد (قائد المقاومة الشهيد الحاج عماد مغنية )الذي يقيمه حزب الله في ساحة فخرالدين -النبطية .
وسبق وصول العماد عون الى المعرض نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبوجمرا ووزير الاتصالات جبران باسيل وعضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا وشخصيات قيادية في التيار الوطني الحر، حيث كان في استقبالهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ،مسؤول المنطقة الثانية في حزب الله في الجنوب علي ضعون ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ومسؤول الانشطة الاعلامية المركزية في حزب الله الشيخ علي ضاهر, ومدير المعرض عماد عواضة.
وبعد وصول موكبين وهميين، ووسط اجراءات أمنية مشددة اتخذتها وحدات من قوى الامن الداخلي وعناصر من حزب الله، وصل موكب العماد ميشال عون الذي فاجأ المواطنين الزائرين، حيث صفقوا له طويلا لحظة دخوله المعرض الذي رفعت امامه صورة عملاقة للشهيد عماد مغنية وصافحه البعض منهم، وجال في ارجاء المعرض الفني ـ المشهدي الذي يضم جوانب من شخصية الشهيد الحاج عماد مغنية اضافة الى عرض لاليات ودبابات اسرائيلية غنمها المقاومون اثناء عدوان تموز 2006.
وتوقف العماد عون والوفد المرافق امام عروض لاسلحة اسرائيلية اضافة الى صواريخ تعرض لاول مرة واستعملها المقاومون في حرب تموز ودمروا فيها عشرات دبابات الميركافا فخر الصناعة الاسرائيلية ، كما أستمع لشرح من مدير المعرض عماد عواضة لمروحية اسرائيلية أسقطت في منطقة مريمين ـ ياطر الجنوبية في حرب تموز وعلقت وسط المعرض .
وبدا العماد متأثرا حين وقف امام غرفة خاصة ضمت مكتب الشهيد عماد مغنية وسلاحه الخاص وسجادة صلاته وسبحته وادواته شخصية وثيابه التي استشهد بها ونخرتها شظايا المتفجرة التي استهدفته ،كما شاهد ثياب ومقتنيات خاصة وعمامة شيخ شهداء المقاومة الشهيد راغب حرب. الذي اغتاله عملاء العدو الاسرائيلي عام 1984.
وتحدث العماد عون للصحافيين اثر ذلك فقال: "أرى سلاحا في المعرض استعمل حيث يجب ان يستعمل ،استعمل لمقاومة العدو ،ولتحرير الارض على عكس كل الاسلحة التي استعملت للتقاتل وادت الى قتل الكثير من اللبنانيين ،واقل تكريم لشهدائنا ان نفهم الرسالة التي تركوها لنا، سلاحهم واغراضهم بعد الموت ليكونوا الشاهد على سلوكنا في المستقبل اي ان لا يستعمل السلاح ضد بعضنا بل ضد العدو فقط.
بعد ذلك انتقل العماد عون والوفد المرافق الى مشهدية روضة الشهداء ضمن فاعليات المعرض حيث شاهد "أوبرية الضوء المشظى "التي تعرض فيها صور لاول مرة عن الحاج عماد مغنية .
ثم سجل العماد عون في السجل الذهبي للمعرض الكلمة التالية: "يوم عظيم عشناه مع شهدائنا الابطال وقصتهم هي قصة تاريخنا الذي يلقننا ما يجب ان تكون عليه اجيالنا الطالعة".