ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: لضرورة الضغط على القيادة السعودية من أجل إنهاء الحرب على اليمن وتخفيض التوتر الطائفي

الصحف الأجنبية: لضرورة الضغط على القيادة السعودية من أجل إنهاء الحرب على اليمن وتخفيض التوتر الطائفي

علي رزق

رأى باحثون أميركيون بارزون أن سياسات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تعد الأكثر طائفية وايديولوجية بتاريخ السعودية المعاصر، وأشاروا الى أن لا مؤشرات تفيد بأن الرياض ستغير من هذه السياسات.

وشدد الباحثون على ضرورة أن تمارس واشنطن ضغوطاً على الحكومة السعودية بغية وقف الحروب والتوترات الاقليمية.

وفي سياق غير بعيد، اعتبر أعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي "أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري أصبحا أكثر استعداداً لمناقشة العلاقة الاميركية السعودية "المختلة" بشكل علني.
من جهة أخرى، رأى تقرير صادر عن إحدى اللجان في مجلس العموم البريطاني أن لندن تخفق في الحرب على "داعش" في سوريا.

دعوات للضغط الأميركي على السعودية

وفي التفاصيل، كتب الباحث المعروف "Bruce Riedel" مقالة نشرها موقع "Al-Monitor" بتاريخ عشرين ايلول/سبتمبر الجاري، قال فيها "إن الملك سلمان أنشأ سياسة خارجية تعد الاكثر ايديولوجية وطائفية وجازمة في تاريخ السعودية الحديث".

الصحف الأجنبية: لضرورة الضغط على القيادة السعودية من أجل إنهاء الحرب على اليمن وتخفيض التوتر الطائفي

الصحف الأجنبية

 

وشدد الكاتب على "أن القرار السعودي القاضي بالذهاب الى الحرب في اليمن كان متسرعاً ولم يجر التخطيط له بالشكل المناسب لجهة كيفية تحقيق انتصار حاسم"، مضيفاً "ان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أنشئ بشكل متسرع وافتقد الى لاعبين اساسيين اثنين وهما سلطنة عمان وباكستان".
كذلك أكّد الكاتب على "أنّ الحرب في اليمن تضر بسمعة المملكة في الغرب"، مشيراً الى مراجعة أجريت لحملة القصف الجوي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والتي استنتجت بأن واحد من أصل كل ثلاث ضربات جوية ضربت اهداف مدنية".

وتابع الكاتب "إنّ المواقع التي استهدفت تضمنت المساجد والمدارس والمستشفيات"، مشيراً الى أن" حملة القصف الجوي التي يشنها العدوان الذي تقوده السعودية تعتمد على دعم اميركي وبريطاني"، منبهاً الى تزايد الانتقادات الداخلية لهذا الدعم ولمبيعات الاسلحة الاميركية والبريطانية الى الرياض.

كما اشار الى أن الجدل الدائر حول الحرب في اليمن قد عزز دعم اعضاء الكونغرس الاميركي للسماح بمقاضاة مسؤولين سعوديين في المحاكم الاميركية على خلفية هجمات الحادي عشر من أيلول.

هذا وشدد الكاتب على "أنّ كلام مفتي السعودية الاخير الذي قال فيه إن "الايرانيين الشيعة" هم ليسوا من المسلمين كان غير مسبوق، لكنه لفت بالوقت نفسه الى أن الخطاب هذا يعود الى أولى أيام الوهابية".

وأردف الكاتب "ليست هناك الكثير من المؤشرات التي تفيد بأن الرياض تقوم بمراجعة سياستها"، مضيفاً "ان كلًّا من ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان يدعمان بقوة الموقف المعادي لايران".

وفيما تحدث عن إشاعات مستمرة خلف الكواليس لجهة انتقاد محمد بن سلمان حيال دوره كوزير دفاع ودوره في الحرب اليمنية، شدّد في الوقت نفسه على عدم وجود أية مؤشرات تفيد بأن الملك سلمان مستاء من سياسات نجله، وأن موقف الملك هذا هو الوحيد الذي قد يحدث فارقاً بالسياسات السعودية".

كذلك اعتبر الكاتب "أنّ هناك تلميحات تفيد بأن السعوديين يريدون تكثيف المعركة الايديولوجية و"الوجودية" مع ايران، مشيراً في هذا السياق الى مشاركة مدير الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل بمؤتمر لمنظمة "منافقي خلق" الارهابية في بارس ودعوته لتغيير النظام في ايران".

الكاتب شدد ايضاً على صعوبة مواصلة الملك سلمان "سياسته العدائية"، وخاصة إذا ما بقيت اسعار النفط منخفضة، مضيفاً "ان زيارة ولي العهد محمد بن نايف الى نيويورك للمشاركة بجلسات الجمعية العامة توفر فرصة للمسؤولين الاميركيين للضغط من أجل التوصل الى تسوية للحرب اليمنية وتخفيض حدة التوتر الطائفي".

تطور موقف الكونغرس حيال العلاقات الاميركية السعودية

من جهته، نظم مركز "National Interest" ندوة بتاريخ التاسع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري شارك فيها السناتوران الاميركيان "Rand Paul" و"Chris Murphy"، وهما عضوان في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يقودان المساعي لتعطيل صفقة بيع الاسلحة الاميركية الى السعودية والتي تبلغ قيمتها 1.15 مليار دولار.

