ارشيف من :أخبار عالمية

الرئيس الأسد: حزب الله حزب قوي وقوة سياسية كبيرة في لبنان ويكتسب تأييد الجماهير بصورة متزايدة من يوم إلى آخر

الرئيس الأسد: حزب الله حزب قوي وقوة سياسية كبيرة في لبنان ويكتسب تأييد الجماهير بصورة متزايدة من يوم إلى آخر

دمشق ـ راضي محسن
أشاد الرئيس السوري بشار الأسد "بالقوة السياسية الكبيرة" التي يتمتع بها حزب الله، وأثنى على "العلاقة الصحيحة" التي يقيمها الحزب مع مختلف القوى على الساحة اللبنانية، وقال في حوار أجراه مع صحيفتي كومير سانت وغازيتا الروسيتين إن "حزب الله هو الآن قوة سياسية كبيرة في لبنان وهو حزب قوي وله ممثلوه في البرلمان والحكومة وهو يقيم برأينا علاقات صحيحة مع القوى السياسية والاجتماعية الأخرى في لبنان ويكتسب تأييد الجماهير بصورة متزايدة من يوم إلى آخر".

ورداً على سؤال، أوضح الرئيس الأسد أن "الغرب يتهمنا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان ولكننا وباعتبارنا دولة هامة في المنطقة لا نفعل شيئاً آخر سوى أننا نقيم علاقات شفافة وحواراً علنياً مع مختلف القوى السياسية والحوار ليس تدخلاً أبداً ويتلخص الأمر في أننا نملك وجهة نظرنا الخاصة بشأن الأحداث في لبنان ووجهة النظر هذه معروفة جداً".

الغرب يتهمنا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان ولكننا لا نفعل شيئاً آخر سوى أننا نقيم حواراً علنياً مع مختلف القوى السياسية والحوار ليس تدخلاً أبداً
وحول مباحثاته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وموقف سورية من الأحداث في جورجيا قال الرئيس الأسد: إننا نؤيد روسيا بالكامل في هذه المسألة وما يجري معها الآن جرى معنا في السابق، فجورجيا هي التي بدأت هذه الأزمة بينما يعمد الغرب إلى اتهام روسيا بها ويقوم بتضليل إعلامي شامل وتشويه الوقائع ومحاولات عزل روسيا دولياً، وهذه العملية ما تزال مستمرة عدة أعوام، ففي البداية كانوا يريدون تطويق روسيا بطوق من الحكومات المعادية وضرب الاقتصاد الروسي والتدخل الدائم في شؤون روسيا الداخلية ونصب منظومة الدرع الصاروخية بالقرب من حدودها، وأخيراً جاءت أحداث جورجيا. وهي ذروة محاولات تطويق وعزل روسيا.

ورداً على سؤال يتعلق بإمكانية رد روسيا على منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا ومساعدة سورية عبر نصب مجمعات صاروخية من طراز اسكندر في منطقة كاليننغراد وفي سورية... قال الرئيس الأسد: قبل عدة سنوات طرحت سورية مسألة شراء مجمعات اسكندر من روسيا. ولم يكن لهذه المسألة آنذاك أي ارتباط بالدرع الصاروخية الاميركية، ولقد اقترحت علينا روسيا عدة أنواع من شتى الأسلحة التي كان بإمكاننا شراؤها وجرى طرح مسألة مجمعات اسكندر بين مسائل أخرى. ولكن لم تقدم بعد إلينا أي اقتراحات بشأن ما تتكلمون عنه، وإن موقفنا يتلخص في أننا مستعدون للتعاون مع روسيا في كل ما من شأنه أن يعزز أمنها. أما ما يتعلق بالتفاصيل فيجب انتظار المفاوضات مع المسؤولين الروس، وأعتقد أنه ينبغي لروسيا أن تفكر فعلاً بتدابير الرد التي ستتخذها عندما تجد نفسها في طوق الحصار.

ورداً على سؤال حول عدم تسلم سورية أي اقتراحات بشأن مساعدة روسيا في الرد على منظومة الدرع الصاروخية الأميركية وفيما إذا كانت سورية على استعداد للنظر فيها إيجاباً في حال تقديمها قال الرئيس الأسد: مبدئياً نعم، لكننا لم نفكر بذلك بعد ولم نستلم أي اقتراح من هذا النوع وفي كل الأحوال يجب على الخبراء العسكريين أن يدرسوا أولاً مثل هذه المشاريع.. وإذا ما تقرر شيء.. فإننا سنعلنه صراحة وعلى الملأ.

