ارشيف من :ترجمات ودراسات

’اسرائيل هيوم’: الجيش ’الإسرائيلي’ سيواجه حرب صواريخ..وتل أبيب عاجزة عن ردع تهديدات حزب الله و’حماس’

’اسرائيل هيوم’: الجيش ’الإسرائيلي’ سيواجه حرب صواريخ..وتل أبيب عاجزة عن ردع تهديدات حزب الله و’حماس’

كتب الخبير في شؤون الشرق الاوسط إيال زيسر مقالاً في صحيفة "اسرائيل هيوم" لفت فيه الى "أنه على أعتاب المناورة التي أجرتها الجبهة الداخلية للعدو  الاسبوع الماضي، نُشرت في الصحف "الإسرائيلية" خطوطاً حول الحرب القادمة التي تحاول المناورة توقع شكلها"، موضحاً "أنّ الجيش "الاسرائيلي" ينظر الى الحرب المقبلة كما لو أنها حرب صواريخ، تشبه حرب لبنان الثانية وعمليات "عمود السحاب" و"الجرف الصامد".

وأضاف زيسر "إنّ عدد الصواريخ لدى حزب الله و"حماس" ومعهما سوريا وايران، يبلغ 230 ألف صاروخ، (5% منها) بعيدة المدى والبعض منها يتميز بالقوة والدقة". وحسب الخبير، يتوقع الجيش "الاسرائيلي" إطلاق ما يقارب الألف الى 1500 صاروخ على كيان العدو يومياً، الأمر الذي قد يتسبب بآلاف الاصابات في المناطق المأهولة ومئات الاصابات في أوساط السكان المدنيين في "اسرائيل". وفق قناعات زيسر، توحي المناورة المذكورة "أن الجيش "الاسرائيلي" مستعد لامكانية دخول مقاتلي حزب الله أو "حماس" الى مواقع أو مناطق "اسرائيلية" حدودية" على حد تعبيره.

’اسرائيل هيوم’: الجيش ’الإسرائيلي’ سيواجه حرب صواريخ..وتل أبيب عاجزة عن ردع تهديدات حزب الله و’حماس’

صواريخ حزب الله

 

ويتضح من كل ذلك، يقول إيال زيسر "انّ "اسرائيل" لم تجد الحل بعد لهذا التحدي الأمني الذي تواجهه منذ عقدين، والذي يتمثل في تهديد صواريخ حزب الله و"حماس". صحيح أن "اسرائيل" قد نجحت في فرض الهدوء المتواصل على طول الحدود الشمالية والجنوبية أيضاً، لكن ثمن هذا الهدوء، عملياً مغزى الردع المتبادل السائد بين "اسرائيل" وحزب الله و"حماس"، هو زيادة كبيرة تصل الى ضعفين أو ثلاثة أضعاف الكمية والنوعية للصواريخ الموجودة لدى هذه الجهات، وكل ذلك تحت عيون "اسرائيل" نصف المفتوحة التي فضلت تأجيل المواجهة والحفاظ بأي ثمن على الهدوء الى حين يأتي الغضب" على حد زعمه.

وبحسب زيسر، فإن قصة المناورة تظهر الى أي حد الخدعة بأن حرب يأجوج ومأجوج كهذه هي واقعية، يضيف الخبير "في نهاية المطاف لا أحد في المنطقة، لا حزب الله ولا قادة "حماس"، لهم مصلحة في اشعال الحدود والانجرار الى حرب شاملة ضد "اسرائيل". في النهاية، ما لا يتم التدرب عليه هو قوة الرد "الاسرائيلية" في حال تعرضنا للهجوم. قوة الرد على سكان جنوب لبنان قد تكون مؤلمة أكثر من تلك التي تعرضوا لها في حرب لبنان الثانية أو التي تعرض لها السكان في غزة في المواجهة السابقة مع "اسرائيل"" وفق ادعاءاته.

وأردف فيشمان "لكن الشرق الاوسط معتاد على الحروب، التي تندلع رغم عدم وجود رغبة فيها. تكفي حادثة ما أو خطأ ما من أجل حدوث التدهور وفقدان السيطرة. اطلاق الصواريخ من سوريا على الطائرات "الاسرائيلية" في الاسبوع الماضي يشير الى زيادة الثقة بالنفس في الطرف الثاني من الحدود. السيد حسن نصر الله ايضا- وليس فقط بشار الاسد- يشعر بالثقة الزائدة خاصةً بعد عودة روسيا الى المنطقة لتحارب الى جانبهما في سوريا وتمنحهما الغطاء والدعم".
 
وتابع الكاتب "توجد لموسكو علاقات جيدة، سواء مع "اسرائيل" أو مع سوريا وايران، وبشكل غير مباشر مع حزب الله ايضا. ولأن روسيا ليست بحاجة الى المواجهة التي قد تضر بمصالحها في المنطقة، وبمن تعتبرهم حلفاء، ومن ضمنهم "اسرائيل"، فإنه يمكنها العمل على منع التدهور واجبار الاطراف على التوقف للحظة قبل الهاوية. هذا يعني بشكل مؤكد تقييد حرية عمل "اسرائيل" في حال عدم ملاءمة هذا العمل مع رغبة موسكو".

وفي الختام، يقول إيال زيسر "ميزة "اسرائيل" لن تكون في قدرتها على  الدفاع عن الجبهة الداخلية وقدرة تحمل وصمود السكان المدنيين. ففي الدفاع لا يتم الانتصار في الحرب. ميزتها قد تكتسبها من استعدادها لتوجيه ضربة للعدو لا يستطيع النهوض بعدها، الامر الذي سيُمكنها من فرض الشروط النهائية التي ستمنع، خلافاً للمواجهات السابقة، العودة السريعة للهدوء وبدء العد من أجل المواجهة القادمة".

2016-09-19