واعتبر السناتوران "ان واشنطن لا تستفيد كما يجب من المساعدات العسكرية التي تقدمها للسعودية من اجل التأثير على سياسات هذا البلد".
وأشار السناتور "Murphy" الى أن قيمة مبيعات الاسلحة الى السعودية في فترة رئاسة اوباما ازدادت ما نسبته ستة وثمانية اضعاف مقارنة مع ادارة بوش الابن، وعليه شدد على ضرورة توجيه رسائل الى السعوديين بأن الدعم الاميركي "مشروط".

وشدّد السناتور "Paul" على "أن السلوك الأميركي في اليمن، مثل إعادة تزويد الطائرات الحربية بالوقود ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع السعودية والمساعدة في ضرب الاهداف، هو تواطؤ بالحرب اليمنية".

كذلك رأى كل من "Paul" و"Murphy" ان المساعي التي يبذلونها من اجل فرض تصويت في مجلس الشيوخ على صفقة بيع الاسلحة، اضافة الى تمرير مشروع القرار الذي يسمح بمقاضاة السعودية على خلفية احداث الحادي عشر من ايلول، رأوا ان هذه الخطوات تشير الى اجماع ديمقراطي جمهوري جديد للاستعداد لمناقشة العلاقة الاميركية السعودية "المختلة"، وكذلك تورط اميركا في اليمن".

بريطانيا تفتقد استراتيجية قابلة للتطبيق في سوريا

في سياق آخر، كتب "Patrick Cockburn" مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" تناول فيها التقرير الذي نشرته اليوم الاربعاء اللجنة "الدفاعية" في مجلس العموم البريطاني والذي اعتبر ان الحكومة البريطانية تخفق بتنفيذ سياستها بشن الحرب على "داعش" في سوريا".

وأشار الكاتب الى "أن تقرير اللجنة أفاد بأن بريطانيا شنت 65 غارة خلال الاشهر التسعة الماضية مقارنة مع 550 غارة شنتها في العراق خلال الفترة الزمنية نفسها"، وكشف التقرير أن ما يقرب من 31 غارة من اصل الغارات الخمس والستين شنت في اول شهرين من الحملة الجوية، وأن العدد انخفض منذ ذلك الحين ليصبح ما بين 3 و7 غارات كل شهر".

كما أشار الكاتب الى ما قاله رئيس اللجنة الدفاعية في مجلس العموم "Julian Lewis" بأن اللجنة لم تتمكن من جعل الحكومة البريطانية تكشف عن 70,000 مقاتل معتدل من المفترض أن يكونوا شركاء بريطانيا على الارض في سوريا.

كذلك أضاف الكاتب "إنّ استراتيجية بريطانيا العسكرية والسياسية "المشوشة" ظهرت يوم السبت الماضي عندما شاركت بريطانيا بالغارة الجوية التي أدت الى استشهاد عشرات الجنود في الجيش السوري في دير الوزر".

ولفت الكاتب الى ما قالته اللجنة "بأن عدم توفير وزارة الحرب البريطانية تحليل كامل حول الضربات الجوية البريطانية في سوريا قد تقوض تأكيد الحكومة بأن حملة القصف في سوريا هي لدعم قوات معتدلة على الارض".

كما اشار الكاتب الى ان عددًا من شهود العيان الذين يقودون الحملة الجوية قالوا للجنة ان هناك فارقًا كبيرًا بين النشاط الجوي البريطاني في العراق والنشاط الجوي البريطاني في سوريا.

وتابع  "ان التقرير يطرح السؤال التالي: اذا كانت القوات المعتدلة ليست من الخيال، فلماذا لم تدعمها بريطانيا بكثافة اكبر عبر شن المزيد من الضربات الجوية".

الكاتب اعتبر "ان التقرير يعد من اهم المساعي الهادفة الى تحديد طبيعة الميدان السياسي والعسكري الذي تشارك به بريطانيا في سوريا والعراق"، كما قال:"إن التقرير يسعى الى معرفة ما يفترض ان تقوم به القوات البريطانية والى مدى امكانية تحقيق الاهداف".

كذلك لفت الى "أن التقرير يركز على عدم وجود استراتيجية سياسية متماسكة، وخاصة لجهة عدم وجود حلفاء على الارض في سوريا"، وأضاف "إن التقرير يلاحظ ليس فقط قلة الضربات الجوية البريطانية وانما كذلك قلة الضربات التي من المفترض ان تدعم قوات المعارضة على الارض".

وأشار الكاتب ايضاً الى أن التقرير يلفت الى أن اللجنة لم تستطع الحصول على لائحة الجماعات التي تدعمها بريطانيا في سوريا، وذلك على رغم مطالبتها الحكومة البريطانية بتقديم هذه المعلومات.

وتابع "ان التقرير يستنتج بالتالي بأن السبب الحقيقي لقلة الضربات الجوية البريطانية في سوريا يعود الى عدم وجود شركاء على الارض سوى القوات الكردية".

كما رأى الكاتب أن كلام "Lewis" (رئيس اللجنة الدفاعية بمجلس الشيوخ) وكذلك ما جاء في التقرير يفيد بقوة بأن الطبيعة المحدودة للحملة الجوية البريطانية تعد اعترافا ضمنيا بعدم وجود قوات "معتدلة" على الارض.حسب تعبيره.

2016-09-21