وأضاف الرئيس الأسد ليست لدى سورية أي اتفاقيات ملموسة تتعلق بشرائها مجمعات اسكندر وحتى المفاوضات بهذا الشأن لم تجر في الآونة الأخيرة.

وجواباً على سؤال عما إذا كانت سورية ستناقش موضوع شراء أسلحة جديدة مع روسيا، قال الرئيس الأسد: بطبيعة الحال مسألة التعاون العسكري التقني مسألة أساسية. فشراء الأسلحة هام جداً مع أنه تظهر من حين إلى آخر عقبات مختلفة بيروقراطية غالباً. كما يجري أحياناً تأخر لأسباب إنتاجية كما تنشأ صعوبات مالية أيضاً وأعتقد أنه يجب علينا تسريع الأمور علماً أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تكفان عن الضغط على روسيا وعلى سورية معاً.

وعن العقبات التي تعترض شراء سورية لأسلحة من روسيا، أوضح الرئيس الأسد أن مسألة المشتريات مسألة طويلة وتظهر أحياناً عقبات فيما يتعلق بالتأخر في الإرساليات وهناك أحياناً صعوبات مالية وإنتاجية وإجرائية ونحن نرغب بتسريع هذه العملية وان الضغوط من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما على روسيا لا تتوقف ولقد أصبح دور إسرائيل والولايات المتحدة في جورجيا معروفاً للعالم كله وإذا كان البعض في روسيا يتوقعون سابقاً أن تصبح إسرائيل والولايات المتحدة قوى صديقة لروسيا فإن هذه الآمال قد تضاءلت حالياً.

وأضاف الرئيس الأسد: لقد اقترحت علينا روسيا أنواعاً من الأسلحة لشرائها وهذه المسائل يعكف الخبراء العسكريون على دراستها حاليا وعندما يتم الانتهاء منها سنعلن حتما عن اتفاقياتنا في هذا المجال.

وفيما يتعلق بالأنباء التي تتحدث عن شراء سورية أسلحة وإرسالها إلى إيران قال الرئيس الأسد: إذا حاكمنا الأمور منطقياً فإن العلاقات بين إيران وروسيا جيدة جداً، وإن منظومات الدفاع الجوي المضاد روسية الصنع الموجودة لدى إيران هي أكثر حداثة من تلك الموجودة لدى سورية، لذا يبدو أنه يتوجب علينا شراء مثل هذه المنظومات من إيران وليس العكس.

وثانياً لدى روسيا علاقات جيدة مع سورية ومع إيران ولذا يمكن شراء الأسلحة من روسيا مباشرة. وأخيراً، فإن الاتفاقيات التي توقعها الدول تحدد بصورة واضحة ودقيقة أين ستستخدم هذه الأسلحة أو تلك في نهاية المطاف وهذه الشائعات تظهر لأنهم يريدون ممارسة ضغوط على روسيا وما هي سوى كذب بكذب.

وأضاف الرئيس الأسد: إن الولايات المتحدة تقف وراء هذه الشائعات حتى إن فرنسا في عهد جاك شيراك مارست مثل هذه السياسة أيضاً عن طريق نشر الأكاذيب وكذلك بريطانيا في عهد طوني بلير وهناك بعض البلدان الأوروبية التي لن اذكر اسمها كانت مجرد ببغاوات تكرر ما يقال لها.

وبشأن بالمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية وظروف السلام أوضح الرئيس الأسد أن ما يجري هو عبارة عن مرحلة تسبق المفاوضات ونحن نسميها بالمفاوضات غير المباشرة كأن يقوم مثلاً دبلوماسيون روس بإجراء مشاورات معنا ويتوجهون بعد ذلك لإجراء مشاورات في إسرائيل، أما في تركيا فإن هذا الأمر يجري على نحو آخر حيث كان ممثلنا وممثل إسرائيل موجودين في تركيا ولكن في فندقين منفصلين وكان الوسيط التركي يتنقل بينهما ونحن لا نحاول سوى إيجاد مبادئ لإطلاق المفاوضات التي لا يمكن أن تستند إلا للقرارات الدولية وبالأخص قرار الأمم المتحدة رقم 242 الذي ينص على إعادة جميع الأراضي المحتلة إلى ما كانت عليه عام 1967 ولقد قلنا للإسرائيليين بكل وضوح: إن شرط بدء المفاوضات هو إعادة جميع الأراضي المحتلة أما هدف الجولة التركية فينحصر في استيضاح مدى استعداد إسرائيل لتنفيذ هذا الشرط الرئيسي.

وأضاف الرئيس الأسد: كذلك فإن القرار 242 يتكلم عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وإن السلطة الفلسطينية تتولى هذه المسألة وليس بوسعنا أن نتفاوض نيابة عنهم بشأن اللاجئين الفلسطينيين ونجد أن الإسرائيليين لا يبدون حتى الآن استعداداً جدياً لإجراء مفاوضات حول القضية الفلسطينية.

ورفض الرئيس السوري المحاولات الغربية الرامية إلى عزل روسيا وقال: إننا نقف ضد جميع هذه المحاولات لأننا نعتبر ذلك استمراراً للسياسة الأميركية منذ أيام الحرب الباردة، وإن ما فعلته روسيا (بشأن نزاعها مع جورجيا) هو أنها دافعت عن مصالحها المشروعة.

وأضاف قائلاً: إن سورية ليست دولة كبيرة بل بلد صغير خلافاً لروسيا. يضاف إلى ذلك أن بعض البلدان وقفت ضدنا على مدى وقت طويل، ولكن ماذا كانت النتيجة، لقد وقعوا هم أنفسهم في العزلة وليس سورية، ذلك لأن شعبنا موحد. هذا أولاً، وثانياً لأنه لا يمكن حل قضايا المنطقة من دون سورية. أما ما يتعلق بمسألة عزل روسيا فالأمر هنا أكثر وضوحا إذ إن حل أهم القضايا في آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا يستحيل من دون روسيا، وإن ميزان القوى الدولي يتوقف على سورية كما على روسيا ولذلك فنحن في وضع واحد.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن روسيا أصبحت أكثر قوة بعد الأزمة مع جورجيا ومن الهام أن تشغل روسيا موقف الدولة العظمى وعندها سيتم إحباط جميع محاولات عزلها.

وفيما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم فرض حصار بحري على إيران أم ضربها عسكرياً، أوضح الرئيس الأسد أن الإدارة الحالية في الولايات المتحدة هي إدارة الحرب ومن الطبيعي أن الحرب هي هدف هذه الإدارة ولكن حرباً ضد إيران لن تكون مجرد نزهة سهلة للولايات المتحدة وان انعكاسات حرب كهذه لن تقتصر على منطقة الخليج أو الشرق الأوسط فحسب بل ستعمّ العالم بأسره.

وأضاف الرئيس الأسد: يجب علينا السعي لعدم حدوث هذه الحرب بالرغم من أننا مثلنا مثل إيران لا نستبعد هذا الاحتمال ومع ذلك نبذل جميع الجهود الممكنة للحيلولة دون ذلك.

وعما تنتظره سورية من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وكيف يمكن أن تؤثر على اصطفاف القوى في المنطقة والوضع في العراق قال الرئيس الأسد: إننا لا نعير عادة أي اهتمام لتغيير السلطة في الولايات المتحدة لأن كل إدارة تورث الإدارة اللاحقة كرة من النار ولكن حتى إذا جاءت إلى السلطة إدارة شبيهة بالإدارة الحالية فمن المشكوك فيه أنها سترتكب أخطاء كالتي ارتكبتها سابقتها أما إذا فاز من يريد ممارسة سياسة أكثر صواباً فستكون هناك تغييرات ولكنها محدودة جداً، لذا لا ينبغي لنا تعليق آمال كبيرة في هذا المجال.

وفيما يتعلق بتقييم سورية للفوضى في العراق قال الرئيس الأسد: إنها فوضى ولا يمكن إدارتها أو توجيهها بل بالإمكان زيادتها ومضاعفتها وليس في العراق أي سيطرة على الوضع والأمور تسير هناك من سيئ إلى أسوأ وتجري عملية سياسية هناك على نطاق محدود وعلى خلفية الجدال حول الدستور والفيدرالية ولكن هذه القضايا مؤهلة بحد ذاتها لتفجير العراق وتقسيمه الى أجزاء مبعثرة ولا يمكن أن نضيف شيئاً جديداً على كلمة الفوضى.

وأضاف الرئيس الأسد: إن الإدارة الحالية لا تملك ببساطة أي فهم للوضع وهي تزعم أن الوضع يتحسن من يوم لآخر أما في واقع الأمر فإنه يصبح أسوأ فأسوأ وربما إن هناك من هو مهتم بذلك أي أولئك الذين يعتقدون ان استمرار الفوضى يتيح لهم مواصلة تواجدهم العسكري ويقولون اذا سحبنا قواتنا فمن الذي سيصون السلام وهناك قسم آخر في الإدارة الأمريكية يسعون لإيجاد مخرج ولكن لا يعرفون كيف يفعلون ذلك.

وحول القوى السياسية التي تعتبرها سورية حليفة لها قال الرئيس الأسد: بالنسبة للدعم السياسي لدينا الكثير من الأصدقاء بينهم روسيا وبلدان منظمة المؤتمر الإسلامي والبلدان العربية وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وعما إذا كانت سورية ترى السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط فعالة قال الرئيس الأسد: لو طرحتم علي هذا السؤال قبل عشر سنوات لأجبت بالنفي ففي التسعينيات كانت روسيا شبيهة بعملاق مشلول ولكن السياسة الخارجية الروسية غدت أكثر ديناميكية بعد العام 2000ومع ذلك كانت روسيا تحاول في ذلك الوقت إقامة علاقات مع الغرب وأبدت اهتمامها بتطوير التعاون مع حلف الناتو وأرادت تقوية العلاقات مع بلدان الاتحاد السوفييتي السابق وهذا أمر طبيعي ولكننا كنا نعلم سلفاً أن الغرب يطرح أمام نفسه هدف تطويق روسيا وكان يرفض كل ما تقترحه عليه روسيا وان روسيا تمتلك إمكانات كبيرة، لذا يجب أن تبقى دولة عظمى.

واعتبر الرئيس الأسد أن ما جرى في جورجيا يشكل نقطة انعطاف في هذا المجال وسابقاً كان لروسيا صوت قوي جداً أما الآن فلدى روسيا يد قوية ونحن نعيش اليوم في عالم القوة حيث تراجعت أهمية المبادئ والأخلاق والآداب والقانون الدولي لاسيما لدى هذه الإدارة الأمريكية ولقد أظهرت روسيا للعالم حالياً أنها لا تزال دولة عظمى ولذلك أستطيع القول إن السياسة الروسية فعالة جداً في المرحلة المعاصرة.

وبالنسبة لموقف سورية من مشاركة خبراء عسكريين إسرائيليين في تدريب الجيش الجورجي، قال الرئيس الأسد إننا على علم بالمدى الواسع لنفوذ إسرائيل في جورجيا وليس سراً على أحد علاقات التقارب بين الولايات المتحدة وإسرائيل ونحن نرغب في أن تدرك روسيا بكل وضوح ذلك الدور الذي لعبته إسرائيل في هذه الحرب.

ورداً على سؤال حول شطب روسيا 70بالمئة من ديونها على سورية قال الرئيس الأسد: هذا صحيح فعندما كنت في موسكو وقعنا اتفاقية بهذا الخصوص جرى بموجبها شطب الديون أما ما يتعلق بالمبلغ المتبقي فإن وزارتي المالية في البلدين وضعتا آلية تنص بصورة خاصة على القيام باستثمارات مشتركة وتبدأ الآن شركات السياحة الروسية بالعمل في سورية وهناك تعاون في مجال النفط وفي مجال الكهرباء وبذلك سيتم قريباً حل مسألة الديون نهائياً.

وجواباً على سؤال حول التعايش المشترك في سورية بين المسيحيين والمسلمين وجميع الطوائف، قال الرئيس الأسد: نعم إن تقاليد التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين هي من أهم سمات شعبنا ولدينا طائفة يهودية أيضاً ويعيش في سورية كثيرون من مواطني روسيا وإن أقدم كنيسة في العالم موجودة في دمشق ويعيش المسيحيون هنا منذ ألفي عام أما المسلمون فمنذ القرن السابع ولدينا تاريخ طويل وعريق من الجوار السلمي بين الطوائف وأعتقد أنه يتوجب على الكنائس في سورية وروسيا إقامة تعاون أكثر وثوقاً فيما بينها ونحن نعتزم أن ندعو إلى سورية شركات سياحية روسية كي يتمكن المواطنون الروس من امتلاك معرفة أفضل للمقدسات والآثار المسيحية في بلادنا.

2008-08-25